شكّل تنظيم المهرجانات الاحتفالية بعيد الفطر المبارك في العاصمة الرياضوجدةوالدمام والعديد من محافظات المملكة الأخرى فرحة كبيرة لسكان تلك المناطق والمحافظات كون الجهات المنظمة حرصت على توفير الفعاليات التي تضمن قضاء الأسر لأجمل أوقاتها في سعادة وفرحة، ويمضي أطفالهم أوقاتاً مع المرح واللعب واللهو. إلا أن تلك الفعاليات أثارت الحنق لدى أهالي الاحساء من جراء غياب مثل تلك الفعاليات عن محافظتهم التي تحتضن ما يربو على مليون ونصف مواطن! تساؤلات كثيرة وجهها المواطنون عن سبب غياب الاحساء عن تنظيم مثل الفعاليات التي تشهدها الرياضوجدةوالدمام وجيزان وبريدة وأبحر وغيرهم.. تنسيق مفقود كشف الغياب الكلي لمهرجان العيد في الاحساء عن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية في المحافظة، وفي هذا السياق دعا عددٌ من المواطنين والمهتمين ضرورة تشكيل لجنة مشتركة من جميع الجهات الحكومية والأهلية وتضم رجال الأعمال، بغرض التنسيق والإعداد لإطلاق مهرجان شامل وسنوي للعيد أسوة بمهرجانات العيد التي تقام في بقية مناطق ومحافظات المملكة، وأشار أكاديمي (فضل عدم ذكر اسمه) أنه آن الأوان على الجهات الحكومية والأهلية أن تنسق فيما بينها لما فيه مصلحة المحافظة وألا تبقى الأمور تسير وفقاً للاجتهادات الشخصية، كما ينبغي عليهم أن يجعلوا مصلحة الأحساء ومواطنيها في مقدمة أولوياتهم ويحرصون على تنظيم مهرجانات ترفيهية مبهجة في الأعياد ليجعلوا المواطن ينعم بالفرحة بين أهله دون الحاجة للخروج خارج المحافظة. بدوره حمّل رجل الأعمال ابراهيم بن محمد الدوسري اللجنة السياحية في غرفة الاحساء غياب فعاليات العيد لأكثر من أربع سنوات، مؤكداً أن اللجنة من أهم مسئولياتها هو تنظيم حفل للأهالي في العيد كما كانت تعمله في السابق حينما كان الاستاذ عبدالمحسن الجبر يتولى دفتها، وتساءل الدوسري عن سبب تفوق غرفة الرياضوجدة والقصيم والشرقية على نظيرتها في الاحساء وتصديها لتنظيم مهرجانات خاصة بعيد الفطر، وأضاف أن اللجنة السياحية لا تقوم في الوقت الراهن بأي دور للتنشيط السياحي في المحافظة، داعياً إلى أن تضطلع الغرفة بدورها في تنمية القطاع السياحي الخصب في المحافظة، لافتاً إلى أن الغرفة تمثل واجهة لكل منطقة ومحافظة وتضم رجال الأعمال الذين هم الفئة القادرة على دعم مثل هذه الاحتفالية، ودعا ابراهيم الدوسري إلى تشكيل لجنة عليا على مستوى محافظة الاحساء تضم جميع الجهات الحكومية على أن تتولى تنظيم مهرجان سنوي للعيد وليكن تفعيل هذا الأمر بدءاً من العام القادم. البحث عن المتعة المواطن فهد الأقنم قال إن لدى سكان الاحساء شغف وتعطش للفعاليات أيام الأعياد حيث يكون الجميع في أمسّ الحاجة لقضاء وقت ممتع بصحبة الأسرة، وأضاف أن غياب الفعاليات دفع الكثير من أرباب الأسر إلى البحث عن متعة أطفالهم وأسرهم خارج المحافظة، فيضطرون إلى السفر لدخول دول الخليج المجاورة أو القضاء على الملل والرتابة الجاثمة في الاحساء وذلك عبر الذهاب إلى مدينة الدمام أو الخبر. بدوره عزا المواطن سالم الفرحان لجوء الكثير إلى الذهاب الى الدمام أو الخبر أو غيرهما أيام العطل أو المناسبات إلى الغياب الكلي للحدائق في الاحساء معرباً عن أمله في التفاف وزارة الشئون البلدية في دعم بلدية الاحساء لإنشاء حدائق لتكون متنفساً للأسر. ويقول الدكتور سعد الناجم إن غياب الفعاليات ساهم في زيادة نشاط الحركة المرورية في طرقات المحافظة مما ساهم بطبيعة الحال في زيادة الحوادث المرورية