تتجلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى عندما تتأمل في نعمه عليك والتي لا تعد ولا تحصى وإذا أردنا أن نستشعر ذلك من خلال واحدة من تلك النعم ألا وهي القدرة على ابتلاع الغذاء بشكل مستمر ومع كل ما وصل إليه الطب الحديث من تطور ومعرفة إلا أن الآلية المعقدة لهذه العملية تضل غير مفهومة بشكل كامل لما يتطلبه الأمر من دقة متناهية من حيث الحركة والتوقيت، نشكر الله على نعمة، ولنعي أهمية الأمر نتطرق إلى بعض الحالات التي قد تؤدي إلى عسر البلع وما هي أسبابه ونتائجه المحتملة مستقبلا. يصنف عسر البلع أو صعوبة البلع من حيث الجزء المصاب إلى (مريئي وبلعومي) وقد يكون بسبب خلل في الأعصاب أو العضلات المحيطة بمجرى الأكل الطبيعي. ويجب تمييزها عن حالتين أخريين وهما اللقمة الهيسترية (وهو سائد في الأشخاص المصابين بالقلق حيث يشعرون بوجود كتلة في الحلق بدون وجود سبب عضوي) والحالة الثانية هي البلع المؤلم (حيث يشعر المريض بالألم عند الابتلاع وينتج عادة من التهاب المريء الناتج عن الارتداد المعدي المريئي أو من الالتهاب الميكروبي للمريء. ومن الأسباب المؤدية إلى عسر البلع: 1حالات عند بدء الابتلاع مثل: وجود خلل وظيفي عصبي أو عضلي لأنسجة البلعوم أو مصرة المريء العلوية. 2حالات بعد الابتلاع (أثناء مرور الغذاء في المريء) ومنها : تضيقات المريء الحميدة والخبيثة أو اضطراب في حركة المريء التوافقية (وهي تكون عادة من أعلى لأسفل لتوجيه الطعام) كما أن بعض الأدوية المستخدمة قد تكون سببا لعسر البلع، وهناك حالات بسبب تشوهات في مجرى البلع منذ الولادة لم يظهر أثرها إلا فيما بعد، بالإضافة إلى مسببات أخرى ولكنها اقل حدوثا. وقد يصاحب الحالة ارتجاع الغذاء إلى مجرى التنفس فيصاب المريض بالالتهابات في الحلق والجيوب الأنفية والأذنين والالتهابات الرئوية الحادة والمزمنة، وقد يصاحب الحالة نقص شديد في الشهية والوزن ويفتقر المريض إلى الأجزاء الأساسية من المواد الغذائية لبناء الجسم والمحافظة عليه، وفي بعض الحالات يتعرض المصاب للاستفراغ المتكرر وقد يكون مصحوبا بالنزيف الداخلي. وعند الإحساس (لا قدر الله) بتزامن احد هذه الأعراض مع صعوبة البلع يجب مراجعة الطبيب للاطمئنان عليه وعمل الكشف والفحوصات اللازمة للتأكد والعلاج المناسب إذا لزم الأمر ودمتم بصحة وعافية.