كشفت تقارير مبيعات محلات التجزئة في الولاياتالمتحدة في اليوم الذي يلي يوم عيد الشكر المسمى بيوم "الجمعة الأسود" أنه في حين أن عددا أكبر من الأميركيين ارتادوا المحلات التجارية في ذلك اليوم واليومين اللذين تبعاه، فإنهم أنفقوا ذات المقادير المالية التي أنفقوها في العام الماضي، وأن المتسوقين كانوا يبحثون عن أفصل الصفقات للشراء. وقدر استطلاع أجراه اتحاد أصحاب محلات مبيعات التجزئة الوطني ونشر الأحد الماضي أن ما يقارب 195 مليون شخص زاروا مراكز التسوق الأميركية ومواقع التسوق على الإنترنت في الفترة ما بين يوم الخميس وحتى يوم الأحد الذي يليه، وهو ما مثل ارتفاعا عن عدد ال 172 مليونا في العام الماضي في الفترة ذاتها. ولكن التقديرات المالية التي أنفقها هؤلاء بصورة شخصية سجلت انخفاضا بنسبة 8 في المائة وصولا إلى معدل بلغ 343 دولارا للشخص. وبلغ مقدار ما أنفقه الأميركيون في الثلاثة أيام المذكورة 41.2 مليار دولار، وهو مبلغ مماثل لما أنفقوه العام الماضي رغم ارتفاع أعداد المتسوقين بما يقرب من 20 مليونا. ولكن المتحدث باسم الهيئة التي أجرت الاستطلاع قال إن أحد العوامل التي أدت إلى انخفاض قيمة المقادير المالية التي أنفقت في فترة الأيام الثلاثة التي تلت عيد الشكر قد يكون الأسعار المخفضة جدا التي طرحتها محلات بيع التجزئة لاجتذاب المتسوقين في هذه الفترة العصيبة اقتصاديا. وقال إن بعض المحلات عرضت أجهزة كمبيوتر محمولة من النوع الراقي جدا بما لا يزيد عن 200 دولار، فضلا عن تخفيضها أسعار المواد والسلع التي يكثر الأميركيون من شرائها في فترة الأعياد مثل الدمى والألعاب. وأوضح المتحدث إن أعداد المتسوقين زادت بكثير عن توقعاته، وكان أصحاب المحلات يركزون على الأسعار المنخفضة لجذب المتسوقين إلى داخل محلاتهم. وعادة ما يراقب المحللون عن قرب مقادير المبيعات في يوم الجمعة الأسود لاستشفاف أمزجة المتسوقين الأميركيين للفترة المهمة من العام التي تلي ذلك وهي فترة التسوق للأعياد، التي تحقق فيها محلات المفرق الأميركية عادة غالبية أرباحها للعام كله. وذكرت شركة أبحاث مبيعات المفرق أن المبيعات في ذلك اليوم بالذات ارتفعت بحوالي 0.5 بالمائة وصولا إلى 10.7 مليار دولار، وهو ما اعتبر إشارة مشجعة للصناعة. وما لاحظه الاستطلاع الجديد للشركة هو أن محلات الملابس الكبرى تفوقت هذا العام على محلات التخفيضات، إذ احتلت المركز الأول من ناحية نسبة المتسوقين الذين زاروها والتي بلغت 49 بالمائة. وعزت الشركة ذلك إلى التخفيضات الكبيرة التي عرضتها هذه المحلات لاجتذاب المتسوقين إلى داخلها. وكشفت الاستطلاعات أن نسبة عالية من المتسوقين الأميركيين حضروا إلى محلات التسوق مبكرين، بعضهم قبل الخامسة صباحا، للاستفادة من العروض الخاصة التي كانت هذه المحلات قد طرحتها على مواقعها على الإنترنت.