اطلقت الشرطة المصرية النار في الهواء على الحدود بين مصر وغزة الاحد لمنع فلسطينيين من دخول مصر، من منطقة معبر رفح، حسب مسؤول أمني مصري. وقال المسؤول ان "عشرات المدنيين حاولوا اقتحام معبر رفح عقب شن اسرائيل غارات جوية على طول الحدود بين غزة ومصر. وقد صدتهم الشرطة المصرية باطلاق النار في الهواء". لكنه اشار الى ان نحو عشرة فلسطينيين تمكنوا من دخول مصر عبر تسلق الحواجز المقامة على الحدود مع غزة. وأضاف ان السلطات المصرية ارسلت تعزيزات جديدة الى الحدود دون ان يحدد عددها. وكانت مصادر امنية مصرية ذكرت السبت ان اجهزة الامن دفعت بنحو 500شرطي الى خط الحدود بين مصر ورفح تحسبا لاي حوادث قد تقع بعد القصف الاسرائيلي على غزة الذي اوقع عشرات القتلى. وفي الجانب الفلسطيني من الحدود، قال شهود عيان فلسطينيون لوكالة فرانس برس ان "عشرات من السكان توجهوا الى الحدود فور انتهاء القصف الاسرائيلي للانفاق لاجلاء الاصابات، الا ان المصريين بدأوا باطلاق النار". وأوضح احد الشهود ان "العشرات عبروا الى الحدود المصرية بعد ان احدثوا ثغرات في الجدار بواسطة جرافات". وأكد الشهود ان اشتباكات دارت بين مسلحين فلسطينيين والشرطة المصرية. من جانب آخر، قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان (حماس) "لا تسمح للجرحى" الفلسطينيين بعبور منفذ رفح الى مصر التي عرضت تقديم العلاج لهم. وقال: "نحن في انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين (ولكن) لا يسمح لهم بالعبور". وردا على سؤال حول السبب في عدم عبور الجرحى الى مصر، قال ابو الغيط "اسالوا الجهة المسيطرة على الارض في غزة" عن السبب في ذلك. ويبدو أن السبب يعود إلى استياء (حماس) من الموقف المصري. وكانت مصر اعلنت السبت فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وتقديم العلاج لهم في المستشفيات المصرية. وقال مسؤول أمني في الجانب المصري من معبر رفح أمس "لم يأت احد من الجرحى ولا نعرف سبب اغلاق المعبر من الجانب الاخر (الفلسطيني)". ووصلت طائرة مصرية صباح أمس الى مطار العريش وعلى متنها 50طبيبا مصريا وتجهيزات طبية استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين ينتظر نقلهم من قطاع غزة الى مصر عبر معبر رفح. كما ارسلت مصر اكثر من 40سيارة اسعاف الى معبر رفح استعدادا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا في الغارات الاسرائيلية التي اوقعت حتى الآن 300شهيد. ووصلت كذلك الى مطار العريش (شمال سيناء) طائرتان قطريتان تحملان 90طنا من المساعدات والتجهيزات الطبية التي سيتم نقلها في وقت لاحق الى قطاع غزة، حسب ما افاد مصدر ملاحي في مطار العريش. . وقال أبو الغيط إن مصر، تعمل على وقف لاطلاق النار في القطاع يليه اتفاق للتهدئة مشددا على ان وزراء الخارجية العرب سيضعون خطة تحرك لتحقيق هذا الهدف خلال اجتماعهم الاربعاء المقبل في القاهرة. واستبعد وزير الخارجية المصري، الذي كان يتحدث بعد لقاء بين الرئيس المصري حسني مبارك وعباس، انعقاد القمة العربية التي دعت اليها قطر قريبا قائلا "لا اتصور ان نتحرك من دون اعداد جيد لهذه القمة" و"الاولوية" هي لوقف اطلاق النار. وطلبت قطر رسميا السبت من الجامعة العربية عقد قمة عربية في الدوحة الجمعة المقبل كما تقدمت سورية بطلب مماثل. وأيد عباس الموقف المصري مؤكدا ان "وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم الطارئ في 26تشرين الثاني "نوفمبر" الماضي ان مصر وليس غيرها من العرب وغير العرب مكلفة استمرار" الجهود من اجل حوار وطني فلسطيني يقود الى انهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية. وقال ابو الغيط ان اجتماع وزارء الخارجية العرب الذي سيعقد الاربعاء "بالغ الاهمية والمطلوب من الوزراء العرب ان يقرروا كيف نتحرك من اجل وقف العمليات العدوانية (الاسرائيلية)، كيف نصل الى وقف اطلاق نار شامل بين الطرفين ثم الاتفاق على التهدئة وفتح المعابر بين (إسرائيل) وقطاع غزة". واضاف "سيكون هناك موقف عربي ينقل الى الجانبين، الى حماس واسرائيل وكذلك الى مجلس الامن ثم نتحرك لاتخاذ الاجراءات" اللازمة لوضع التصور العربي موضع التنفيذ. وقال ابو الغيط ان وزارة الخارجية المصرية استدعت مجددا الاحد السفير الاسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين لابلاغه "اعتراضها على استمرار العمليات العسكرية وعلى قيام الجيش الاسرائيلي بغزو جديد للاراضي الفلسطينية" بعد التصريحات الصادرة عن مسؤولين اسرائيليين في هذا الصدد.