لم يحدث بتاريخ المملكة العربية السعودية أن رأينا رئيسا تنفيذيا، أو مديرا عاما قد استقال بسبب أنه فشل في تحقيق ربحية للشركة أو حقق نموا أو أن سياسته التي اتبعها قد فشلت , أو أن يعلن على الملأ أنه غير مؤهل لهذا المنصب , كما هي كرة القدم يندر أن تجد من يقول لقد استحقينا الخسارة ابدا لا تشاهد هذه الثقافة لدينا , فمدير الشركة أو الرئيس التنفيذي قد يستقيل لأنه اختلف مع مجلس إدارة , أو أنه وجد عرض أخر , أو أن يفصل من عملة بطريقة تحفظ ماء الوجة " بناء على طلبة " أو غيرها . لم نشاهد مثلا بالرياضة من يقول استحقينا الخسارة وكنا غير مؤهلين للفوز أبدا سيضع لك سبب المدرب أو اللأعبين وقبلهم الحكم أو العواصف والأمطار أو اشعة الشمس أو أي سبب أخر . في اليابان انسحبت شركة تويوتا من عالم فورمولا ون مما يعني أختفاء الشركة التي قامت على هذه السباقات والمشروع , فماذا حدث ؟ تم عقد مؤتمر صحفي وأعلن رسميا وأمام الجميع أن الشركة أنسحبت لماصاعب مالية وأنها غير قادرة وفشلت , فماذا فعل رئيس القسم السيد " تاداشي ياما شينا " في المؤتمر الصحفي لقد بدأ " بالبكاء وقد شاهدت ذلك , وجميل أنه لم ينتحر في حال كان هو السبب , فهؤلاء يعاقبون أنفسهم أشد العقاب قبل أن يطالهم التغيير أو سياسة إجبار على ترك مناصبهم أن كانو السبب، نحن لسنا بميزان المقارنة مع اليابانيين من حيث ثقافة " الاستقالة أو تحمل الخطأ، لم أشاهد بتاريخ الشركات السعودية كلها وحسب اطلاعي أن خرج لنا أحد المديرين التنفيذيين أو مدير عام وقد قدم استقالته بسبب اخفاقه أو فشله, بل إنهم يستمرون وقد يورثون هذا الفشل وسوء الإدارة لمن يكونون موالين لهم , فكم شركة لدينا خاسرة وأستمر المجلس والمدير يجدد كل دورة للجمعية العمومية , كم مدير استقال بسبب فشله وعجزه أو سوء تخطيطه ؟ لا توجد لدينا ثقافة تحمل الخطأ أو الفشل فنحن نصر على أننا صح دائما بل هو خطأ الظروف والاقتصاد والحظ والتكتلات مئات الأسباب تبرر الفشل ولم يسأل نفسه مرة واحدة هل هو السبب؟ لماذا ننتظر القوانين والأنظمة لتخرجهم من المناصب أو تذمر وشكوى ومحاكم قد تستمر سنوات حتى يتم إخراجه, كم شركة الآن تحتاج أن يخرج المدير العام أو الرئيس التنفيذي ويقدم اعتذاره واستقالته بسبب فشله , كم شركة حين خرج مديرها ورئيسها لسبب غير الاستقالة الشخصية أو إعلان فشله أنها نجحت من بعده والأمثلة كثيرة, نحن دائما معتدين بأنفسنا وقدراتنا ونحن من نقيم أنفسنا لا أعمالنا أو الآخرين , بل نستمر أننا نحتوي كل الأخطاء ونصر ونستمر رغم الفشل , حين نكون بهذه الثقافة وهي القدرات اللامتناهية من المدير العام أو الرئيس التنفيذي ( وأتحدث عن التنفيذيين خاصة ) وأنه يستطيع تجاوز كل مصاعب العمل وأن قدراته تفوق كل شيء، أتحدث عن من هم على رأس العمل الآن ولا أخص أحدا بذاته, في حين لو اعتمدنا الأمثلة الحقيقة والسماء لرأينا ما لا نتوقع أو يمكن تصدقيه, أتمنى أن نعيد صياغة ثقافة المديرين للشركات وأن تتغير مفاهيمهم ومن يعينهم أيضا وأنهم ليس كل من استلم الكرسي هو ملك له أو أنه لا ينزع من هذا الكرسي إلا بأقلة أو تقاعد أو فاة، بل يجب أن يكون لدينا مديرون بقدر الأهداف المطلوب تحقيقها وينجزها وعلى ذلك يقيم.