دعا الرئيس المصري حسني مبارك امس اسرائيل الى "اعادة النظر في سياستها" تجاه الفلسطينيين والعرب محذرا من أن محاولتها "فرض الامر الواقع" لن تجلب السلام في المنطقة. وقال مبارك في مقابلة نشرتها صحيفة القوات المسلحة المصرية بمناسبة الذكرى ال 36 لحرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 العربية-الاسرائيلية "على اسرائيل اعادة النظر في مجمل سياستها واسلوب تعاملها مع الفلسطينيين والعرب". وتابع "اذا اختارت (اسرائيل) طريق السلام وتجاوبت بحسن نية مع استحقاقاته، فهذا من شأنه أن يشجع العرب على الثقة بنياتها، وذلك هو جوهر المبادرة العربية للسلام فهى تعرض علاقات عربية طبيعية مع إسرائيل مقابل السلام الكامل الذي يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ويحقق الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضى العربية المحتلة منذ عام 1967". وحذر الرئيس المصري من ان السلام لا يمكن ان يقوم على "فرض إرادة طرف على آخر أو فرض الأمر الواقع" مشددا على ان "فرض الأمر الواقع لا يثبت وضعا ولا يضفي شرعية ولا يترتب عليه حق لأحد وكل ما يترتب عليه هو إطالة الصراع". وتاتي تصريحات الرئيس المصري في وقت تعمل فيه ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما على استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية. وأعرب الرئيس المصري عن تفاؤله بالجهود الاميركية وقال "المطلوب الآن تحرك عاجل وجاد وخطوات ملموسة بعيدا عن محاولات المناورة وإضاعة الوقت". وأضاف "أنا متفائل فلقد استمعت من الرئيس أوباما خلال لقاءاتي معه لمواقف إيجابية (..) وأعتقد أن الأسابيع القادمة سوف تشهد بداية جديدة لفرصة حقيقية للسلام". وشدد على أن "المطلوب الآن هو الإرادة السياسية خاصة من جانب زعماء إسرائيل". وقال "في ذكرى حرب أكتوبر أعاود دعوتى لشعب إسرائيل وقادته أن يحسموا أمرهم ويختاروا بشجاعة بين السلام والأمن والاستقرار وبين استمرار الاحتلال غير المشروع للأراضى الفلسطينية والتمسك بمواقف ثبت عدم جدواها". وعرض مبارك مجددا الموقف المصري والعربي بشأن أسس التسوية موضحاً أنه قال "لقادة إسرائيل إنه ما من زعيم فلسطيني أو عربي يمكنه التفريط فى القدسالشرقية أو التنازل عن حق اللاجئين فى العودة". واضاف "قلت لهم إن التفاوض لابد أن يتأسس على حدود الرابع من يونيو عام 1967 ، وأن المستوطنات تلتهم الأراضي الفلسطينية ولابد أن تتوقف على الفور وطوال مرحلة المفاوضات بما فى ذلك الكتل الاستيطانية فى محيط القدس وداخلها، بعيدا عن محاولات تهويد المدينة المقدسة". واستطرد "وقلت لهم إن اشتراط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل يضع عقبة جديدة فى طريق السلام، فماذا عن حق العودة؟ وماذا عن عرب 1948؟، لدينا إذن تصور نهاية الطريق ومعالم التسوية النهائية ، ونحن لا نبدأ من فراغ وكنا على وشك الاتفاق في طابا على قضايا الوضع النهائى فى أواخر إدارة الرئيس كلينتون عام 2001". من جهة اخرى قال مسؤول مصري السبت ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس المخابرات العامة اللواء عمر سليمان سيتوجهان الى عمان غدا الاثنين لاجراء محادثات مع العاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس حول المصالحة الفلسطينية وجهود التسوية. واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكي لوكالة فرانس برس ان ابو الغيط وسليمان سيبحثان مع العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني "الوضع الفلسطيني وجهود مصر لاتمام المصالحة الفلسطينية وجهود استئناف المفاوضات" الفلسطينية-الاسرائيلية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة. وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، قال زكي ان "مصر تعكف حاليا على صياغة المشروع النهائي لاتفاق المصالحة وسيتم اطلاع جميع المشاركين في الحوار الوطني الفلسطيني عليه تمهيدا لتوقيعه في الاسبوع الاخير من تشرين الاول/اكتوبر الجاري". وأوضح انه لم يتم بعد تحديد تاريخ توقيع الاتفاق لكنه "سيكون خلال الاسبوع الاخير" من الشهر الجاري.