الحديث عن الوطن، واليوم الوطني حديث جميل، ويزداد جمالاً حين ينتقل من مستوى الكلام إلى مستوى التطبيق. يستطيع المواطن أن يعبر بأجمل الأشعار عن حبه لوطنه، ويستطيع أن يبدع في كتابه مقطوعة نثرية أخاذة تظهر مشاعره تجاه وطنه. ويستطيع الرسام أن يرسم بريشته لوحات وطنية صادقة معبرة. هذا سلوك جميل، والصورة الوطنية الجميلة تحفز مواهب المبدعين فالمنجزات الوطنية وأحلام الوطن وطموحاته تستحق إبداع المواطن في كافة المجالات، فالوطن معين لا ينضب من العطاء وتدفق الإنجازات الحضارية.. المواطن الذي لا يمتلك موهبة الكاتب ولا الشاعر، ولا الرسام، كيف يعبر عن حبه لوطنه؟ إن الصورة الجميلة تكتمل بسلوك المواطن سواء كان ينتمي إلى أصحاب المواهب أو كانت لديه مواهب عادية. الصورة تكتمل بالسلوك تجاه واجبات المواطن الرسمية أو التطوعية أو واجبات المواطن كعضو في المجتمع . في العمل الرسمي تتمثل الوطنية المنبثقة من الثقافة الإسلامية في الإخلاص والنزاهة، والعدالة، وإتقان العمل. وفي العمل التطوعي يشارك المواطن ويساهم في خدمة المجتمع تعبيراً عن حبه لوطنه وحبه لعمل الخير. والمواطن كعضو في المجتمع يعبر عن انتمائه وولائه بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية والتفاعل مع قضايا المجتمع والقيام بدوره في خدمات عامة تخدم الجميع مثل النظافة، والأمن، والإغاثة. الوطن مجتمع عماده الأفراد وحين يبدأ كل فرد بنفسه ويتأمل مسيرته ومساهماته في عملية تقييم ذاتي سوف يجد آفاقاً رحبة من ميادين العمل. في اليوم الوطني نعتز بالوحدة الوطنية والمنجزات الحضارية ونعتز بالقيم الأخلاقية التي تنطلق منها سلوكياتنا وكم هو جميل أن تستمر هذه المشاعر طيلة الأيام. نريد في اليوم الوطني وفي غيره من الأيام أن نحافظ على مكتسبات الوطن. نتطلع إلى جودة الأداء. نحافظ على البيئة، نحرص على الشفافية، نحترم القوانين والأنظمة، نجدّ في البحث العلمي، نخدم المجتمع من خلال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات، نطور الخدمات الصحية، وإجراءات الأجهزة العامة، وننجز المشاريع التنموية حسب الجدول الزمني المحدد والمواصفات المحددة. هذه أهداف تتحقق عندما يبدأ الفرد بنفسه أما إذا كان يكتفي بممارسة النقد عن بعد ويجيز لنفسه أن يخترق الأنظمة بمبررات يسقطها على عوامل خارجة عن الذات، فإن الوطنية هنا تكون ناقصة. الوطن يقدم الفرص، والمواطن الحق يستثمرها ليشارك في البناء كل حسب موقعه وقدراته وإمكاناته وكم هو جميل أن نستثمر اليوم الوطني لتقديم جوائز الدولة التقديرية في كافة المجالات لمن يستحقها وأن يتحول هذا اليوم الى مهرجان وطني للتكريم وعرض طموحات وتحديات المستقبل.