تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار من مدير عام المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» كويشيرو ماتسورا مساء الثلاثاء شهادة تسجيل نقش زهير في قائمة ذاكرة الإنسانية باليونسكو ، وهو نقش عثر عليه بالمملكة ويعد أقدم نقش إسلامي مؤرخ ويعود تاريخه إلى سنة 24 هجرية ويرد فيه اسم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وجاء ذلك على هامش افتتاح معرض المواقع السعودية المسجلة والمرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي التي تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها في الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، وأمانة منطقة جدة لضمها لقائمة التراث العالمي. وهي : الحجر ( مدائن صالح ) والدرعية التاريخية وجدة التاريخية. وفي تصريح صحفي هنأ مدير عام منظمة اليونسكو كويشيرو ماتسورا المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً بمناسبة ضم موقع الحجر (مدائن صالح) في قائمة التراث العالمي، كما أعرب عن تقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على المهنية العالية التي انتهجتها الهيئة في ملف مدائن صالح الذي قدم للمنظمة. وأشاد ماتسورا بجهود الهيئة في الحفاظ على الآثار والتراث العمراني الثقافي وقال: «لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة الدرعية صباح اليوم، وأطلعت على بعض أعمال الترميم في الموقع، وقد تسلمت المنظمة ملف ترشيح الدرعية لقائمة التراث العالمي، وسوف يقوم خبراء الإيكموس (المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية) بفحص الملف ثم يرفع إلى لجنة المنظمة المختصة في هذا الجانب في 2010 وأنا على ثقة أنكم ستنجحون في ضم الموقع لقائمة التراث العالمي». وحول الزيارة التي قام بها عدد من سفراء اليونسكو للمنطقة التاريخية في جدة قال: «حقيقةً لم أتمكن من زيارة الموقع لكن عدد من زملائي سفراء بعض الدول في المنظمة زاروا الموقع وأبدوا إعجابهم بما شاهدوه. أما أنا فقد شاهدت بعض الصور لجدة القديمة، واعتقد أنها مرشح قوي لدخول القائمة». من جانبه قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إن المملكة تسير على خط ثابت في تسجيل المواقع، مؤكداً أن عملية تسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي ليست قضية إعلامية «إنها تأصيل لتاريخ وحضارة، فكما تعلمون أن الجزيرة العربية كانت تتحكم في اقتصاد العالم، ومن الطبيعي أن يكون هناك مواقع شاهدة على ذلك كطرق التجارة مثلاً، والمملكة اليوم عادت لتلعب دوراً مهماً في اقتصاد العالم، فمن الطبيعي أن يكون هناك مواقع لهذه البلاد مسجلة لدى اليونسكو». وأشار سموه إلى أن مدير عام اليونسكو نفسه شكر المملكة لتقديم موقع صالح لقائمة التراث العالمي، كما أن سفراء اليونسكو المرافقين للسيد ماتسورا ممتنين وسعداء بزيارة المملكة «لقد فوجئ بعضهم وخصوصاً ممن يزورن المملكة للمرة الأولى بزخم التنمية الحضارية الكبيرة، ومن الاهتمام أيضاً بالتراث الوطني، وذلك بتوجيه ومتابعة من سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله». ووصف سموه تراث المملكة بأنه «جزء من قصتنا، قصة نجاحنا وشاهد على عمق الحضارة والتاريخ في الجزيرة العربية». وذكر أن الدرعية تشهد مشروعا رائدا وكبيرا تقوم عليه لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتعمل فيه هيئة السياحة بشراكة وثيقة مع هيئة تطوير منطقة الرياض. وأعرب سموه عن أمنيته بضم موقع الدرعية لقائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويتبع ذلك موقع المنطقة التاريخية «جدة القديمة». إلى ذلك، أقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز حفل عشاء لمدير عام «اليونسكو» كويشيرو ماتسورا (البيوت الطينية) بمركز الملك عبد العزيز التاريخي تكريما لمعاليه والوفد المرافق له بمناسبة زيارته الحالية للمملكة . وعقب حفل العشاء قام مدير عام اليونسكو بتقديم الميدالية الفضية إلى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز نظير الجهود التي بذلها لحماية المواقع التراثية في المملكة . حضر حفل العشاء صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير احمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ومعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ومعالي الأستاذ جميل الحجيلان، ومعالي الأمين العام لمجلس الوزراء عبدالرحمن السدحان وعدد من مسئولي الهيئة العامة للسياحة والآثار وعدد من المسؤولين والمهتمين بشأن السياحي والاقتصادي والثقافي. كما حضره الدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو، الوفد المرافق لمعالي مدير عام اليونسكو من سفراء المنظمة. كما حضره عدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة ، وعدد من رجال الأعمال، وأقيم العشاء في أجواء تراثية نالت استحسان الضيوف.