أسوأ ما يصيبك بالصدمة والذهول أن تذهب لمكان تروح به عن نفسك بصحبة عائلتك وتخرج منه بحسرة وندم لأنك وبكل شفافية ووضوح قد تعرضت للسرقة عيني عينك والابتزاز بلا رقيب ومع كل ذلك لم تجد ما يسرك أو ما تطمح إليه عندما دفعت من مالك بكرم وبابتسامة عريضة. ولكي لا أطيل عليكم بمقدمتي التي لو تعدت مقدمة ابن خلدون فلن تعبر لكم عن مدى أسفي ودهشتي واستيائي. كل ما بالأمر أنني توجهت ذات يوم مع عائلتي وبعض الصديقات لتمضية بعض الوقت طلباً للمتعة والترفيه بإحدى صالات الألعاب المعروفة بمدينة الرياض. وعند الباب طلب منا دفع الرسوم المطلوبة وهي مبلغ 30ريال شامل الدخول واللعب لكل شخص ولم يشفع لنا قولنا بأن الكثير منا لن تستخدم الألعاب ولن تستفيد سوى الجلوس على أقرب مقعد وتناول القهوة بجلسة مريحة مع العائلة بل اكتفت الموظفة بقولها: ادفعي أو ارجعي هذا هو النظام. طبعاً دفعنا المبلغ كما دفع غيرنا بلا نقاش باعتبار أننا سنرتاح من الدفع لكل لعبة يطلبها الصغار أو الكبار ولكن المصيبة كانت بالداخل أكبر من استيعابي لها. حيث إن الألعاب أغلبها قد تعطل منذ ما يقارب الشهر ونصف لا تعمل (كسيارات التصادم والقطار).. والبقية منها ألعاب تخص الصغار جداً وبعض الإلكترونيات التي سلمت من العطل وقد اصطف خلفها طوابير من الأطفال.. ودورات المياه أعزكم الله لا تعرف النظافة.. وفي صالة الثلج وهو الأهم بالمركز الترفيهي كانت المفاجأة حيث لا بد من دفع نفس المبلغ المدفوع مرة أخرى ولمدة ساعة فقط.. ولأنها كانت الخيار الوحيد لبعض الفتيات حيث أصرت كل واحدة منهن على خوض التجربة دفعن المبلغ وبالداخل لم يجدن اللباس المخصص لتلك الأجواء الباردة حيث إن الجميع بالداخل قد تقرفصت أجسادهم وانكمشت وهي تنحدر من علو الجبل الجليدي الصناعي لأسفله بينما أخرى تردد بسخرية (على بالهم يقلدون القرية الثلجية بدبي). هذا غير ما يباع بالداخل من المواد الغذائية بأسعار فلكية فما يباع بالخارج بريال لديهم بريالين وبضاعة أبو ريالين من (الألعاب) تباع الواحدة منها بعشرة ريالات. كل ذلك يهون أمام سيارات صغيرة تؤجر ليركبها الطفل ويتجول بها حيث إن والدته تدفع مجبرة أمام إصراره ولكم أن تتخيلوا السعر (الخمس دقائق بعشرة ريالات) ولن تكفيه بالطبع خمس أو عشرين دقيقة. والمضحك المبكي أن تأتي إحدى عاملات المحلات وبيدها بطاقات سوا للشحن حيث تبيع بطاقة الخمسين ريال بستين فتشتري منها المرأة البطاقة وهي قد جلبت لها من المحل الجاور للصالة بربح عشرة ريالات. قد يسخر مني البعض ويقول لم تأت بجديد إن ما يؤلمني بالأمر أنه ليس بجديد وإن ما يحدث قد أصبح مألوفاً بكل مكان يخص النساء. لست أدري لماذا نحن النساء نقع دائماً ضحية الابتزاز والاستغلال كل مكان بجديد وإن ما يحدث قد أصبح مألوفاً بكل مكان يخص النساء. لست أدري لماذا نحن النساء نقع دائماً ضحية الابتزاز والاستغلال كل مكان نذهب إليه ونجد به الخصوصية التامة نجد المزيد من عمليات الاحتيال والمبالغة بالأسعار أضعاف مضاعفة.. بالمشاغل ومحلات الملابس والأحذية والعطور وصالات الألعاب والطلبيات الخاصة و.... و.... إلخ. ولماذا لا توجد لدينا كبشر مرافق تامة منوعة الخدمات خاضعة للرقابة وحماية المواطن تليق بنا كأجساد تعمل طيلة العام وتحتاج للترويح وتحترم عقولنا عندما نبحث عن متعة. لأنفسنا أو صغارنا عوضا عن السفر لا نجد ما يناسبنا ذوقا أو مادة. فيشد البعض منا الرحال مكرها لأبعد بقاع الأرض بحثاً عن ذلك.. هل من مجيب على تساؤلي. وكل عام والجميع بخير اللهم لا تحرمنا من صيام رمضان ومتعة الغفران.