«سأدخل في صلب الموضوع من دون مقدمات»، لصديقتي ابنة؛ عمرها لم يتجاوز 23 عاماً، تقول الفتاة إنها تقرأ مقالاتي باستمرار، وأنا التي كنت أشك أن هناك من يفعل – باستمرار، اقترحت عليّ، أن أنقل يومياتها إلى قراء صفحة «المرأة». طبعاً من دون استطراد أعجبتني الفكرة، وأنا التي أظن أن اليوميات لا تكتب في مجتمعاتنا، وإذا كتبت بصدق لا يقبل صاحبها أن يطلع أحد عليها، خصوصاً إذا كان كاتبها فتاة. سأنقل من فترة إلى أخرى، مقطعاً من تلك اليوميات، ولكن سأتصرف بما لا يمكن نشره، وأحاول نقله من دون الإخلال بالمعنى قدر الامكان، وهو ما وافقت عليه صاحبة هذه اليوميات. وفي مقال اليوم، قبل أن أغوص في نقل اليوميات، كما هي مع التصرف الرقابي، قررت أن أنقل تعريفاً لحال هذه الفتاة، كتبته بنفسها، وبعض الأسباب التي دفعتها لتطلب مني نقل يومياتها إلى القراء. تقول: أنا فتاة عشرينية. لي ولد وبنت. ولدت لأسرة كبيرة. أنا فتاة لأب متزوج من امرأتين، أنجبا له غيري خمسة أولاد وثماني بنات. تزوجت ابن عمي قبل أن أبلغ ال 17. تطلقت منه بعد أن أكملت عقدين. وفي ثلاث سنوات أنجبت الولد والبنت. شعوري بالسعادة لا يوصف حين قال لأخي إنه سيطلقني. لأن هذا الأمر – الطلاق - تأخر ثلاث سنوات، أي أني كنت مطلقة ومعلقة. لم ألجأ للمحاكم لأن عرفنا يمنعنا من أن نشكو أقاربنا في المحاكم. كان أبي «يستحي» من مناقشة الأمر مع عمي. إذا ناقش ذلك، لا يصلا إلى حل. الحل بعرفنا أن نعود إلى بعضنا البعض حتى لو لم نكن مقتنعين. المشكلة الأكبر، أن أفراد عائلتي يدركون عدم إمكان تكرار زواجي من رجل قريب من عمري. ليس لأني مطلقة، ولن يتزوجني إلا رجل تزوج وانفصل، بل لأن الرجل المنفصل في عائلتي مفقود، وهم لا يقبلون ان أتزوج إلا منهم. والأمر الآخر أني لن أقبل ان أتزوج من متزوج، أليس هذا حقي؟! وقبل أن أتطلق، شرطت أن يعيش ولداي معي، فهما كل ما أملك، ومستعدة ألا أتزوج من أجلهما، حتى لو أن لذلك تبعات برأيي خطرة عليّ وعليهما وعلى من حولي، وهذا ما قد تقرؤونه من خلال يومياتي، التي ستنقل هنا. عصير الكلام: طبعاً، لا تبحث هذه الفتاة عن زوج عبر نقل هذه اليوميات، لكني أرى أن نقلها قد يفيد دارسين وباحثين ومطلقات مروا بتجربتها، بل والقراء، ليعرفوا كيف يتعاملون مع مطلقة عشرينية وليفهموا حالها النفسي والاجتماعي، فلربما أدركوا من وراء ذلك الكثير. [email protected]