"تهادوا تحابوا" إحدى وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، لما تمثله الهدايا من توثيق للعلاقات الاجتماعية بين المسلمين بعضهم البعض ولجلبها الحب بين بني البشر، وتعد الهدية عربون محبة لما تحمله في طياتها من معاني الألفة والمودة وتأصيل العلاقات بين البشر عامة وهي بالطبع أولى أن تكون بين ذوي القربى وبين الزوج والزوجة. ويزداد شراء الهدايا في الأعياد والمواسم، وفي عيد الفطر المبارك يهتم العديد من الأزواج والزوجات بشراء الهدايا التي تدل على المحبة والترابط الأسري الجميل فيما بينهم. وعن أثر تبادل الهدايا بين الزوجين يقول المواطن محمد بخش إن للهدية أثرا وصنيعا عجيبا في التقارب بين الزوجين. وهو يحرص دائماً في كل موسم على شراء مجموعة من الهدايا والعطور لزوجته وأولاده ولا ينسى بعض الأقارب والأصدقاء المقربين له. تقرب الأصدقاء وترى أم محمود "معلمة" أن للهدية أهمية قصوى حيث تزرع المحبة بين الصديقات، وتؤكد أنها تحرص على شراء بعض العطور من العود والمخلط لتهدي بها زميلاتها في المدرسة، وتشتري لأولادها بعض الألعاب وبكلات الشعر الجذابة والملونة. وتضيف أنها تعودت على تلقي هدية العيد كل عام من زوجها وغالبا ما تكون طقم ذهب وتستقبلها بشعور وتقدير كبير له. وقد تعكس الهدية إشباعا من نوع آخر لدى بعض الزوجات كما ترى مها العبدالله "متزوجة حديثاً"، التي قالت إن القيمة الحقيقية للهدية هي الشعور بالفخر للحب الذي يحمله الزوج لزوجته. وأضافت أن زوجها يقدم لها العديد من المفاجآت ويحمل لها هذا العيد مجموعة راقية من العطور وأدوات الزينة، فهو دائما يعرف الألوان التي تحبها. ويشاركها الرأي المواطن خلف السبيعي الذي يشير إلى أن الهدية تحمل بين طياتها معاني كثيرة منها الألفة والمحبة، وهو يشتري لزوجتيه كل على حدة ما يراه مناسبا لكلتيهما. وأضاف أن معرفة الأزواج بطبائع ورغبات الزوجات توفر الكثير من حيرة الرجل عند اختياره هدية لزوجته. وقال إن زوجته الأولى تهوى المشغولات الذهبية وعلى عكسها تهوى الزوجة الثانية السفر والعطور والملابس. وترى الطالبة الجامعية شريفة الصبياني أن الهدية بقيمتها وبما تقدمه من إبهار للمهداة له، وتؤكد أنها تهدي صديقاتها مكياجا وعطورا أو إكسسوارات غير تقليدية، وتشير إلى أن الهدية رباط بسيط قد يشعر المحيطين بنا بمعنى اهتمامنا وتقديرنا لهم، وليس من المهم أن تكون الهدية غالية الثمن بقدر كونها مؤثرة وتعطي صورة وانطباعا حسنا للفرد وينم هذا عن شعورنا بمدى الفرحة التي تدخله الهدية على القلوب. تأكيد الروابط وتنصح أستاذة علم الاجتماع نسرين زهران المتهادين من الرجال والنساء بالحرص على معرفة الأشخاص من الناحية التكوينية للشخصية وعند اختيار الهدية على المشتري لها أن يفهم هل يحتاج الطرف الآخر لها وهل تناسب طبيعة شخصيته وهل يحب العطور مثلاً أم يفضل هدية أخرى مختلفة، ولضمان بلوغ الهدية هدفها يفضل أن تتلاءم مع صفة الشخص المتلقي لها سواء كان رجلا أو امرأة، صغيراً أو كبيراً، ويراعى تغليفها بطريقة مشوقة لأن ذلك جزء هام لقيمة الهدية التي تتلخص في طريقة ووقت تقديمها. ويوضح مدير أحد محلات الهدايا والعطور عماد بديع أن نسبة الشراء ترتفع غالبا مع اقتراب عيد الفطر المبارك، ويفسر ذلك بأهمية المناسبة حيث تحرص النساء على شراء العطور الغالية للأزواج، ويهتم الرجال بشراء مجموعة كبيرة من العطور وأدوات التجميل مختلفة الأذواق للزوجات، وقد يصادف أن يقدم بعض الآباء إلى محل الهدايا مصطحبين معهم صغارهم لشراء ما يرغبون فيه من هدايا وعطور. وعن المواقف الطريفة التي تصادفه أثناء مساعدة الزبائن في اختيار الهدايا، يقول إن عروسا عادت واسترجعت عددا من العطور لأنها لم تعجب الزوج، واستبدلتها بمجموعة أخرى نسائية، ويؤكد أن الهدية تكمن في معناها وليس في سعرها. ويضيف أن أكثر زبائنه من الأزواج الذين يحرصون على شراء الهدايا هم العرسان الجدد لما تمثله لهما الهدية من قيمة روحية عظيمة ورابط محبة ووفاق أسري لحياتهما المستقبلية.