منذ القدم نسج العرب العديد من الأساطير والقصص حول حيوان فطري أذهل الجميع بقدراته على المناورة والهجوم والشجاعة عند الإقدام لذا كان يمثل عنصرا هاما في القصص وغالبا مايمثل دور الشجاع الداهية كما شكل منذ القدم أسطورة في الصحراء واعتبر هذا المفترس الطبيعي رمزا للمحاور الخفي لاختراق حواجز الآخرين بطرق ذكية يقول الشاعر العربي: إذا لم تكن ذئبا على الأرض أمردا كثير الأذى بالت عليك الثعالب ، كما وقعت عليه التهم في أكثر من حدث وللذئب صفات عدة منها الشجاعة والقدرة على المناورة بطرق ذكية لذا يسمى الكثير من أبناء البادية باسمه لعل صاحب الاسم يأخذ من اسمه نصيبا للشجاعة والإقدام وهذا دليل على إعجابهم به رغم ما يفترسه من أغنامهم ومع نشوب العداوة الأزلية بين الذئب وابن البادية كونه مفترسا للمواشي ويشكل خطرا على من يسير في مواقعه إلا انه اخذ مكانة كبيرة في نفوسهم . ومن الصور الرمزية التشبيهية للذئب وصف الرجل بالذئب في مسراه ليلا او هجومه على الأعداء بقوة وشجاعة ومن القصص التي استخدم الذئب كرمز للرجل ما حدث لرجل فارق زوجته لنشوب خلاف بين قبيلتيهما ولكثرة شوقه لها ومحبته ذهب إليها في ليل حتى لا يراه احد وعندما اقترب من موقعها بين أهلها قلد عواء الذئب فعرفته زوجته وذهبت إليه وحدث لقاء شرعي بينهما وشاء الله أن حملت منه ومع ظهور علامات الحمل لم يصدق الأهل ما حدث بينها وبين زوجها وللتأكد تم دعوة الزوج وسأله شقيقها ببيتين من الشعر قال فيها: ياذيب ياللي تالي الليل عويت ثلاث عويات على ساق وصلاب سايلك بالله عقبها ويش سويت يوم الثريا راوست والقمر غاب فكان رد الزوج بصورة كما أرادها شقيق الزوجة: أنا اشهد اني عقب جوعي تعشيت واخذت شاة الذيب من بين الاطناب على النقاء والا الردى ما تهقويت ردوا حلالي ياعريبين الانساب ولا غرابة ان يستخدم الشاعر الذي احاطت به الصحراء بعناصرها الفطرية هذا النوع من الصور الرمزية وخصوصا مع الذئب الذي أبهرهم وأعجبوا بشجاعته وقدرته على الاختراق وبأسلوب فيه نوع من الدهاء فما كان من الشاعر إلا أن خاطبه كونه يحمل نفس الصفات للرجل الشجاع: ياذيب انا بوصيك لاتاكل الذيب كم ليلة عشاك عقب المجاعة وقد استطاع الشاعر ان يجير الرموز الشعرية لصالح قوة المعنى ومقاربة الصورة للمتلقي تقول إحدى الشاعرات لأخيها: يا ذيب ياللي جر صوت عوابه مدري طرب والا من الجوع ياذيب يا ذيب لا تقهرك عنها المهابه يا مجفل الغزلان حنا المعازيب ومن الصور الرمزية التي تصف الرجل بالشجاعة حتى لو كان محبوسا وتشبيها بالذيب: يا ذيب ياللي عند الأجواد محبوس صكت عليك من الليالي محابيس ومع مرور الزمن اصبح الذئب طريدة لمن يريد صفة الشجاعة والبحث عن الصعب لذا ذهب الذئب الى أصعب الأماكن وعورة والى الجبال لعلها تصبح منيعة له من المطاردين ومن يعشقون قتله ..