العين مثلها مثل باقي أعضاء الجسم.. تصاب بأمراض قد تحد من دورها الرئيس بعضها يمكن علاجه وبعضها لا يمكن تداركه أبداً وتفقد بذلك العين كاملاً أو جزءاً من دورها المهم ألا وهو الإبصار. فالكثير من الأخطاء الانكسارية التي تصيب العين خاصة في سن مبكرة يمكن علاجها وتدارك ضررها بإذن الله قبل سن الدراسة أي في سن مبكرة ومتى ما تم ذلك فإن الطفل سوف يقضي باقي عمره في مأمن من أي عوق بصري قد يكون له تأثير سلبي على شؤون حياته وخاصة الجانب الدراسي أو التعليمي. وقد ذكرت احدى الدراسات العلمية أن العين تساهم في قدرة الإنسان على التعلم بما نسبته 83% مقارنة مع الحواس الأخرى (11% للسمع، 3.5% للشم، 1.5% للمس و1% للتذوق). أن مشاكل البصر لها تأثير مباشر على الأداء الدراسي وهو ما يكون مانعاً للأطفال في سن الدراسة من رؤية ما يكتب على السبورة أو قراءة النصوص الكتابية على نحو سليم. فقد بينت دراسة متخصصة أجريت مؤخراً في بريطانيا أن طفلا من كل خمسة في سن الدراسة يعاني من مشاكل في البصر لكنها وللأسف تمر دون ملاحظة الآباء أو المدرسين. ودعا المعهد القومي الملكي البريطاني للمكفوفين الآباء وكذلك المدرسين إلى ضرورة فحص نظر الأطفال وملاحظة أي جوانب قصور فيه حتى يتم تصحيح الخلل قبل فوات الآوان. وتقول الدراسة إنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب مشاكل البصر في ضرر كبير في الأداء الدراسي للطفل وقد ينتهي به المطاف إلى إدراجه في فصول ذوي الاحتياجات الخاصة. وأظهرت الدراسة التي قام بها الباحث الدكتور ديفيد توماس من جامعة سيتي لندن خلال الفترة من 1997- 2001أن نحو 17إلى 22% من الأطفال في سن الدراسة يعانون من شكل من أشكال ضعف البصر يمر دون أن تتم ملاحظته من قبل الآباء أو المدرسين. وتقول أنيتا لايتستون المسؤولة عن دائرة مكافحة ضعف النظر في المعهد إن الكثير من الأطفال يعانون من الضعف أثناء الدراسة ويصعب عليهم مجاراة أقرانهم بسبب ضعف النظر غير المشخص. ومن هنا تظهر أهمية الاهتمام بالإبصار لدى الأطفال وضرورة أن يتنبه الآباء والأمهات وكذلك المعلمون إلى أي تغيرات تحصل للنظر والقيام بعرضهم على المختصين في مجال الإبصار سواء كان ذلك في سن الدراسة أو حتى في سن مبكرة "وهذا هو الأفضل" حتى يتم التأكد من سلامة نظرهم ومعالجته مبكراً إن كان هناك خلل وظيفي يستدعي ذلك. والمشاكل الإبصارية لدى الأطفال إن وجدت يتم علاجها باستخدام النظارات الطبية المناسبة وذلك بعد أن يتم فحص النظر من قبل طبيب العيون أو أخصائي البصريات ووضع الجدول المناسب للعلاج قد يستمر فترة من الزمن حتى يتم التخلص تماماً من الخطأ الانكساري الموجود. اكتشاف القصور البصري وهناك عدة طرق قد تكون مساعدة للآباء والأمهات وكذلك المعلمين والمعلمات في اكتشاف أوجه القصور البصري لدى الأطفال قبل سن الدراسة أو أثنائها كون أن الطفل إذا أصابه ضعف في الإبصار فنادرا ما يشكو لاسيما إذا كان الضعف في عين واحدة، وفي هذه الحالة قد لا يكتشف إلا بعد فترة طويلة قد لا ينفع معها العلاج. وغالباً الطفل المصاب بضعف النظر يلاحظ والده جلوسه القريب جداً من التلفزيون وكذلك يضطر إلى تقريب الكتاب إلى عينيه عند الكتابة أو القراءة وذلك لتقليل المسافة لأنه لا يستطيع رؤية الكتاب على المسافة الطبيعية والتي غالباً ما تكون 25سم كما انه يحاول الميل برأسه إلى اتجاه معين عند محاولته القراءة بشكل لا إرادي، أو يغلق عينيه جزئياً عندما ينظر إلى أشياء بعيدة كالسبورة مثلاً. إضافة إلى أن الطفل قد يشكو من صداع أو تصاب عيناه باحمرار بعد فترة من القراءة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو يغلق إحدى عينيه لاسيما في ضوء الشمس. وقد يكون ضعف الإبصار مصحوباً في بعض الأحيان بحول في إحدى العينين أو الاثنتين معا، وقد يكون هذا الحول غير مستمر أي يحصل في أوقات معينة يسهل على الوالدين ملاحظته. وهذه الأعراض عند حصولها قد تكون مؤشراً إلى أن الطفل يعاني من ضعف في الإبصار وبحاجة إلى استشارة المختصين لتحديد العلاج اللازم.