رغم تشابه العديد من المعطيات بين الاتحاد والهلال إذ سيلتقيان اليوم في الجولة ال 22 التي ستحدد هوية بطل دوري المحترفين السعودي، إلا أن أكبر اختلاف يكمن بينهما يأتي على مستوى المديرين الفنيين اللذين يقودانهما، فبينما يقود الاتحاد المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون الخبير بالكرة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، يقف البلجيكي جروج ليكنز على رأس الهرم الفني للهلال وهو حديث العهد به وبالكرة الخليجية حيث يدرب فيها لأول مرة. كالديرون ذو ال49 عاماً عرف الطريق نحو السعودية في نهاية العام 2004 حينما تعاقد معه الاتحاد السعودي لتدريب المنتخب الذي كان يتحضر للمشاركة في كأس الخليج ال17 لكرة القدم في الدوحة، ورغم فشله في تلك البطولة التي ودعها المنتخب السعودي في دورها الاول إلا انه نجح في تأهيل "الأخضر" لنهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا بيد أن ذلك لم يشفع له بالاستمرار وأقيل بعد عام واحد من التعاقد معه بعد مستويات متواضعة قدمها المنتخب في بطولة غرب آسيا في الدوحة. وانتقل كالديرون الذي سبق له أن لعب إلى جانب أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو مارادونا بقميص المنتخب الأرجنتيني في مونديال اسبانيا 1982 لتدريب المنتخب العماني الذي لم يمكث فيه طويلا حتى حط رحاله في نادي الاتحاد في ابريل من العام الماضي، ليقوده منذ بداية الموسم الجاري. وواجه المدرب الأرجنتيني عقبات كثيرة مع الاتحاد كادت تعصف به لولا تمسك إدارة النادي ببقائه رغم الضغوطات الإعلامية والجماهيرية، لاسيما بعد أن خسر الفريق بطولتي كأس الاتحاد وكأس ولي العهد بيد ان تشبثه الطويل بصدارة الدوري عزز كثيراً من ثقة الإدارة ومن ثم ثقة أنصار النادي الذين تراجعوا كثيراً عن رغباتهم وهم يرون الفريق يسير بخطى ثابتة نحو حصد اكبر بطولات الموسم. وعلى العكس تماما تأتي تجربة البلجيكي جورج ليكنز مع الهلال، فرغم الخبرة الطويلة لهذا المدرب في عالم التدريب وتجربته الحافلة فيه إلا انه يعتبر حديث تجربة مع الهلال والكرة الخليجية حيث تسلم مهامه مع "الزعيم" خلفا للروماني كوزمين أولاريو مطلع ابريل الجاري ما يعني أنه لم يمض أسبوعه الثاني حتى الآن. ورغم ذلك فإن ليكنز الذي يسير في بداية عقده السادس يعتبر مدرباً خبيراً ومتمرسا، فقد بدأ حياته التدريبية في العام 1984م وهنا تكمن المفارقة، ففي الوقت الذي كان فيه ليكنز مدربا كان كالديرون مازال يلعب الكرة في نادي لوزان السويسري ما يعني أن الخبرة التدريبية بشكل عام تلعب لصالح المدرب البلجيكي وإن لعبت الخبرة على مستوى الكرة السعودية لمصلحة كالديرون. ونجح ليكنز في اختباره الأول مع الهلال من خلال قيادته للفوز في مباراتين جمعتاه بالاتفاق في الدوري السعودي ومع الأهلي الإماراتي في دوري أبطال آسيا، وتعد البداية موفقة بالنسبة له، غير انه سيجد نفسه على المحك اليوم حينما يواجه الاتحاد في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول فهو مطالب بالفوز فقط إن أراد تجيير لقب الدوري لمصلحته. ويعول الهلاليون على ليكنز كثيرا رغم حداثة تجربته مع الفريق وذلك عطفاً على نجاحاته السابقة مع الفرق التي قادتها وسيرته التدريبية التي تحكي عن مدرب على مستوى رفيع، حيث سبق له أن قاد منتخب بلاده للوصل لمونديال فرنسا 1998فضلاً عن محطاته التدريبية سواء في بلجيكا أو هولندا أو تركيا وكذلك مع منتخب الجزائر.