لقد خلق الله تعالى الإنسان وخلق معه جميع مسببات العيش لضمان خلافة الأرض وإعمارها كما قال تعالى ((وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات)) فمن أهم مسببات العيش لهذا الإنسان أكله وشرابه حيث لابد من حصوله على الغذاء الصحي المتكامل فأدرك الإنسان أنه لابد من صنع غذائه بطرق تضمن له الحصول عليه كغذاء صحي متكامل خالٍ من السموم بالاتجاه إلى الزراعة العضوية الحديثة التي تعتمد في مبادئها على زراعة الأجداد ولكن بشكل علمي ونظريات حديثة فالزراعة العضوية لها مفهوم علمي يوصي باستخدام الأسمدة الطبيعية والخالية تماماً من أي مبيدات أو إضافات أو تراكيب كيميائية مصنعة ويمنع فيها منظمات النمو أو أي ما هو مهندس وراثياً فهي نظام فطري موروث مطور بالطرق العلمية يهدف لخلق توازن صحي بيولوجي للبيئة المحيطة الزراعة العضوية تعتد على الدورات الزراعية المقننة والأسمدة الطبيعية الناتجة عن مخلفات الحيوان والنبات والتي تعرف ب (الكمبوست) كما تعتمد في مكافحتها على كائنات حية (العدائيات) وهذه الطريقة تعرف بالمكافحة الحيوية فالزراعة العضوية ضرورة حتمية للحد من الانتشار الكبير للزراعة الحديثة والتي تعتمد على مركبات كيميائية ومبيدات سامة تضر بصحة الإنسان فنعلم أن مفهوم الزراعة الحديثة هي الاعتماد على كل ما هو متطور يجلب الزيادة في الكمية والاختصار للوقت فهو يعتمد على النظرية الاقتصادية البحتة متجاهلاً تماماً للنظرة الصحية للإنسان وبيئته المحيطة به فمن المعروف بأن زيادة الكمية في الإنتاج دائماً وأبداً يكون على حساب الجودة في الغذاء في وقت نحن في أمس الحاجة للحصول على غذاء صحي متكامل خالي من جميع مسببات الأمراض الخطيرة والتي للأسف أخذت تنتشر في عصرنا هذا بشكل سريع ومخيف نتيجة الاستخدام للزراعة الحديثة بمبيداتها وتراكيبها الكيماوية السامة. وكل ذلك طمعاً في الحصول على المردود المادي الكبير والسريع بالرغم من علمنا المؤكد بأن ما نكسبه من أموال نتيجة تلك التطور والسرعة حتماً سوف ننفقه ونزيد لتلافي أمراض فتاكة الكثير منها لا يكفيه أي إنفاق من الأموال لاسترجاع صحة مفقودة أو عيش رغد خالٍ من المآسي الأسرية والمجتمعية ومن هذا المنطلق قام مركز الأبحاث الزراعية بعنيزة بتبني فكرة المبادرة الأولى في المملكة لتطبيق ونشر هذه الزراعة العضوية الحديثة والعمل على الرجوع للطبيعة المتوازنة حيث اهتم المركز خلال الموسمين السابقين بدراسة وتطبيق الزراعة العضوية (الزراعة النظيفة) ومنذ نهاية عام 2005م قام المركز بتنفيذ بعض الإجراءات والعمليات الزراعية التطبيقية وهي إيقاف إستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في حقول المركز والمحطة، إنشاء مكمورتين بالمركز والمحطة، عمل الكومبست من المخلفات النباتية والحيوانية، المشاركة في إقامة وحضور الندوات والمحاضرات وورش العمل بالتعاون مع خبراء مشروع الزراعة العضوية بالوزارة GTZ الزيارات الميدانية خاصة المشاريع الزراعية التي تطبق هذه الزراعة، العمل على إنشاء مختبرات للمكافحة الحيوية وتجميع المعلومات عن المفترسات الحيوية المتواجدة طبيعياً بالمنطقة. تمور عضوية