البعض قد يتحاشى الحديث عن حكة الظهر أو ذكرها لدى الآخرين ، والبعض قد لا يلجأ للطبيب لاستشارته وطلب العلاج ، انها حكة الظهر التي لم تُحدد أسبابها الحقيقية بشكل علمي قاطع ، وكلما زادت أصبحت أكثر إزعاجا للمصاب بها وتؤثر على حياتة وطريقة معيشته. في موضوع سابق تطرقنا لحكة الجسم بشكل عام أما اليوم فيقتصر طرحنا على حكة الظهر.. الأسباب، طرق الوقاية والعلاج، وحاولنا تسليط الضوء على هذا الموضوع الحساس والذي يحتاج لكثير من الوعي والتثقيف. تؤدي حكة الظهر الشديدة إلى القلق والاكتئاب، فأسبابها الرئيسة غير معروفة وهي عملية معقدة تشمل الأعصاب في الجلد بالاستجابة لكيماويات محددة مثل الهيستامين ثم تقوم بعد ذلك بتحليل هذه الإشارات في المخ. يمكن أن تكون الحكة علامة أمراض جلدية محددة أحيانا تكون دليلا على مرض باطني وفي بعض الحالات المرضية الأخرى حيث لا يوجد أي دليل لمرض جلدي أو باطني قد تكون الحكة ناتجة عن تحليل خاطئ للإحساس بالحكة ضمن الجهاز العصبي. فالرغبة في الحك أو الهرش قد تسبب الإحباط وعدم الراحة. وقد تستمر الحكة لفترة طويلة وقد تصبح الحالة حرجة، وكلما حك المصاب أو خدش جلده كلما زاد الشعور بالحكة. الأسباب: هناك أسباب لحكة الظهر ومنها: 1- الأمراض الجلدية: A- أكزيما الجلد: التي تظهر بأشكال متعددة وتظهر نتيجة أسباب مختلفة وتؤثر على الجلد المصاب. B - الفطريات وتظهر على البشرة بأشكال متعددة وتؤدي إلى حكة جلدية. C - الشرى الشرى عبارة عن بثور حمراء اللون مرتفعة ومصحوبة بحكة ذات مقاسات مختلفة تظهر وتختفي على الجلد وقد تكون نتيجة تحسس من بعض الأدوية أو الطعام. D - القمل تؤدي الاصابة بالقمل في الجسم وفروة الرأس إلى حكة شديدة وينتشر القمل بسهولة من خلال الاحتكاك المباشر للجسم. E- الجرب يؤدي إلى حكة شديدة في الجلد عند النوم، وهو مرض معد ينتشر بسهولة بسبب الاحتكاك المباشر. 2- الأمراض الداخلية: وتشمل امراض الكبد والفشل الكلوي والانيميا الناتجة عن نقص الحديد ومشكلات الغدة الدرقية والسرطان ويشمل سرطان الدم والأورام الليمفاوية وفي هذه الحالات فإن الحكة تؤثر غالباً على الجسم بكامله وليس على مناطق محددة وقد يبدو الجلد طبيعياً باستثناء المناطق المخدوشة. 3- ردود الفعل للحساسية والمهيجات. يمكن للملابس الصوفية والمواد الكيميائية والصابون ان تهيج البشرة وتسبب الحكة وأحياناً ما تسبب هذه المواد ردود فعل وكذلك هناك أطعمة تسبب الحساسية وتسبب رد فعل مصحوبا بحكة على الجلد. 4- الأدوية يمكن أن تسبب بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والادوية المضادة للفطريات أو الأدوية المسكنة للآلام حكة وطفحا جلديا منتشرا على نطاق واسع. المضاعفات الناتجة عن الحكة: قد تؤدي الحكة المزمنة إلى التهاب جلدي عصبي ويسمى بالحزاز المزمن وتكون المنطقة المصابة سميكة وذات لون أغمق من الجلد المجاور ويمكن ان يؤدي استمرار الحكة لحدوث عدوى بكتيرية وحدوث ندبات دائمة أو تغيرات في لون الجلد. للتقليل من الحكة ينصح بالتالي: 1- يفضل استخدام المرطبات الشحمية مثل الفازلين وتجنب المرطبات الكريمية التي تحتوي على روائح ومواد حافظة أكثر والتي تعطي الجلد رطوبة ونعومة أكثر.