كشفت دراسة اجتماعية حديثة حول السلوك الإجرامي للمرأة السعودية أن غالبية العائدات لارتكاب الجريمة لمرة واحدة أو أكثر هن من المطلقات والعاطلات عن العمل وذوات الدخول المتدنية التي لا تتجاوز ألف ريال ،ويقعن في الفئة العمرية من 31 – 40 سنة وهن أيضا من سكان الشقق والمنازل الشعبية ، وأوضحت الدراسة وعنوانها (الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعائدات للجريمة ) أن التفكك الأسري والحرمان العاطفي له أكبر الأثر في عودة المرأة لارتكاب الجريمة أو تكرارها فغالبية عينة الدراسة عدن للجريمة مرة واحدة على الأقل يلي ذلك العودة للجريمة مرة ثانية وثالثة ورابعة فيما حل استمرار المشكلات الأسرية في المرتبة الأولى كسبب من الأسباب التي أدت إلى ارتكاب السلوك الإجرامي ،وجاءت نظرة المجتمع السلبية للسجينة على أنها خريجة سجون في مرتبة ثالثة بعد العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تتشابه فيها أسباب دخولها للسجن للمرة الأولى والثانية كسبب ثان فيما جاء الشعور بالظلم والقهر في المرتبة الرابعة ثم مخالطة السجينات ( صديقات السوء) بالإضافة إلى عوامل أخرى كاستمرار المشكلات الاقتصادية ووجود المغريات المادية والرغبة في مجاراة الأصدقاء والغيرة والحقد وضعف الإرادة في التخلص من المخدرات وضعف الوازع الديني . وبينت الدراسة أن نمط جرائمهن أخلاقية وهي متعددة لا تقتصر على نمط جريمة واحدة بعينها فالغش والاحتيال والتزوير وغيرها من ضمن الجرائم الأخلاقية ، وأنه بتتبع الظروف الاجتماعية اتضح أيضا أن الوالدين متوفيان ويعشن في أسرة متوسطة ( ثلاثة أفراد لغالبيتهم ) ويقع ترتيبهن بين إخوتهن الإناث والذكور في الترتيب الأول ، والثاني ، والثالث . وأوصت الباحثة الأستاذة أسماء بنت عبد الله التويجري التي أعدت الدراسة ومنحت على إثرها درجة الدكتوراه بامتياز في علم الاجتماع من جامعة الإمام محمد بن سعود وهي دراسة ميدانية مقارنة طبقت في كل من سجني النساء في مدينتي الرياضوجدة بضرورة توفير خدمات مهنية داخل المؤسسات الإصلاحية لتعليم مرتكبات السلوك الإجرامي مهنة تساعدهن في حياتهن وإيجاد مراكز مجتمعية إرشادية متخصصة ومتعددة المهن للتعامل مع مرتكبات السلوك الإجرامي لأول مرة والعائدات له وتكون دورية على السجون بهدف إرشادهن وتوعيتهن ، كما أوصت بتشكيل لجان من متخصصات في شؤون إدارات السجون للقيام بزيارات ميدانية لمرتكبات السلوك الإجرامي لأول مرة للتعرف أكثر على العوامل المرتبطة به والقيام بالتوجيه والإرشاد اللازم وغرس الأخلاق الحميدة في نفوسهن لتأثير أصدقاء السوء عليهن ،كما طالبت بإجراء المزيد من البحوث المتخصصة في مجال السلوك الإجرامي والعود له ليشمل مدن ومناطق المملكة مع توعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام بمساعدة السجينات بتسهيل عملية الاندماج في المجتمع وتوعية أولياء الأمور . الجدير بالذكر أن لجنة المناقشة والتحكيم تكونت من كل من : د.عبد الله بن عبد العزيز اليوسف مشرفا ومقررا، د .سليمان العقيل ممتحنا خارجيا،د. عبد الرزاق الزهراني ممتحنا داخليا .