تأتي مناسبة اليوم الوطني اليوم الثامن والسبعين في عهد جديد من عهود الخير والنماء المتواصلة بمشيئة الله، حيث تتزامن مع مرور ثلاثة اعوام على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ملكاً للبلاد ومن الطبيعي ان نتذكر بهذه المناسبة العظيمة الذي اعلن فيه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عن توحيد المملكة تحت راية التوحيد وقيمة الجهد الكبير الذي بذله على مدى ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمان في سبيل هذه الوحدة التي نجني اليوم وفي المستقبل بإذن الله - ثمار تماسكها، ومن الضروري ان نستشعر عمق فكر هذا الرجل ورؤيته للمستقبل، بإيجاد وطن قوي متماسك له مكانته على الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال رؤية سياسية واقتصادية تسعى لخدمة البشرية في كل مكان. إن مناسبة اليوم الوطني فرصة مواتية وغالية لاسترجاع واستذكار المنجزات الوطنية على المستويين المعنوي والمادي التي تحققت بوقت قياسي قل ان يحدث في مكان آخر من هذا العالم، واتخاذ ظروف وشروط نجاح هذه المنجزات المتعددة وقوداً ونبراساً لاقتحام المستقبل بمتطلباته المتغيرة بثقة وبتمكن من إدارة ادواتنا المدنية والحضارية وإنجاح التطلعات القادمة. لقد استطاع القائد الباني - يرحمه الله - ان يوحد هذه المساحات الشاسعة في دولة واحدة ترفع علم التوحيد وتطبق شرع الله، وتخدم الحرمين الشريفين، وتدعم الدعوة في كل مكان، وتبني الإنسان السعودي بناءً عصرياً من خلال الاهتمام بالصحة والتعليم والاقتصاد والأمن ناهيك عن الاهتمام بالأمن المائي والغذائي والثقافي. نعم لقد تحول المجتمع القبلي المتفرق، والمتناحر بفضل الله، ثم بفضل جهود الدولة الى مجتمع متحضر يتميز بالوعي، والثقافة، والعلم ويعمل على غرس جذور الثقافة الحديثة على امتداد ساحة الوطن مع تمسكه بالثوابت التي تتمثل في دينه الحنيف، وعاداته المتميزة، وموروثاته الغالية ناهيك عن اعتزازه بانتمائه العربي والإسلامي. واليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة نجدد البيعة والولاء والطاعة لهذه البلاد وقادتها ولا نملك الا الدعاء لله والابتهال له جلت قدرته ان يحفظ على هذه البلاد وأهلها الأمان والرخاء والاطمئنان، وأن يحفظ للوطن قادته الأبرار، الذين جعلوا أبناء هذا الوطن في أولويات اهتماماتهم، فعملوا على تحقيق افضل المستويات المعيشية لهم، في الوقت الذي يحرصون على ان يكون الوطن بمنأى عن الصراعات والمشاحنات، بمثل ماهو بمنأى عن المزايدات، وذلك كله مع العمل الدؤوب المخلص لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية ونصرة قضاياهما العادلة. *حفيد أحد رجال الملك عبدالعزيز