حينما تكتظ الحياة بعواصف المشاكل، وتمتلئ بزلازل الهموم، وتفيض ببراكين الغموم، فإننا نحزن ونهتم، ونتأوه ونغتم، ونهرب بحثاً عن روض الهدوء والسكينة، ونفر نفتش عن احضان الطمأنينة. وهيهات هيهات.. فقد بث الشاعر العربي حقيقة لا غبار عليها إذ يقول: طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار فمهما اجدت واجتهدت، وحاولت وطاولت، ولو اتخذت سلما في السماء، او نفقاً في الارض، لا تزال المنغصات ترفرف حولك، والمكدرات تلازم كونك، والمشكلات تعانق حياتك. كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن ولكن الذكي الاريب يمسك بسيف (الايمان بالقضاء والقدر) فيضرب به اعناق المشكلات، ويمزق به اوصال الملمات، ويأخذ مسدس (عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) فيرمي به المنغصات، ويتقل به المكدرات ثم يذهب بعدها لينام على سرير: خذ الحياة كما جاءتك مبتسما في كفها الخير أو في كفها العدم ويلتحف ب: دع المقادير تجري في اعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال ما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال