بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها .. بجبالها الشاهقة وسهولها ووديانها وشواطئها الساحرة.. وصحاريها وواحاتها الجميلة التي تنتظم البلاد طولا وعرضا وطن كبير يسع الجميع.. ويحتويهم بأحضانه.. لا فرق بين مواطنيه بمختلف مشاربهم وأفكارهم ورؤاهم ومعتقداتهم.. وتوجهاتهم. وطن يحتوي أبناءه ويرعاهم.. أرضه ذهب.. وسماؤه صفاء ونقاء .. وهواؤه شفاء.. مهما بعدنا عنه يظل عشقه والشوق له يضطرم في الصدور.. وطن ومواطنون قصص من الحب والعشق.. أسفار يخطها التاريخ بحروف من ذهب لمواطنين يعشقون وطنهم في كل الأحوال. الوطن الشامخ الذي وحده وبنى كيانه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - يرحمه الله - لا يفرق بين مواطنيه.. على أساس عرقي أو طائفي أو عقدي أو فكري.. وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله أن الدولة لا تصنف مواطنيها.. فليس لدينا ما يسمى بالإسلامي أو الليبرالي وغيرهما من التصنيفات التي تدخل في سياق المحاولات الفاشلة لتفريق أبناء البلد الواحد.. فكلهم مواطنون سعوديون لهم نفس الحقوق وعليهم الواجبات ذاتها .. لافرق بينهم إلا في حجم المهام أو المسؤوليات.. ويبقى الميدان رحبا فسيحا لمن يريد تطوير نفسه والتقدم للأمام.. ومفتوحا لمن يمتلك الطموح والإرادة. وطن ينبذ التشدد والتطرف والغلو ويمقت العنف والإرهاب.. أنه بلد آمن،ووطن سلام ومحبة هكذا أراد رب العالمين لهذه البلاد استجابة لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام.. كيف لا وهي بلد المقدسات ومهوى أفئدة المسلمين عمّارا وحجيجا ومصلين يتجهون إليها خمس مرات في اليوم والليلة. وطن يسع الجميع حيث الالتفاف من أهل المدن والقرى والأرياف والبوادي في إطار وحدة وطنية فريدة تجمع ولا تفرق تحت لواء واحد.. وقيادة واحدة.. ليغدو مجتمعا سعوديا "لا شرق ولا غرب.. لا جنوب ولا شمال.. بل وطن سعودي واحد". هكذا أرادت قيادة هذا الوطن الحكيمة منذ زمن طويل.. ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية.. ويظهر كل ذلك في وحدة أجهزة الإعلام.. وتكريس هذا المفهوم الوطني في المناهج الدراسية.. ومحاربة الطبقية.. والفئوية ليبقى الانتماء للوطن الذي يسع الجميع.. كل من يعيش على هذه الأرض المباركة من المواطنين له الحق الذي كفلته الدولة لابنائها كمواطنين دون النظر لأي اعتبارات قد يحاول البعض من المتعصبين ترسيخها لبث الفرقة وإحياء النعرات والشحناء والتباغض والتنافر بين أبناء المجتمع الواحد. وهذا الوطن الذي يسع كل أبنائه فتح ذراعيه لكل المقيمين من أبناء الدول الأخرى عربية أو إسلامية أو أجنبية وأتاح لهم فرص العمل الشريف ليسهموا مع المواطنين في البناء. ونحن نحتفل باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بلادنا الغالية لا نجد ألا وطنا يسع الجميع.. وقيادة حريصة على شعبها.. وطامحة لبناء مستقبل مشرق بإذن الله.