يعيش عدد من محافظات القصيم -ومن بينها البدائع، وأجزاء من عنيزة وبريدة ورياض الخبراء- أياما صعبة للغاية بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وفي أوقات عصيبة جدا، ملحقة الكثير من المشاكل الصحية والنفسية والمادية بعدد من المشتركين الذين أطلقوا عليها أزمة "أنفلونزا الكهرباء" بسبب الإزعاج والخوف من هذا الانقطاع العشوائي المتكرر. وقد تسببت هذه الأزمة المتكررة كل عام في زيادة الإقبال على شراء مولدات الكهرباء، والبقاء في السيارات لساعات إلى حين عودة الكهرباء إلى المنازل، إلى جانب إخراج بعض طلاب وطالبات المدارس بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وانتقد عدد من المواطنين في البدائع من انتقائية شركة الكهرباء في إغلاق الكهرباء عن بعض المواقع واستمرارها في مواقع أخرى، مشيرين إلى أن هناك "مقسمات" في بعض الأحياء تدفع ثمن ضغط الأحمال وتغلق عنها الخدمة قبل غيرها بدون مبرر!! وحاولت الشركة ممثلة بنائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة تبرير الموقف ببيان أشار فيه إلى "أن سبب الانقطاع الذي حدث للتيار الكهربائي في منطقة القصيم هو سقوط جسم معدني على خط نقل الكهرباء جهد 33 كيلوفولت، حيث لم تعمل لحظتها أجهزة الحماية مما أدى إلى خروج وحدات التوليد مع استمرار التغذية الكهربائية من الشبكة ليتسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض الأحياء في المنطقة.. وتعتذر الشركة للمشتركين الذين انقطعت عنهم الكهرباء في بعض الأحياء في مدينة بريدة أو المحافظات والمراكز والهجر بالمنطقة". ثم يوضح البيان أن الشركة بادرت إلى إعادة تشغيل المحطة وإعادة الكهرباء للمشتركين، كما يجري حالياً تعزيز النظام الكهربائي من خلال تركيب مكثفات ستؤدي إلى تلافي حدوث مثل هذه الانقطاع. وعلى الرغم من هذا التبرير من الشركة، إلا أن الوضع لا يزال كما هو من حيث الانقطاعات المستمرة، كما أن مايسمى برمي الأحمال الذي ذكرته الشركة في تبرير الانقطاع هو أمر مؤسف ويحتاج إلى تحقيق موسع لسبب أن رمي الأحمال تتعرض له محافظة دون أخرى في الوقت الذي كان أهالي المنطقة ينتظرون البشرى في مطلع هذا الصيف بتكثيف العمل على زيادة الأحمال للمنطقة، خاصة أن ما حدث العام الماضي كان كفيلا بوضع الاحتياطات اللازمة التي تضمن عدم انقطاع الكهرباء خلال هذا الصيف. كثير من المواطنين اتصل بمكتب"الرياض" مبدين امتعاضا شديدا من الانقطاعات المستمرة والتي دمرت الكثير من الأجهزة الكهربائية، وكذلك تسببت في كثير من المشاكل الصحية خاصة لكبار السن أو من هم يعانون من أمراض تحتاج إلى أجهزة كهربائية صحية، وكذلك معاناة الطلاب والطالبات في هذه الأيام التي يؤدي فيها طلبة الجامعات اختبارات نهاية العام. "الرياض" حاولت الاتصال بالشركة من خلال المدير العام الذي لم يرد، كما أن رقم الطوارئ دائما ما يكون مشغولاً، وربما قد يكون هروبا من الواقع!!.