لم يبق سوى عشرة أيام على إطلاق أوبريت "شمس وشعب وملك" في افتتاح الجنادرية 25 مساء الأربعاء بعد القادم الموافق 4 مارس. ورغبة في إطلاع القراء الأعزاء على تفاصيل الأوبريت في مراحله الأخيرة فقد ذهبت "ثقافة اليوم" إلى المسرح الذي سيقام عليه الأوبريت وهناك التقت بصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن أثناء متابعته للبروفات ورصدت آخر المستجدات من قلب الحدث وكانت المحصلة هذا التقرير الذي نحاول من خلاله أن نقدم الصورة الكاملة لحجم الاستعدادات والجهود التي يبذلها الأمير متعب بن عبدالله والأمير بدر بن عبدالمحسن لكي يظهر الأوبريت بالشكل الذي يليق بمستوى ومكانة مهرجان الجنادرية. وبحسب تغطية سابقة كنا قد ذكرنا بأن هذا الأوبريت سيشهد تغييرات على مستوى الشكل والمضمون تجعله أقرب إلى المفهوم الحقيقي للأوبريت عبر مزج الموسيقى بالشعر بالدراما وبالصورة في تزاوج بديع بين أنواع فنية مختلفة إضافة إلى إشراف مجموعة mbc على التصميم الخارجي للأوبريت. وبقدر ما تكشف هذه الرغبة عن ضخامة الأوبريت إلا أن زيارة البروفات ومشاهدة الفرق التقنية والفنية وهي تعمل بحماس جعلتنا نوقن بأن هذا الأوبريت سيكون مختلفاً ومتطوراً. فالعمل يسير بشكل متسارع وتحت نظر سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن الذي قال لثقافة اليوم بأن هذه الجهود إنما هي استكمال للجهود السابقة التي بذلت في الأوبريتات التي مرت عبر تاريخ الجنادرية مؤكداً أن كل أوبريت هو إضافة لما سبقه ويضيف سموه "إن القاعدة التي نسير عليها هي أن كل أوبريت يقدم لابد أن يكون تكملة لما سبق ومن عادة الأشياء أن تتطور لتبلغ المستوى الأكمل وهذا هو التحدي الذي يواجه فريق العمل ليقدم أفضل مما قُدم ونتمنى أن ننجح في تحقيق الهدف". هذا وقد اكتمل الأوبريت بنسبة 75% وانتهى المطربون من تسجيل أصواتهم للأوبريت في استوديو الفنان محمد عبده في جدة وستصل النسخة الصوتية النهائية للرياض يوم الأربعاء المقبل ليتم تنفيذ البروفات النهائية عليها. كما سيشهد الأوبريت حضوراً أكبر للصورة عبر شاشات ثلاثية الأبعاد وسيتم الاستعانة بعشرين فرساً في الأوبريت الذي كتب كلماته مهندس الكلمة سمو الأمير بدر بن عبد المحسن وقام بتلحينه د.عبد الرب إدريس وسيؤديه المطربون محمد عبده، عبد المجيد عبدالله، عباس إبراهيم، راشد الماجد وعبد الرحمن الشومر مع مشاركة درامية من د.راشد الشمراني وحسن عسيري. وعن مدى رضاه عما شاهده سموه خلال زيارته لمقر إقامة الاوبريت وإطلاعه على التجهيزات قال لثقافة اليوم "لا أخفيكم أني قلق وهذا القلق طبيعي لأننا نطمح لأشياء كثيرة لو حققنا منها 80% فهذا جيد. ونرجو أن نصل إلى طموحنا وبلا شك أن القائمين على العمل في منتهى الالتزام وهم أناس محترفون وهذا ما يبعث على الثقة". أما عن موسيقى الأوبريت التي تم تسجيلها وهل تعبر فعلاً عن طبيعة الكلمات التي كتبها فقال سموه "رضاي في حد ذاته ليس كافياً لأن ما نتمناه هو أن يرضي الأوبريت راعي الحفل الملك حفظه الله ويرضي الشعب السعودي أما نحن فقد بذلنا جهدنا ونتمنى من الله التوفيق". ورداً على سؤال ثقافة اليوم عن طبيعة دور المطربين على خشبة المسرح وحركتهم الأدائية المخطط لها قال سموه "سنعمل على الحركة بحسب ما تسمح به قدرات كل مطرب وسيكون هناك توظيفاً لها لكن عبء الحركة والأداء الأكبر سيكون على الممثلين لأن هذا هو دورهم الرئيسي". وعن غياب بعض الأسماء الغنائية التي اعتاد الجمهور عليها ودخول الفنان عبد الرحمن الشومر كأحد المشاركين في أوبريت الجنادرية قال الأمير بدر بن عبدالمحسن "أولاً لا يعني غياب بعض الأسماء أنه قد تم استبعادها لأننا لا نحدد أسماء المشاركين