الاستخدام المنظم للمرطبات يساعد في منع جفاف الجلد . 2- تجنب الحك بقدر الامكان وذلك بتغطية المكان المصاب بالحكة إذا كنت لاتستطيع منع نفسك من الحك وقص اظفارك. 3- ضع ضمادات باردة ومبللة حيث انها تحمي الجلد وتمنع الحكة. 4- - ارتد الملابس المصنوعة من القطن أو من خليط القطن. فالصوف وبعض الألياف الصناعية يمكن أن يهيجا بشرتك. معظم الناس الذين لديهم بشرة حساسة يشعرون بتحسن عند ارتداء ملابس مصنوعة من القطن أو خليط من القطن. 5- اهتم ببشرتك أثناء الدش والاستحمام: استحم فقط بصابون لطيف على البشرة أو ذي قاعدة دهنية واستخدم مقدارا بسيطا من الصابون أثناء الاستحمام واجعل درجة حرارة الماء باردة أو دافئة وليست حارة. وكذلك فإن الاسترخاء في حوض الاستحمام لفترة زمنية تترواح بين 15- 20دقيقة يعتبر جيداً للبشرة حيث إن الطبقة الخارجية من الجلد يمكن أن تمتص الماء وتصبح اقل جفافاً. ومن ثم استخدام منشفة ناعمة لتجفيف الجلد بدون إثارة (حكة) وبعد التجفيف مباشرة ضع مرطبا على الجلد وهذا سوف يساعد على الاحتفاظ بالرطوبة. 6- استخدم منظفا معتدلا بدون رائحة عند غسل الملابس والمناشف وفرش السرير. وشطف الملابس عدة مرات للتخلص من المواد الكيميائية. 7- تجنب التعرق. الحرارة الزائدة جداً والعرق يمكن أن يجعل جلدك أكثر تهيجاً ومصاباً بحكة لذا تجنب الأنشطة التي تجعلك تتصبب عرقاً. 8- تعلم كيف تسيطر على التوتر في الحياة. يمكن أن تسوء حكة الظهر عندما تكون تحت ضغط أو توتر فتعلم كيف تتعرف على التوتر وتتعايش معه فإن التقليل من التوتر يمكن أن يساعد على تخفيف الحالة. العلاج : من أهم مراحل علاج حكة الظهر هو التعرف على المسبب لهذه الحكة ومن ثم يكون الوصول إلى نوع العلاج المناسب: 1- الأدوية: وهذا يشمل مضادات للهيستامين عن طريق الفم وذلك لعلاج الحساسية أو الشرى ويمكن ان يستخدم كريم يحتوي على الكورتيزون لعلاج الاكزيما 2- الضمادات المبللة: ويتضمن هذا الاجراء وضع كريم طبي على المنطقة المصابة ثم تغطى هذه المناطق بمادة قطنية مرطبة تم غمسها في الماء أو في أي محلول آخر وتساعد الرطوبة الموجودة في هذه الضمادة الجلد على امتصاص الكريم الطبي. 3- علاج الأمراض المسببة للحالة: إذا كان هناك مرض داخلي سواء ان كان مرض الكلى أو نقص الحديد أو مشكلة في الغدة الدرقية فان علاج هذا المرض سوف يخفف الحكة. 4- العلاج الضوئي: يتضمن العلاج الضوئي تعريض البشرة للاشعة الفوق بنفسجية بأطوال موجية مختلفة ويتم التعرض لعدة جلسات حتى تتم السيطرة التامة على الحكة. وبالرغم من استجابة عدة انواع من الحكة للعلاج الا ان الراحة من الحكة لن تكون فورية ومع ذلك فإنه يوجد عدد من الكريمات والمراهم المصممة خصيصاً لعلاج الحكة وتشمل الاستخدام القصير لمخدر موضعي مثل الألدكوين أو بنزوكين أو المراهم واللوشن مثل الميثنول والكامفور وبالرغم من ان هذه المنتجات المضادة للحكة قد تقلل الحكة في الحال الا ان علاج السبب المسؤول عن الحكة يعد من الامور المهمة.