"التشديد على التصدي ل "تأثيرات" الأزمة المالية العالمية في الاقتصاد المحلي" مجلس الوزراء السعودي * وصل عدد سكان مدينة الرياض اليوم ما يقارب خمسة ملايين وأكثر، وهي مستمرة بالنمو السكاني سواء من سكان المدينة نفسها أو الهجرة الداخلية التي تتطلب القدوم للرياض إما للبحث عن فرصة عمل أو دراسة أو غيرها من الأسباب، ما يلفت الانتباه لمدينة الرياض هو النمو المتسارع "أفقيا" مما وضع الرياض بحجم دول وليس مدينة، والرياض تقع في وسط صحراء نجد التي لا تطل على بحر أو أي منفذ مائي، مما يضعها في حاجة ماسه إلى الخطوط السريعة لربطها بالمدن الرئيسية الأخرى لتموينها بكل ما تحتاج وخاصة المنطقة الشرقية، وحتى المياه التي تأتي بأنابيب وخطوط طويلة لتزويد الرياض بصورة يومية. تقرير كشفه مدير إدارة التخطيط والنقل في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الدكتور صلاح النفاخ أثبت أن نسبة النمو في مدينة الرياض تصل إلى 8% سنويا، وعدد السكان 5ملايين نسمة، وتطرق الدكتور صلاح لحركة النقل وانتقدها واعتبر "أنها غير قابلة للاستدامة" وأنه يجب تطوير نظام النقل. وتطرق إلى إحصائية لحركة النقل أظهرت أن مجمل الحركة هي أفراد من خلال سياراتهم الخاصة بنسة 89% وأنه فقط 6% عبر مؤسسات القطاع الخاص، و3% تتم من خلال سيارات الأجرة، و2% من خلال النقل الجماعي و" خط البلدة ". هنا نلحظ الخلل الكبير في النقل العام أنه مفقود لدرجة أن نسبتها لا تشكل شيئا من حركة المرور بمدينة الرياض وحتى بقية مناطق المملكة، مما يبرر ويوضوح أسباب الزحام الخانق جدا بالمدن الرئيسية لدينا. ويعود الدكتور صلاح ليوضح ما تم انجازة لتقليص الزحام من خلال توسعة طرق رئيسية واختصارها مما وفر الشيء الكثير مثال طريق العروبة المطار ورفع مستوى طريق الملك عبدالله. من خلال هذه الأحصاء المبسط عن النقل العام والزحام يظهر لنا أي أزمة نعيشها مروريا وماذا سيكون مستقبلا خاصة أننا أكبر دولة عربيا نستورد سيارات سنويا كما أكدها الدكتور عبدالجليل السيف، وهذا يفاقم الأزمة لدينا متى ما استمررنا بهذا الاتجاه دون تدارك مخاطرها ومصاعبها مستقبلا مما وضع الرياض فعلا بأزمة خانقة والمواطن أيضا وهذا يتبعه أزمات ومشاكل اقتصادية كبيرة تباعا. بالاتجاه الآخر أضيف أيضا لمصاعب الرياض وتوسعها هي التوسع الجغرافي الكبير أفقيا، مما وضع أعباء تطوير المخططات الجديدة أكثر صعوبة ومكلفة، وأيضا أسهم برفع أسعار الأراضي بدون مبررات فيما لو تم التركيز على التوسع الرأسي لكي لا يكون هناك عبء إضافي على الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحي ومدارس ونقل ومستشفيات وغيره، التوسع الأفقي يلقى عباء كبيرا ونحن الآن نعاني كثيرا من النقل العام وبقية الخدمات الأساسية، فلماذا التوسع الأفقي الذي يعتبر عبئا كبيرا على المواطن والمخطط، خاصة أن الرياض تقع في قلب الصحراء، فالأفضل أن يحدد النطاق العمراني حتى لا يتم الخروج عنه كما يحدد بالولايات المتحدة وكثير من دول العالم، ليس مهما أن يتم إنشاء مخططات جديدة بقدر ما هي الخدمات التي ممكن أن تقدم لها، فالتحدي ليس بالتوسع بقدر الخدمات التي توفر، والرياض كمثال تعاني كثيرا من توفر الخدمات، ولنا في المياة مثال قد يمر الأسبوع والأسبوعان لا تأتي المياه لبيتك، وصرف صحي مفقود وغيره الكثير، يجب تفعيل بناء الأدوار بصور أكبر وأوسع، أن تستثمر الأراضي البيضاء داخل المدن وهي مدينة داخل مدينة لم تستثمر بعد. لا يستفيد من هذه التوسع إلا العقاريون الذين أصبحت أسعار أراضيهم مرتفعة جدا وهي للحقيقة لا تستحق في حال التوسع داخل المدينة، مع الحد من الهجرة الداخلية لتخفيف الضغط على المدن الرئيسة وهذا موضوع آخر، نحتاج كثيرا من التخطيط والعمل للرياض وبقية المدن حتى لا نختنق داخلها، ومعها تصعب أو يستحيل الحلول بدون تكلفة عالية جدا.