سواء أكانت في الطرق الداخلية أم الطرقات التي توصل الاحساء بخارجها، حيث يضطر البعض للخروج بحثاً عن المتعة والراحة. ويضيف الدكتور الناجم أن الاحساء غنية بمقومات السياحة الناجحة،من مواقع تاريخية وطبيعة خلابة تضم الجبال والنخيل والعيون، لذا فهي مقصد للسياح حتى من دول الخليج، إلا أن كل تلك المقومات لا تنفع إن لم تستثمر وتستغل في صالح تنشيط السياحة الداخلية عبر المهرجانات والفعاليات، ولعل مناسبة عيد الفطر المبارك واحدة من أهم المناسبات مبدياً استغرابه من تغييب الاحتفاء بهذه المناسبة بما يعود على المحافظة ومواطنيها بالفائدة. غياب غريب المهندس عبدالله الشايب رئيس جمعية علوم العمران بالاحساء وأحد المهتمين بالقطاع التراثي والسياحي حمّل الهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية الأحساء وهيئة الري والصرف والغرفة التجارية الصناعية بالأحساء مسئولية تنظيم فعاليات سياحية في مثل هذه المناسبات، وتساءل المهندس عبدالله عن سبب غياب الجهات التي تؤسس لحالة الحراك المستدامة في القطاع السياحي، كما أكد على أهمية أن يكون تنظيم الفعاليات موزع على أكثر من موقع في الاحساء وعدم الاكتفاء بتنظيمه في مدينة الهفوف أو المبرز، وفي ذات السياق أبدى عددٌ كبير من المهتمين بالقطاع السياحي في الاحساء استغرابهم الشديد من الغياب الكلي للهيئة العامة للسياحة في محافظة أريد لها أن تكون واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في المملكة والخليج. وختم الشايب حديثه بتوجيه سؤال كبير وهام على جميع رجال الأعمال والمسئولين في محافظة الاحساء، حيث تساءل بالقول: لا أدري كيف يمكننا أن نسوق للأحساء ضمن عجائب الطبيعة السبع في العالم، وحراكنا في هذا الاتجاه أقرب إلى السكون منه إلى التفعيل. البلدية تثير الإعجاب ! العمل الناجح والمنظم لبلدية الاحساء في تنظيم مهرجان صيف الاحساء "حسانا فله"، كان السبب الذي دعا شركات كبرى كأرامكو أن تتولى الرعاية الماسية للمهرجان. نشاط البلدية وجهودها البارزة لم يقف عند تنظيم مهرجان الصيف، بل إنها عمدت وبجهودها الذاتية إلى إحداث نقلة نوعية رائعة على شاطئ العقير لتهيئته لاستقبال المواطنين وأسرهم خلال المناسبات والعطل الرسمية، فحولت الشاطئ إلى لوحة فنية خضراء، وراحت تعمل صباح مساء لتطوير الشاطئ على مراحل متسارعة، حتى بات لدى أهل الاحساء متنفساً يهربون إليه متى ما احتاجوا إلى رؤية زرقة البحر ونسيمه العليل وهدوئه المريح. اجتهادات فردية في ظل الغياب التام لأي فعالية على مستوى المحافظة، اضطرت العديد من القرى (وبجهود فردية محضة) لتنظيم احتفال متواضع هنا وبعض الفعاليات هناك، ويشير الدكتور سعد الناجم إلى أن غياب الفعاليات في مناسبة سعيدة كعيد الفطر أجبر بعض الجهات الخيرية وبعض الأندية لتنظيم فعاليات فردية متواضعة، وفي هذا السياق حث الناجم أهالي الاحساء من مسئولين ومواطنين على جعل حب الأحساء هو همهم الأول ورفع أسم الاحساء والبعد عن الأنانية وحب الظهور. وعلى صعيد الجهود الفردية أعتاد أهالي القارة تنظيم حفل أطلق عليه فرحة العيد، وعن هذا أوضح ل (الرياض) ع. ش أنه أراد أن يدخل على أهل قريته (سيّما الأطفال) الفرحة فبدأ بالإعداد لاحتفال خاص يقيمه يوم العيد فقط يشتمل على ألعاب ومسابقات وتوزيع هدايا وجوائز، ويشير إلى أنه يشعر بالألم والمرارة عن غياب الجهات الحكومية في الاحساء عن تنظيم فعاليات خلال أيام العيد الذي هو يوم فرحة وبهجة والأسر بحاجة للذهاب إلى الأماكن.