الاختلاط بين الرجال والنساء ضرورة من ضرورات الحياة، بل هو الأصل والقاعدة، ونحن نستدل عل ذلك بهذه الآية الكريمة من سورة القصص ( رقم 23 ) : " ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم أمرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير . " فالمرأتان تختلطان مع الرجال وتذودان عن غنمهما عن باقي غنم الرعاء ، وشريعة من قبلنا شريعة لنا إلا إذا قام دليل على غير ذلك، ولذلك لم يكن هناك حرج في أن تختلط المرأة مع الرجل في المسجد والطواف والسعي ورمي الجمرات والأسواق والسفر وخاصة في الطائرات واتوبيسات النقل الجماعي ، ولك أن تتصور الارهاق والمعاناة التي يمكن أن يخضع لهما زوجان، يسافر هو في طائرة خاصة بالرجال وزوجته في طائرة خاصة بالنساء ، أو ينقسم أولادهما إلى قسمين قسم يسافر مع الرجال وآخر مع النساء ، والاختلاط أيضا ضرورة في المستشفيات وغرف العمليات الجراحية والمعامل والمختبرات ، وندوات البحث بل المدارس أحيانا كما هو الحال في المدارس السعودية في الخارج، وابنتي كانت تدرّس في المدرسة السعودية في باريس وهي تابعة للحكومة السعودية، وكان الفصل يحتوي على بنين وبنات ، والحياة كلما تقدمت وتطورت تملي علينا ضروراتها، ومن هذه الضرورات الاختلاط ، ولهذا فمن المستحيل أن نمنع الاختلاط في جامعة كجامعة الملك عبدالله التي ستتخصص في البحوث العلمية والتقنية، وهو عمل لا يمكن أن نفصل فيه الرجال عن النساء ، فلعلنا نعي هذه الحقيقة وندركها .