قبل أن نكتب الأوبريت. المعيار في عملية الاختيار هو النص فهو الذي يحدد من الأنسب لإيصال رسالته. ولا يعني هذا أن المشاركين هم أفضل من غيرهم قدر ما يعني أنهم الأنسب لتقديم هذا الاوبريت تحديداً. أما عن اختيار عبدالرحمن الشومر فقد تم لأنه مناسب للدور الذي أوكل إليه ففي صوته "قرار" يحتاجه الأوبريت وما ينطبق على المطربين ينطبق بنفس المستوى على الممثلين بل على جميع المشاركين. إننا نطلق من النص وطبيعته التي تقدم لنا شخصيات محددة بمزايا صوتية وشكلية محددة نختار لها المناسب وليس الأفضل. ويجب أن نذكر هنا أن الفنانين السعوديين وعلى مدى 25 سنة قدموا جهودهم في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة وهذا يدعونا للفخر بفنانينا وتقديرهم". الدكتور عبد الرحمن السبيت الذي كان حاضراً في أرض الجنادرية لمتابعة الاستعدادات أكد بأن اهتمام سمو الأمير متعب بن عبدالله بهذا الأوبريت سيساهم في ظهوره بشكل مميز. وكشف لثقافة اليوم عن الأنشطة الثقافية المنبرية وذكر بأنها ستقام هذه السنة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أما نشاط الفنون التشكيلية فستقام في قاعة المربع والنشاط المسرحي في أكثر من موقع في مدينة الرياض. وعن الجديد هذه السنة قال بأنه دولة روسيا الاتحادية التي ستحل ضيفة على المهرجان وستشارك مشاركة واسعة بفرق فلكلورية وما يقارب من أربعين حرفة تراثية روسية. من جانبه كشف مدير إنتاج الأوبريت الأستاذ ناصر العبدالله عن خطة الإنتاج مؤكداً بأن البروفات النهائية مع المطربين والممثلين ستبدأ يوم الأحد القادم الموافق 1 مارس وبالنسبة لبروفات المجاميع والفرق فهي قائمة الآن بالفعل في قاعة المحاضرات بالجنادرية وذلك لانشغال مسرح الاوبريت بالتجهيزات للديكور والإضاءة. وقال بأن هذا الأوبريت سيشهد حضوراً للخيل العربية وحالياً تجري البروفات للخيول التي ستشارك على خشبة المسرح وعددها عشرين فرساً على ظهرها خيالة من سلاح الفرسان في الحرس الوطني وقد بدأت بروفات الخيل منذ خمسة أيام. وقال العبدالله أن المشاهد البصرية التي ستبث عبر شاشة العرض ستتم بروفات تصويرها اليوم في موقع تصوير خارجي وسيشارك في هذا التصوير العديد من الكومبارس والذين سيصورون مشاهد المعارك وعدد المشاركين يقاربون 70 شخصاً منهم 40 سعودياً.. وأضاف العبدلله: "لدينا هذه السنة مشهد يتعلق بالنار وهذه فكرة جديدة لأول مرة تطرح حيث تسير النار من صحراء نجد إلى أن تصل إلى موقع الحفل وسنستخدم في الأوبريت لأول مرة شاشات 3D التي يحتاجها الأوبريت لأن الصورة ستكون جزءاً مكملاً للكلمة والموسيقى ولابد أن تلتحم مع أداء المطربين وحركة الممثلين والفرق المشاركة". وأضاف العبدالله بذكر بعض التفاصيل التقنية للأوبريت حيث كشف عن مساحة ديكور مسرح الأوبريت الذي بلغ مقاسه 66 متراً في 22 متراتً والذي سيتحرك فيه الفنانون إضافة إلى ما يقارب 300 شاب سعودي سيؤدون الرقصات التعبيرية والعرضه السعودية وهم يرتدون ملابس خاصة من تصميم السعودي يحيى البشري. وقال العبدالله بأن سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن طرح فكرة الاستعانة بطفل وطفلة في استهلال الاوبريت. كما كشف العبدالله عن قيام MBC بجميع قنواتها بحملة إعلانية وإعلامية متواصلة عن المهرجان تبدأ من يوم غد وهي تعكس حرص الشيخ الوليد آل إبراهيم على متابعة العمل حيث يتم رفع تقرير يومي عن الخطوات التي تم إنجازها. وقال بأن جميع المواد التي استخدمت في تجهيز الاوبريت تم طلبها من عدة دول مثل أمريكا وايطاليا والصين وفرنسا وبيروت ومن دبي ودمشق ووجه العبدالله شكره لكل من دعمهم وسهل لهم توفير كافة الإمكانيات لظهور الأوبريت بالشكل المطلوب.