مشكلة ضيقة الصدر ظاهرة يعاني منها الأكثرية في زمن الماديات والتحديات وما يصدم أسماع البشر وأبصارهم من أخبارسيئة تقود الفرد للإصابة بهذه الحالة النفسية غير المرئية، تلك التي تسكن جوارح الروح وتنعكس على الفكر لتشتته وتبقيه في حالة من الانكسار والخضوع للألم الوهمي، فما ان يمر بها الإنسان إلا وتستوطن أحاسيسه حالات تدمي الناظرين له، وتشغل تكفيره، لتجعله أكثر ضجراً واضطراباً، لهذا يلجأ أغلب الناس لترديد ابيات الشعراء في حالتهم هذه تعبيراً حراً صادقاً عن الحالة المعاشة وتنفيس لكرب الذات فإذا ضاق صدرك لاتحزن حتى لاتثير أعصابك، وتهز كيانك وتتعب قلبك وتسهر ليلك ولو كنت من الراصدين لتجارب الآخرين لعزفت عن هذه الضيقة وزرعت مكانها التفاؤل والانشراح وكن على درجة من الظن الحسن مثل قائل هذين البيتين: ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعندالله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لاتفرج وهناك من يخفف عن النفس وطأت المصاب النفسي ويقول ما قال المبدع الأمير خالد الفيصل: ياضايق الصدر بالله وسع الخاطر دنياك ياصاحبي ما تستاهل الضيقة وهناك من الشعراء من فتح لهذه الضيقة صدره مرحبا بها، بسبب فراق بعد محبوبته: باب السهر من ضيقة الصدر مفتوح والحزن يدخل باب ويمر شباك وانا عليك استجدي الشوق ويفوح دمع وتهب الريح بجنون ذكراك قلت اقفل ايامي بمفتاح واروح! لآخر مدى يمكن على حده القاك لقيتني مرمي بشارعك.. مذبوح عطشان لعيونك ولاذقت من ماك وهذه قصيدة جميلة مثل سابقتها لاأعرف قائلها الذي يصور ضيقة صدره وهي تخنقه حتى تكاد تخرج روحه بحثاً عن نسمة الهوى من أسباب الهوى! من ضيقة الصدر فيني ما يكفيني تعين! زرار ثوبي يالله ازره ان كان ماجيتني يابهجة سنيني غديت مثل الشهيد محمد الدره ما أظن تبقى عناويني عناويني يموت في الغرام ب (خيره وشره) مجبور في واقع ماهوب مرضيني هذا مصير عليه النفس مضطره وقد ذكرني هذا الشاعر بشاعر آخر قال بيتاً من الشعر يهجو (خيمته) التي يجتمع بها مع أصدقائه بعد ان أخذت الحياة بمداراتها زملاءه وأصبح يرتاد الخيمة وحيدا ويغني مرحباً بقدومه مع دخوله لها: يا ضيقة الصدر حييتي تفضلي عند خيمتنا ومثله يقول شاعر فكاهي آخر يدون حالته ويصورها بدقه: أرقا درج والحظ ينزل اصنصير ينزل وأنا من عادتي دايم ارقا حظي يعاند خطوتي وين ماسير وليا بغيت الغرب ينحاز شرقا واحيانا تكون لضيقة الصدر أسباب بشرية، فيتجاوزها الشاعر المتمكن بالتلميح لا التصريح وبأسلوب البلغاء تعامل الشاعر متعب التركي حينما قال: ضيقة الصدر لو بين المحاني تلوج كل ضيقة لها عند الكريم انفراج ماهو الغيض سبت كل أبو هالهروج بس مالي على بعض السوالف مزاج ولكن ماهو الحل لإبعاد الصدر عن هذه الضيقة هل تفيده وصفة الاستشاري المختص أو رقية الشيخ العالم أم أننا سوف ننصت للشعراء لأنهم أهل علة وأدرى بها مثلما يشخصها احدهم ويقول: كان ودك ماتزيد الصدر ضيقه لاتسمع للدعاوي والشكاوي ويوافقه قول الشاعر الفصيح ليتواءم مع الشاعر المليح في ترك الأمور ولكن الفصيح أكثر ملامسة للوجع: دع الأمور تجري في أعنتها ولاتبيتن إلا خالي البال ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال