شكل الذيب منذ القدم أسطورة في الصحراء واعتبر هذا المفترس رمزا للشجاعة والاقدام والقدرة على المناورة واختراق حواجز الآخرين، كما وقعت عليه التهم في أكثر من حدث وللذئب صفات عدة ومنها الشجاعة لذا سمي الكثير من ابناء البادية باسمه لعل صاحب الاسم يأخذ من اسمه نصيبا للشجاعة والاقدام ومع نشوب العداوة الأزلية بين الذئب وابن البادية كونه مفترسا للمواشي ويشكل خطرا على من يسير في مواقعه الا انه اخذ مكانة كبيرة في نفوسهم يقول الشاعر فيصل الرياحي رحمه الله: يا طامي الذيب صوبني بنيبانه يا كثر ناس تبي الذيب ياكلنا ومن الصور الرمزية التي شبهت الرجل بالذئب عندما يشبهه في مسراه او هجومه ماحدث لرجل فارق زوجته لنشوب خلاف بين قبيلتيهما ولكثرة شوقه لها ومحبته ذهب اليها في ليل حتى لا يراه احد وعندما اقترب من موقعها بين أهلها قلد عواء الذيب فعرفته زوجته وذهبت اليه وحدث لقاء شرعي بينهما وشاء الله ان حملت منه ومع ظهور علامات الحمل لم يصدق الأهل ما حدث بينها وبين زوجها وللتأكد تم دعوة الزوج وسأله شقيقها ببيتين من الشعر قال فيها ياذيب ياللي تالي الليل عويت ثلاث عويات على ساق وصلاب سايلك بالله عقبها ويش سويت يوم الثريا راوست والقمر غاب فكان رد الزوج بصورة كما ارادها شقيق الزوجة أنا اشهد اني عقب جوعي تعشيت واخذت شاة الذيب من بين الاطناب على النقاء والا الردى ما تهقويت ردوا حلالي ياعريبين الانساب ولا غرابة ان يستخدم الشاعر الذي احاطت به الصحراء بعناصرها الفطرية هذا النوع من الصور الرمزية وخصوصا مع الذئب الذي أبهرهم وأعجبوا بشجاعته وقدرته على الاختراق وبأسلوب فيه نوع من الدهاء يقول سلطان الهاجري دوباح ذيب على الشاوي ضوى مرخي زقمه لعرق الرطاة ايشمها وقد استطاع الشاعر ان يجير الرموز الشعرية لصالح قوة المعنى ومقاربة الصورة للمتلقي تقول إحدى الشاعرات لأخيها يا ذيب ياللي جر صوت عوابه مدري طرب والا من الجوع ياذيب يا ذيب لا تقهرك عنها المهابه يا مجفل الغزلان حنا المعازيب ومن الصور الرمزية التي تصف الرجل بالشجاعة حتى لو كان محبوسا وتشبيها بالذيب يا ذيب ياللي عند الأجواد محبوس صكت عليك من الليالي محابيس