؟ أكد صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مقرن أل سعود نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات في حوار خاص ل"الرياض" أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ مشروع النقل المدرسي للطالبات في مناطق ومدن المملكة يقضي بتحمل الدولة كامل تكاليف النقل مجانا وبدون مقابل، معبراً عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين لاهتمامها بالطالبات وتحقيق كل ما يوفر لهم الراحة من أجل تحقيق كافة الأهداف التربوية والتعليمية وتهيئة المناخ المناسب من أجل تحقيق التميز والنجاح لهم. وفيما يلي نص الحوار مشروع "الأمين" @ في البداية نبارك لسموكم الكريم إنطلاقة مشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين)، ونأمل من سموكم تقديم فكرة موجزة عن هذان المشروع؟ - مشروع النقل المدرسي (الأمين) يعد من أحدث المشروعات التي تتبناها وزارة التربية والتعليم بالمملكة ممثلة بتعليم البنات، ويأتي مواكبا لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله لتطوير التعليم العام وتذليل جميع الصعوبات التي تواجه طالبات التعليم العام وذلك لكي يتفرغن للتحصيل العلمي والتربوي. ولله الحمد والمنة تم مع بداية اليوم الأول للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1430/1429ه التشغيل الفعلي للمشروع في مناطق الرياض، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة،الشرقية، القصيم، الحدود الشمالية، والجوف إضافة إلى منطقة المدينةالمنورة التي بدأ فيها المشروع في بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي. وهذا المشروع يشمل 388.924طالبة من طالبات التعليم العام مانسبته 27% من المجموع الكلي لطالبات التعليم العام وهذه هي النسبة المستفيدة من النقل المدرسي عندما كانت الوزارة تقوم بالتشغيل الذاتي للنقل المدرسي، وتقوم الوزارة بتقييم تجربة إسناد النقل المدرسي إلى القطاع الخاص (كما وجه بذلك قرار المقام السامي) والتوصية بالتوسع فيه ليشمل نسبة أكبر من الطالبات واستفادة البنين والمعلمات منه. تكاليف النقل @ هل هناك رسوم على نقل الطالبات، وكم تبلغ تكلفة نقل الطالبة في العام؟. - كل طالبة تنقل من خلال مشروع الأمين تكلف الدولة 1691ريال سنويا ومع المميزات العديدة لهذا المشروع والتكلفة العالية على الدولة، إلا أن القرار السامي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كان واضحا بعدم تحمل أولياء الأمور أي مبالغ وأن الدولة تتحملها كاملة ولاشك أن هذه أحدى مكرمات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، علما أن الخدمة ستقتصر في الوقت الحالي على الطالبات اللاتي كانت الوزارة تقوم بنقلهن وستخصص بطاقة لكل طالبة للاستفادة من حافلات الأمين وستعمل الوزارة وبعد الحصول على الموافقات الازمة على توسيع الخدمة خلال الأعوام القادمة لتشمل الطالبات المحتاجات إلى النقل المدرسي وفق الضوابط التشغيلية التي تضمن الكفاءة والفاعلية للمشروع. فكرة المشروع @ كيف بدأت فكرة المشروع وما الدافع من سرعة تنفيذه؟ - بدأت الفكرة من واقع حرص الوزارة على تلافي جميع السلبيات والمشكلات السابقة التي كانت تعترض النقل المدرسي سواء الأقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية، وتم إسناد المشروع بالكامل إلى القطاع الخاص وتحت إشراف الوزارة وجهاز تنفيذي متخصص بتخطيط النقل المدرسي وتولى تشغيل المشروع مؤسسات وشركات وطنية متخصصة بالنقل ولها تجربة ثرية في هذا المجال وتمت الترسية في الوقت الحالي على كل من مؤسسة حافل للنقل وشركة أبوسرهد للنقل. وقد كانت السلبيات والمشاكل التي تعترض النقل المدرسي بالأسلوب السابق تؤرق المسؤولين في الوزارة حيث كانت هناك مشاكل شبه يومية تعاني منها الوزارة مثل تقادم الحافلات المستخدمة للنقل مما جعلها غير صالحة لنقل آمن ومريح، فضلا عن تكدسها بالطالبات وأعطالها المتكررة..، وكانت تلك أسبابا مباشرة لإحجام العديد من أولياء الأمور عن إشتراك بناتهم في تلك الخدمة وتحمل عبء إيصالهن لمدارسهن وإعادتهن إلى المنازل بأنفسهم، ومعلوم أن ذلك يترتب عليه زيادة في عدد المركبات في الطريق وتفاقم للازدحام المروري الذي تعاني منه المدن وزيادة التلوث البيئي المصاحب إضافة إلى إهدار وقت عمل الكثير من أولياء الأمور في نقل بناتهم مما يسبب إنخفاض مستوى الإنتاجية لديهم. كل ذلك أدى إلى قناعة الوزارة بإسناد النقل المدرسي إلى القطاع الخاص ليتم وفق أفضل المواصفات وينهض بمستواه ليوازي ما هو مطبق في دول العالم والتجارب الناجحة بالنقل المدرسي العالمية. السلامة المرورية @ ما آلية خطط الرقابة على تنفيذ المشروع خلال الشهر الأول من إنطلاقته، خصوصاً بما يتعلق بالسلامة المرورية؟ - تتضمن خطط التشغيل عدة مراحل للمشروع حيث تقوم المرحلة الأولى في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1430/1429ه في المناطق المشمولة بالمشروع التي تمت الترسية فيها حتى تاريخه وهي بمثابة إحلال الحافلات الجديدة محل الحافلات القديمة وفق الأسلوب المتبع سابقا من وإلى المنزل وضخ حافلات إضافية لإنهاء التكدس وضمان مقعد مريح وآمن لكل طالبة، كما تهدف خطط التشغيل إلى ربط الحافلات بغرفة عمليات موحدة على مستوى كل إدارة تربية وتعليم تتولى متابعة أداء الخدمة على الوجه الأمثل ومراقبة الحركة واستقبال الملحوظات والشكاوى من المدارس وأولياء الأمور، ويصاحب ذلك من الأيام الأولى حملة تثقيفية وتوعوية للعناصر المنفذة للمشروع (مديرين ومشرفين ومراقبين وسائقين ومشرفات النقل داخل المدارس) والمستفيدة من المشروع (طالبات وأولياء أمور) حول إجراءات السلامة والإدارة من خلال المنشورات والكتيبات الإرشادية والأفلام المصورة وأدلة التشغيل ونحو ذلك، وسيكون خلال تلك المدة (الفصل الدراسي الأول) دراسة مسارات الحافلات ونقاط التوقف ورفع إحداثيات المدارس والتشغيل التجريبي لأنظمة المعلومات الجغرافية مع ربطها بقواعد البيانات عن الطالبات المستفيدات والمدارس وذلك داخل المدن الرئيسية في المناطق والمحافظات مع إسناد المناطق النائية والوعرة إلى متعهدين محليين من الباطن والعمل على رفع مستوى حافلاتهم ووسائل النقل لديهم لتكون وفق مواصفات مشروع (الأمين). أما المرحلة الثانية والتي تمتد خلال الفصل الدراسي الثاني 1430/1429ه فيتم فيها التشغيل وفق مواصفات مشروع الأمين (مسارات ونقاط إركاب وبطاقات خاصة لركوب الحافلات بجانب حصر الخدمة على الطالبات الواقعات فقط ضمن نطاق قبول المدرسة) وذلك بعد أن تتم نشر ثقافة النقل المدرسي وفق ماهو معمول به عالميا مع مراعاة خصوصية المجتمع السعودي ويتم التوسع وفق تلك الآلية طوال الفصل الدراسي الثاني. وفي المرحلة الثالثة والتي تبدأ بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام 1430/1429ه فسيتم التعميم على جميع مناطق ومحافظات الممملكة لتشغيل النقل المدرسي وفق مواصفات مشروع الأمين وفي هذه المرحلة أيضا سوف يتم التوسع بعد النجاح في مشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام ليشمل طلاب التعليم العام وكذلك المعلمات حسب قرار مجلس الوزاراء رقم 305بتاريخ 1426/12/13ه. وسوف يتيح هذا التدرج المدروس في مراحل المشروع بناء الخبرة المتراكمة والتدرج في التغيير مع اعطاء المجتمع كامل الفرصة للتأقلم مع مشروع النقل المدرسي بسلاسة وتقبله وبالتالي الإسهام في إنجاحه بمشيئة الله تعالى. أهداف المشروع @ ما أهم الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها مشروع الأمين؟ - إن الهدف الرئيس لمشروع النقل المدرسي هو إيجاد نقل آمن ومريح لطالبات التعليم العام مع إعادة صياغة مفهوم صناعة النقل المدرسي ونقله من المفهوم السابق المقتصر على أنه حافلة وسائق فقط إلى المفهوم الشامل للنقل المدرسي وهو منظومة متكاملة من وسائط النقل وخدماتها وتخطيط النقل وأنظمة المعلومات الجغرافية (خرائط ومسارت ونقاط إركاب وإحداثيات لمواقع المدارس ومنازل الطالبات) وقواعد بيانات وموارد بشرية وتدريب وتثقيف واتصالات وأنظمة تتبع المركبات ونحو ذلك، وهذا ما يسعى إليه المشروع إلى تحقيقه بالتعاون مع المؤسسات والشركات المشغلة. وبعد التشغيل التجريبي في منطقة المدينةالمنورة في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي 1429/1428ه حقق المشروع العديد من الإيجابيات والأهداف التي أنشئ من أجلها والتي أشرنا إلى بعض منها سابقا ومن أبرز مؤشرات نجاح المشروع تقدم العديد من أولياء أمور الطالبات في منطقة المدينةالمنورة إلى شمول بناتهم في هذا المشروع وذلك لما لمسوه من الأثر الإيجابي الكبير لهذا المشروع ونورد بعض البيانات التي توضح الأمر: إجمالي عدد الطالبات بمنطقة المدينةالمنورة 152827طالبة، الطالبات المشمولات بالنقل المدرسي خلال العام 1429/1428ه بلغ 19504طالبة فقط أي ما يعادل 12.8% من إجمالي الطالبات. أعداد الطالبات اللاتي تقدمن بطلب الموافقة على شمولهن في خدمة النقل المدرسي (الأمين) في منطقة المدينةالمنورة 9293طالبة وذلك حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني 1429/1428ه ويلاحظ مما سبق أن أعداد الطالبات (في منطقة المدينةالمنورة) اللاتي يرغبن الانضمام إلى خدمة النقل المدرسي (الأمين) تمثل أكثر من 47% من مجموع الطالبات المنقولات حاليا وتبذل وزارة التربية والتعليم ممثلة بتعليم البنات جهودها لتوفير وتأمين خدمة النقل المدرسي لهذه الأعداد المتزايدة حيث توقعت هذا النمو العالي والسريع بعد تشغيل المشروع وذلك ضمن إستراتيجيات وخطط واضحة وطموحة لتطوير النقل المدرسي ليس فقط كصناعة ولكن كمفهوم عند المجتمع أيضا ولم تقف الوزارة عند هذا الحد بل سيكون هناك تقويم مستمر للعمل وذلك لإيمانها بأن الكمال لله وحده وأن الخطأ من طبيعة البشر لذلك فالتقويم مستمر والتطوير متجدد يوما بعد يوم ولن تقنع بمستوى النجاح الذي حققه المشروع حتى الآن بل سيكون داعما لها لمواصلة المسير. الرقابة اليومية @ كيف ستتم الرقابة والمتابعة خلال التنيفذ اليومي لنقل الطالبات وتحرك الحافلات؟ - ذكرت في الإجابة عن سؤال سابق وبشكل سريع أنه تم تكليف مشرفة في كل مدرسة للمتابعة والإشراف على استفادة الطالبات من المشروع وركوبهن الحافلة إضافة إلى وجود طالبة (عريفة) في كل حافلة للإشراف على التزام الطالبات تعليمات السلامة والآداب العامة داخل الحافلة وإشعار المشرفة بأي ملحوظة تراها، كما تقوم مشرفة النقل في المدرسة بإعداد تقارير أسبوعية عن أداء الشركة المشغلة للمشروع وترفعه إلى الجهة المختصة في إدارة التربية والتعليم، إضافة إلى ذلك فقد إنشاء غرف عمليات في كل إدارة تربية وتعليم، وهي مزودة بأحدث الأجهزة لتقوم بالإشراف والمتابعة اليومية للحافلات أثناء تنقلهن وذلك لحل أي مشكلة من الممكن أن تطرأ أو توجيه حافلات بديلة ويمكن التواصل معها يوميا سواء من قبل أولياء الأمور أو من قبل السكان لإبداء أي ملاحظات على الخدمة المقدمة. وإضافة الى ذلك يعمل المشروع على تأسيس نظام تتبع للمركبات آلياً خارج المدن وفيما بينها وفي بعض الاحيان داخل المدن وستكون هذه الحافلات مرتبطة آلياً بغرف العمليات ليتمكن متعهد النقل والمسئولون في كل إدارة تربية وتعليم من متابعة الحافلة لحظة بلحظة منذ خروجها من الموقف المخصص لها في الصباح وحتى عودتها ظهرا وهذا النظام يسهل من معرفة مكان الحافلة بالتحديد وسرعة توجيهها أو استجابة الفرق الفنية إذا استدعى الأمر لذلك بشكل سريع وخاصة الحافلات التي في القرى أو الهجر وهذا النظام يعد من الأنظمة الحديثة والمطبقة في الكثير من أنظمة النقل العام المتطورة في الدول المتقدمة.