قطع تنظير المعدة والقولون أشواطا واسعة وبات في متناول الرؤية المباشرة بواسطة المناظير المتطورة. وقد كان من الصعوبة بمكان الوصول لدراسة الأمعاء الدقيقة بنفس المناظير وذلك بسبب طولها الذي يبلغ حوالي الستة أمتار لذلك أطلق عليها "الصندوق الأسود" للقناة الهضمية. الآن وبواسطة الكبسولة التنظيرية مع الكاميرا ذات الحساسية الفائقة بات بالإمكان تسجيل شريط لكامل بطانة الأمعاء الدقيقة حتى نهايتها وأيضاً للمريء والمعدة والقولون باستخدام الكبسولات الحديثة ذات الكاميرتين. وطول الكبسولة حوالي 26مم وعرضها 11مم ووزنها حوالي 4جرامات، وتقوم بأخذ حولي 50ألف صورة في 8ساعات بمعدل صورتين بالثانية. تستخدم الكبسولة لتشخيص حالات نزيف الجهاز الهضمي المجهولة السبب، وكذلك فقر الدم المزمن مجهول السبب، وبعض حالات الآلام البطنية غير المفسرة والتي لم يمكن تفسيرها بواسطة كافة الطرق التشخيصية الأخرى، بالإضافة إلى حالات الإسهال المزمن مع الإشتباه بسوء امتصاص أو داء كرون والذي فشل التنظير الهضمي العلوي والسفلي بإظهار سببه. ولا يجب استخدام هذه الكبسولة عند اشتباه التضيقات على مسير الأمعاء الدقيقة أو في المرضى الذين تم تركيب ناظم القلب الخطي لهم رغم عدم وجود دراسات تؤكد تداخل الكبسولة بعمل الناظم. والجدير بالذكر أنه لا يتعارض استخدام الكبسولة مع أي من الأمراض المزمنة مثل القلب أو الرئة أو غيرها، الحمل، الشبكات القلبية، ولا الصفائح الجراحية المعدنية. لا يوجد واقعياً أية آثار جانبية تذكر للكبسولة ماعدا انحباسها وعدم طرحها من الجسم خلال 14يوماً. فبالرغم من أن نسبة انحباسها تبلغ صفر% في الأمعاء الطبيعية، ولكنها تبلغ 4% في حالات الاشتباه بالتضيقات وداء كرون. وطريقة التحضير لإجراء الفحص باستخدام الكبسولة تشبه التحضير لمناظير القولون، ويمكن للمريض خلال نصف ساعة أن يذهب لعمله أو منزله لمدة 8ساعات تتم خلالها عملية التصوير آلياً، يعود بعدها لتسليم جهاز التسجيل وحيث تكون بطارية الكبسولة قد انتهت فعاليتها. ويمكن البدء بالشراب بعد ساعتين، وبالطعام الخفيف بعد 4ساعات. هذا وتخرج الكبسولة تلقائيا مع البراز خلال 1- 2يوماً. ولا تستخدم إلا مرة واحدة. وتتم دراسة التسجيل في المركز خلال ساعة إلى ساعتين من مساء التصوير. ويعطى التقرير في صباح اليوم التالي. وهناك رسالتان مهمتان: الأولى أن تنظير الكبسولة هو متمم للمناظير العلوية والسفلية المعروفة ولا يغني عنها، والثاني أنه إذا بقيت الكبسولة أكثر من أسبوعين فتجب مراجعة الطبيب والتفكير بإزالتها جراحياً. وتعتبر الكبسولة أكثر تكلفة مقارنة بالمناظير التشخيصية، ولا يمكن توجيهها لالتقاط صور محددة داخل القناة الهضمية، كما أنها غير مجهزة بأدوات جراحية، وبالتالي لا يمكنها أخذ عينات من الأنسجة أو وقف نزيف، كما هو الحال مع المناظير. @ قسم أمراض الجهاز هضمي والكبد