لا يتردد رب المنزل ان يقوم بالواجب كل الواجب لضيفه .. ومع التطور والتقدم الذي طرأ على مجتمعنا وشمل مختلف المجالات، وأصبح معظم أفراد الاسرة مرتبطين برحلة عمل يومية بالعمل الزوج والزوجة بمعنى ان وقتهم أصبح ليس ملكهم فحق عليهم ان يخصصوا وقتا لراحتهم بعد عناء ساعات العمل التي قد تكون طويلة وعلى الاخص اذا كان هذا الزوج موظفا في شركة او مؤسسة دوامها يمتد حتى مابعد العصر .. فلا يتبقى لديه الا وقت يسير لتناول طعامه وأخذ قسط من الراحة .. واذا بجرس الباب يصرخ مناديا ياأهل البيت .. لديكم ضيف بجوار الباب .؟؟ّّ آخر لحظة مجتمعنا مجامل كثيراً بداية تقول السيدة هدى فرحان (معلمة متقاعدة) إن مجتمعنا السعودي وحتى الخليجي مجامل الى حد كبير، ولا يمكنه الامتناع عن استقبال الضيوف رغم ما يمنع ذلك أحياناً، مشيرة إلى أن المشكلة حضور الضيوف دون موعد مسبق، فمتى ماخطر على البعض فكرة الزيارة شدو الرحال وامتطوا السيارة وقدموا جميعا بأطفالهم وحتى خادماتهم فيشكل هذا الحضور غير المخطط له صدمة ومفاجأة كبيرة ربما تعاني منها سيدة البيت والاسرة طوال ايام نتيجة لاثار هذه الزيارة الثقيلة والتي لم تكن في الحسبان.. زيارة مرفوضة وتشير الاستاذة غادة السعود (معلمة) إلى أن الزيارة دون اتصال او تنسيق مسبق تسبب حرجا كبيرا، وقالت: اذكر اننا كنا مع الاولاد على وشك السفر الى منطقة أخرى وقبل سفرنا فوجئنا بحضور إحدى الأسر القريبة واسقط في يدنا، ولم نملك الا الترحيب بهم والاحتفاء بقدومهم ولو أنه احتفاء غلب عليه المجاملة وحتى الضيق والتذمر من قبل الاولاد والبنات لانهم كانوا يمنون أنفسهم بهذه الرحلة منذ اسابيع وجاءت هذه الزيارة الثقيلة لتحرمهم منها.. وماذا تتوقعين ان تكون ردة فعلهم وبحكم تقاليدنا واعرافنا لانستطيع في مجتمعنا الاعتذار او حتى التعبير لهم بأن زيارتهم في هذا الوقت غير مستحبة .. بل ومرفوضه!!أنيسة الشلامي موظفة تقول: لا احد يستطيع أن يستقبل ضيوفه بما لا يليق وليس امام الجميع الا ان يرحبوا بهم دون إبداء مضض في الحديث معهم، أو ان يتبسموا ويضحكوا وكأن على رؤوس أهل البيت الطير ..!، مؤكدة على أن المجاملة مطلوبة في مثل هذه الأوقات التي يتفاجأ فيها الإنسان بقدوم ضيوفه. وتقول الممرضة فوزية سعد: إن الضيفات اللواتي لايعرفن وقتا محددا لزيارتهن كثيرات فكل الاوقات عندهم مناسبة للزيارة فيحلون في البيوت متى شاؤوا حتى باتت زيارتهم تثير الاستياء والضيق .. وهنا تأتي عملية التوعية والبرامج الاسرية التي يجب ان تعالج هذه الظاهرة .. فكثير ما تعاني الاسر من زيارات غير مرغوب فيها ..نتيجة لعدم انتشار الوعي بثقافة الزيارة واختيار الاوقات المناسبة خصوصا والوضع الحالي للمجتمع يعيش وضعا فيه الكثير من العمل والالتزام باوقات معينة تتطلب التنسيق المسبق .. ثقافة الزيارة وتؤكد الاستاذة جوهرة العبدالله (تربوية متقاعدة)على أن المشكلة ليست في زيارة الضيوف في المنزل، وإنما المشكلة أن تجد ضيوفاً يحضرون إليك في مقر العمل، ويؤخرون معاملات الآخرين، وقالت: إن الزيارة في الاوقات غير المناسبة او بدون اتصال مسبق فهذا أمر معاش للأسف نتيجة غياب ثقافة أو "أتيكيت" الزيارة، ومن ذلك الوعي الكامل بأهمية اختيار الوقت المناسب والتنسيق المسبق، فما يمنع أن يكون هناك اتصال قبل الحضور؟وتقول مريم سعد (موظفة في مصرف) الحقيقة أن هناك نوعاً من الضيفات الثقيلات اللواتي يخترن يوم العطلة لزيارتهم الثقيلة ولايجدون من يقول لهم رجاء ارحموا الناس يوم راحتهم ولاتعكروا عليهم يومهم بزيارات غير مناسبة لم يكونوا مستعدين لها .. وتضيف: العجيب ان هناك من تزور ويمتد وقت زيارتها حتى ساعات الصباح الاولى الامر الذي يشكل جهدا كبيرا على مضيفتها التي اسقط في يدها ..