فاصلة : (( لا تساوي الأشياء إلا ما نجعلها تساوي)) - حكمة فرنسية - كتابة اليوميات أشبه ما يكون بكشف الكاتب عن شخصيته أمام القراء ولذلك يسمى أدب الاعتراف. وربما لذلك عندما نشرت أولى الحلقات حذرني بعض أصدقائي من أن كتابة اليوميات هي خطوة جريئة ربما تسبب لي مشكلات انا في غنى عنها. لكني كنت أدرك أن كتابة اليوميات ليست سردا للأحداث بقدر ماهي توثيق لاحداث معينة وان كانت خاصة بي انما نحو أهداف معينة وليس للتسلية. في اليوميات ينكشف الكاتب بأفكاره أمام قرائه ولا مجال للتخفي وراء ديباجة الكلمات مثلا فالقارئ الأريب مع قراءته لليوميات سيقترب أكثر من الكاتب وسيتعرف على دقائق شخصيته . في مراهقتي كنت أدون يوميات أسفاري مع أبي وأمي وأخوتي يومها لم أكن اعرف أن ماأكتبه هو فن أدبي فقط كنت اشعر برغبة في الكتابة وتحليل كثير من المواقف التي تلفت نظري. كان لدي دفاتر عديدة حملتها الى بيت الزوجية وعندما كبرت بناتي قرأنها، كنت أود منهن أن يحترمن التعبير عن الأفكار . أعترف بأنني في "يوميات مبتعثة" لم استطع أن اكتب بحرية لان البعض يشعرني بان علي ألا اكتب عن مواقفي لأنني مسؤولة عن التعبير عن مشكلات المبتعثين ،والحقيقة لم يسبق لأدب اليوميات أن احتمل قضايا حتى في يوميات المحاربين أو الثوار إنما هو تجربة حياتية يرصد فيها الكاتب تجاربه وانفعالاته ليستفيد منها القارئ ومن هنا عليه أن يكون صادقا شفافا أو يتنحى عن كرسي الاعتراف. أحب زاوية الأربعاء بشكل خاص لأنني ألتمس من القراء متابعة خاصة لها وأجزم باني لن أتنصل عن مشكلات المبتعثين لأنني جزء منهم لكن ربما سيكون ذلك بأسلوب يمكن إدراجه ضمن فن اليوميات.