طالب الرئيس السوري بشار الأسد الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بالاضطلاع بدور فاعل للإسهام في إحلال السلام الشرق الأوسطي المتعثر بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية. وقال في حديث نشرته أمس الجمعة صحيفة " لوفيغارو" الفرنسية بمناسبة زيارته إلى فرنسا إن الولاياتالمتحدة التي ترعى العملية السلمية تظل " النقطة الضعيفة " في المساعي الرامية إلى بلورة السلام. وإذا كان الأسد يقر بأن الإدارة الأمريكية الحالية قد أكدت اهتمامها بالملف الشرق أوسطي، فإنه يعتبر أن التحرك الأمريكي جاء مخيبا لآمال العرب وما ينتظرونه من الراعي الفعلي قائلا " على الراعي أن يبلور خطة عمل وأن يكون نشطا كثيرا وأن يتخذ مبادرات " لا أن يظل ينتظر من " الآخرين أن يتحركوا ". وقال الرئيس السوري بشار الأسد إنه من الصعب على سوريا والولاياتالمتحدة التعاون حاليا بشكل بناء للإسهام في إحلال السلام طالما ظلت الولاياتالمتحدة تفرض عقوبات على بلاده .أما بشأن الدور الأوروبي وبخاصة الفرنسي في الإسهام في إحلال السلام فهو هام حسب الرئيس السوري الذي أثنى على مؤتمر مدريد كمرجعية أساسية لكل المبادرات الجادة نحو السلام شريطة التزام إسرائيل بهذه المرجعية. .ولكن الأسد يرى أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن بعد من فرض نفسه كطرف مستقل عن الولاياتالمتحدة . بل إنه ألمح إلى أن هذا العامل هو أحد العوامل التي دفعت السلطات السورية إلى التريث قبل التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي . وسئل الرئيس السوري عن موقفه من الخلاف بين الغرب وإيران حول البرنامج النووي الإيراني فقال إنه لاتوجد حتى اليوم أي حجة قانونية تؤكد أن هذا البرنامج يوظف لأغراض عسكرية وأنه لكل بلد الحق في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في أغراض مدنية. وفيما يخص المقترحات الغربية الأخيرة الهادفة إلى تسوية هذا الملف تساءل الرئيس السوري عن الضمانات الدولية التي تؤمن إعادة اليورانيوم الإيراني المخصب خارج إيران إليه . وتساءل أيضا عن جدوى إصرار الغرب على إعادة كميات اليورانيوم المخصبة خارج إيران إليه دفعة واحدة والحال أن إيران ترغب في أن يعاد إليها على دفعات. وفيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية التي شكلت يوم الاثنين الماضي في لبنان أعرب الرئيس السوري عن ابتهاجه بالحدث قائلا إن ذلك "يعني أوتوماتيكيا تحسن العلاقات السورية اللبنانية بهدف تطبيعها". وأقر الأسد ان المسار الديموقراطي في بلاده بطيء ولكنه "مؤكد"حسب رأيه.