لم أذهب إلى دولة في العالم قريبة أوبعيدة، إلا ويتوفر بها النقل العام، والنقل العام يظهر بأشكال عدة، إما باصات، أومترو" فوق الأرض أو تحت الارض" أوقطارات " فوق الأرض وأيضا تحت الأرض"، في بلادنا ذات المساحات الشاسعة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بدأنا ببناء قطارات تربط مختلف مناطق المملكة شمالها بجنوبها مرورا بوسطها وغربها بوسطها لشرقها بغرض تجاري ونقل للمواطنين، وهذا بعض ما يسجل في عهده حفظه الله، لكن ما أطرحه هنا ماذا عن المدن الكبرى ؟ ونحن نعرف أن أكثر من 80٪ من السكان يتركزون بالمدن الكبرى كالرياض وجدة ومكة والخبر والدمام وهكذا، هذه المدن تفتقد للنقل العام تماما، وهذا خلل في التخطيط لاشك، فلا يمكن أن يقال إننا لا نحتاج نقلا عاما. وأعرف أن الكثير يتمنون وسائل نقل عام وهو يملك أفضل السيارات لسبب واحد هو " الزحام والوقت " أصبحنا الآن بلا مبالغة نهدر وقتا مضاعفا بالطرق والشوارع للوصول لمقاصدنا وأصبح ما كان بعشر دقائق يحتاج نصف ساعة وما يحتاج نصف ساعة يحتاج ساعة وأكثر، والمصاعب والصعوبات تتزايد فهي لا تتراجع أو تتقلص، والمشكلة تكبر مع الوقت والزمن ، بلا حلول أو جدولة للحلول . مثير للاستغراب حقيقة تجاهل وغياب أهمية " النقل العام " فهل يرى المخطط والمسؤول أننا لسنا بحاجة له ؟ ويرى أن تكلفة البنزين الذي هو أرخص من الماء وسيارة تشترى بأسعار أقل من عشرة آلاف مستعملة في بلاد يقطنها 9 ملايين أجنبي، يعني لا حاجة للنقل العام ؟ هي ضرورة لا شك وحاجة ملحه جدا ، وغيابها ينذر بكارثة نعايشها الآن من الزحام والتلوث والاختناق ، سنصل لمرحلة أن تصبح شوارعنا " مواقف سيارات " وهكذا نحن سنأتي متأخرين بالمعالجة، والحلول كثيرة وحاضرة، من مراجعة اسعار الطاقة، وفرض رسوم على السيارات للموديلات الأقل من سنة معينة، وكثير من القرارات، وندرك صعوبة سن مثل هذه القوانين ولكنها ستكون هي الحلول المستقبلية، فالشوارع أصبح يستحيل توسعتها لسبب بسيط أننا سنحتاج لتوسعة كل الشوارع بالمدينة أيا كانت، وهذا لن يحدث وإن حدث سيزيد عدد السيارات ، حين ننظر للتجربة الأوروبية أوغيرها، فالنقل لا يتم بسيارة خاصة أبدا، فدائما النقل العام أقل كلفة ويحفظ الثروة خاصة مثل بلادنا التي تحتاج للنفط مستقبلا للتصدير لا أن ينفق داخليا بأسعار مدعومة أقل 70٪ من اسعار التصدير. من المهم فتح ملف النقل العام ، وأن توضع استراتيجية شاملة بحلول كاملة وواضحة ، في ظل توفر المال الآن، ولن يكون ممكنا مستقبلا لأسباب التوسع والنمو السكاني مما سيضعنا بمعضلة كبرى لن تأتي بالحلول كما هي أزمة السكن وغيرها. من يعلق الجرس ؟