طالب أعضاء في مجلس الشورى الحكومة البريطانية بتذليل الصعوبات أمام المبتعثين والمبتعثات السعوديين في المملكة المتحدة وإيرلندا، وذلك بإعادة النظر في إجراءات منح التأشيرة الذي اقرته وزارة الداخلية البريطانية مؤخراً، إذ يتسبب ذلك في تعطيل بعض المبتعثين عن إكمال مشوارهم العلمي الذي ابتعثوا من أجله إلى بريطانيا. وقال نائب رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي في مجلس الشورى الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح، إن قرار ( HOME OFFICE)، جعل المبتعثين في مأزق كبير أثناء البعثة، إذ يحصل المبتعث السعودي من ( الوكالة التي تتعامل معها السفارة البريطانية في المملكة) على تأشيرة دخول إلى بريطانيا تمتد في بعض الحالات إلى ستة أشهر، في حين أن قرار البعثة الذي تمنحه وزارة التعليم العالي، يصل تقريباً إلى أربع سنوات، وهذا يدل على أن الوكالة إما أنها لم تفهم قرار الوزارة ، أو انها غير عابئة به. وأوضح الدكتور آل مفرح، الذي اختتم مؤخراً مع عضو مجلس الشورى الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم، زيارة قاما بها إلى بريطانيا وإيرلندا، للتعرف على أحوال المبتعثين بناءً على طلب من وزارة التعليم العالي، انه تم بحث هذا الموضوع مع المسؤولين في الجامعات البريطانية، للنظر في نتيجة ذلك القرار مع وزارة الداخلية البريطانية كونه يعنيهم (اكاديمياً). واشار إلى انهم قاموا خلال الزيارة التي رافقهم فيها الأستاذ عبدالمحسن الضعيان من الملحقية الثقافية بجولة على عدد من المدن البريطانية لزيارة المبتعثين، وتلمس احتياجاتهم ، وتذليل الصعوبات التي تواجههم، تمشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، الذي يحرص دائماً على تقديم مايمكن للمبتعثين لإعانتهم في مشوارهم العلمي الذي ابتعثوا من أجله، ومتابعة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري. وشملت الزيارة مدن ( لندن، ساوث هامتون، سوانزي، ليدز، جلاسكو، دبلن، وبرمنجهام)، في حين تم التباحث مع مسؤولي هذه الجامعات على كيفية تذليل الصعاب أمام المبتعثين السعوديين، والمتعلقة بأنظمة الدراسة والقبول في جامعاتهم ونظيراتها المنتشرة في أنحاء بريطانيا، وتطوير برامج تدريس اللغة الإنجليزية، علاوة على إتاحة الفرصة للمبتعثين لتطوير قدراتهم، والاستفادة مما تتيحه تلك الجامعات من تجهيزات علمية، تخدم مسار العملية الأكاديمية للمبتعث، فضلا ًعن مناقشة موضوع السنة التحضيرية لطلبة البكالوريوس. وقال الدكتور خليل البراهيم، أنهم عقدوا خلال الزيارة لقاء مطولاً مع الملحق الثقافي في المملكة المتحدة وإيرلندا الأستاذ الدكتور غازي بن عبدالواحد المكي ومسؤولي الملحقية، ولقاء آخر مع المشرفين بالملحقية استمعوا فيه إلى شرح موسع عن جهود الملحقية في سبيل خدمة المبتعثين، واطلعوا عن قرب على خطة سير العمل المنظمة في التعامل مع المبتعثين، وتسهيل اجراءاتهم. واشاد وفد الشورى، ببرنامج الحكومة الإلكترونية، الذي تنفذه الملحقية حالياً وتطوره من حين إلى حين، في سبيل خدمة المبتعثين، ومن ذلك إعداد قاعدة بيانات حديثة تبين مدى فعالية المشرف الدراسي في سرعة متابعته للمبتعثين، من خلال المكالمات التي يتلقاها منهم، أو يرفضها، ونسبة المعاملات التي انجزها خلال فترة عمله الأسبوعي، بالإضافة إلى نظام ( بوابة المبتعث)، الذي يعزّز التواصل بين المشرف والمبتعث. وحول المسيرة العلمية للمبتعثين السعوديين بصفة عامة، قال الدكتور أحمد آل مفرح، إن الوضع ولله الحمد يبشر بالخير، إذا استمر المبتعثون في الجدّ والمثابرة، والحرص على التحصيل العلمي بكل جداره، مبيناً أنهم وجدوا بعض العوائق الخاصة ببرنامج السنة التحضيرية ( الخاص بطلبة البكالوريوس)، تمثل في ضعف اداء المبتعث في هذه السنة عطفاً على الإعداد المتواضع في اللغة الإنجليزية الذي تلقاه في بعض المعاهد البريطانية. وذكر أن الإعداد المتواضع في اللغة، كان نتيجة للتكدس الكبير في اعداد المبتعثين السعوديين في الجامعات والمعاهد، بل وفي قاعات دراسية واحدة، إضافة إلى تفاوت الدرجات العلمية بين الطلبة الدارسين للغة من ( بكالوريوس وماجستير)، ما تسبب في ضعف مستوى برامج اللغة وتفاوت نوعية جودتها، نظراً لاختلاف مستوى الدرجات العلمية، الذي قاد إلى تقليل التركيز في بناء اللغة الإنجليزية لمن هم بحاجة إليها، في مقابل نظرائهم في القاعة الذين تجاوزوا مراحل البناء. وفيما يتعلق بحال المبتعثين، قال الدكتور خليل، إننا رأينا قصوراً لدى مبتعثينا في فهم بعض الأنظمة البريطانية المتعلقة بأمور إقامتهم، ودراستهم، وحقوقهم، وهذا يقودنا إلى الحديث عن الحاجة لإقامة ورش عمل من فترة إلى فترة، تزود المبتعثين بالمعلومات والأنظمة التي يحتاجونها لإكمال دراستهم دون منغصات، وذلك بالتنسيق مع الملحقية الثقافية واندية الطلبة السعوديين. وعن المبتعثات السعوديات، اشاد الدكتور أحمد ، بالمستوى العلمي المشرف الذي ظهرن به ، مشيراً إلى أن مشكلة ( الحضانة)، المتعلقة بالمبالغ التي تدفع لأجلها، سيتم مناقشتها بإذن الله في مجلس الشورى، في محاولة لتضمينها التوصيات التي سترفعها لجنة الشؤون التعليمية للمجلس لمناقشتها ليتم بعد ذلك رفعها إلى المقام السامي، لاتخاذ الإجراء المناسب حيالها.