الهدية من أجمل الأشياء التي تعبر عن المحبة والمودة التي قد يصعب على الشخص التعبير عنها، لهذا نجد من المألوف تبادل الهدايا بين الأهل والأصدقاء في مناسبات مختلفة لكن ما يدعو الى الاستغراب ان نرى الهدية تقدم من المرؤوس الى الرئيس ومن الطلبة والطالبات الى المعلمين والمعلمات وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه وهي الهدايا الثمينة التي تقدمها الطالبة الى معلمتها حتى وصل الأمر الى اثقال كاهل الأهل في منافسة الطالبات على تقديم الهدية الأفضل والأغلى ثمناً.. فما هو الدافع الرئيسي لتقديم الطالبة هدية لمعلمتها؟ وهل هي مقدمة بنية خالصة او انها تحمل اعتبارات أخرى؟!. آراء الطالبات في البداية تقول الطالبة منى العيسى في المرحلة الثانوية: اعتبر تقديم الهدية لمعلمتي المفضلة واجب اساسي يخلو من اطار الهدية المشبوهة، فأنا لا انتظر منها اي ردة فعل في رفع مستواي لأني بطبيعة الحال مجتهدة ومتفوقة والسبب في ذلك هو تشجيع هذه المعلمة لي لهذا أرى أنها تستحق الهدية المميزة. وترى الطالبة سماح العقيلي: أن الهدية بدأت تأخذ منحى آخر خاصة عندما بدأت تزداد ظاهرة الإعجاب بين الطالبات بمعلماتهن فهناك كثير من الطالبات اللاتي يقدمن هدايا لمعلمات في المدرسة التي يدرسن بها على الرغم من انها لا تقوم بتدريسها اي مادة فقط هي معجبة ب«الستايل» الخاص بالمعلمة فتذهب لها بهدية فخمة من ساعات فاخرة او مجوهرات ثمينة من اجل التودد لها والتقرب منها وهذه ظاهرة للأسف منتشرة فكيف تقبل المعلمة هدية من طالبة لم تقم بتدريسها. وتضيف الطالبة نجاة في المرحلة الثانوية: لا اذكر اني قدمت هدية لأي معلمة كانت لأني أعبر لها عن احترامي ومحبتي لها باجتهادي وانضباطي في الفصل وليس بتقديم الهدايا حتى وإن كانت تذكارية، فالسيرة العطرة والسمعة الجيدة هي التي تبقى في ذهن المعلمة وليس الهدايا المشبوهة. وتذكر الطالبة هدى من المرحلة المتوسطة: ان والدتها رفضت ان تشتري لها هدية تقدمها لمعلمتها المفضلة في يوم تكريم المعلمة معللة ذلك بأنها رشوة وأنا أرى فيها انها من باب المحبة والتقدير خاصة بمثل هذه المناسبة التي احضرت فيها صديقاتي اروع الهدايا من ورود ودروع تذكارية فيما كان مني الا ان اتغيب عن المدرسة في ذلك اليوم. آراء المعلمات من جانب آخر تذكر المعلمة نورة الشهري السبب الرئيسي لتقديم الهدية من الطالبة قائلة: السبب الأساسي والمباشر الذي يدفع الطالبة الى تقديم هدية لمعلمتها هو اسلوب المعلمة وطريقة تعاملها مع الطالبات خاصة عندما يتعرضن لمعاملة قاسية وشديدة من المعلمات الأخريات او من المنزل هذا يدفعها للارتباط والتعلق بالمعلمة الحنون، وبالنسبة لنوعية الهدايا التي تصلني هي عبارة عن بطاقات وباقة ورود وأحياناً تصل الى المجوهرات بل تعدى الأمر الى ان بعض الطالبات يقدمن هدايا لأبنائنا وأزواجنا بمناسبة ومن دون مناسبة وهنا استوقفهن واضع حداً لتلك الهدايا التي تأتي بدون مناسبة فكان ردهن أنهن يحملن لي معزة خاصة وحباً لي فأخبرتهن ان اجتهادهن وتفوقهن هو الدليل على محبتهن وليس تقديم الهدية. وتضيف المعلمة شريفة الاحمري قائلة: لا داعي لأن تهدي طالبة معلمتها في المناسبات العامة فقط كيوم المعلم او نهاية العام الدراسي وعندما يتم الإهداء في غير مناسبة وهنا ولمراعاة مشاعر الطالبة فإنني اقبلها بعد ان اوضح لها بأنها ستكون آخر هدية استلمها منها وأؤكد ان المعلمة لابد ان تكون اكثر حذراً مع هذه الفئة العمرية المراهقة لأن الطالبة قد تمر باضطراب عاطفي وتفسر اهتمام المعلمة بها بأنه حب وميول وإعجاب ويجب على ادارة المدرسة وضع حد لهذه الهدايا وتمنعها حتى نجد اعتذارا رسمياً للطالبات ونمنعهن ونمنع انفسنا من الاحراج. وتشير المعلمة فاطمة العطوي: ان الهدية التي تقدمها الطالبة لمعلمتها أحياناً يكون بدافع المحبة والتودد وأحياناً اخرى اعتبرها رشوة عندما تنتظر الطالبة المقابل ونجاحها في حالة ضعفها في تحصيلها الدراسية فيتسابق الأهل لتقديم الهدايا للمعلمات للتقرب منهم وبخلاف ذلك نجد ان هناك طالبات يفتقدن للعطف والحنان والرعاية من والديهن فيبحثن عنها في المدرسة وبطبيعة الحال انا ارفض الهدايا من جميع الطالبات ولكن اصاب بالإحراج عندما يصلن الى منزلي فأضطر الى قبولها.. ولكن اقوم برد الهدية بهدية مماثلة لها. وتذكر المعلمة منى الجهني ان اهداف توزيع الهدايا قد اختلفت وأصبحت لها أوجه عديدة حيث نجد ان بعض الطالبات يقدمن الهدايا من باب الاهتمام بالمادة الدراسية مثل شراء كتاب او مذكرة خاصة والبعض بهدف لفت انتباه المعلمة وللأسف نجد بعض المعلمات يقمن بالتمييز بين الطالبات وهذا موجود ولكن على نطاق ضيق فينحزن للطالبة دون أخرى. المشرفة الاجتماعية نهى البلوي تقول: هناك اسباب نفسية تدفع الطالبة لتقديم الهدايا لمعلماتها ومن اهم هذه الأسباب رغبة الطالبة في التعبير عن حبها وتقديرها لمعلمتها او للفت نظرها للمعلمة وعندما تكون الفكرة المتواجدة لدى بعض الطالبات بأن الحب يشترى بالهدايا.. ايضاً محاولة الطالبة البحث عن قدوة لفتح باب الحوار الذي يفتقدنه في المنزل وكثير من المعلمات يجدن احراجاً في قبول الهدية خاصة حديثات التخرج ومن المهم ان تضع المعلمة بنفسها حداً لتلك المواقف المحرجة.