لماذا يهرب السعوديون للسفر بكل إجازة سواء للدول العربية أو الغربية ,إجابة هذا السؤال سهلة لا تحتاج للبحث والسؤال فما عليك سوى السفر لمدينة ما داخل المملكة ثم اكتشف بنفسك الجواب إذا لم تكن تعرفه مسبقا . بداية عند السفر للمنطقة الشرقية برا على سبيل المثال لا الحصر ستصاب بالغثيان من تدني وسوء خدمات وقذارة المرافق الصحية والمساجد الموجودة بالمحطات على الطريق والتي تفترشها النفايات من أوراق وبقايا أطعمة وأتربة متراكمة .والجدران المشوهة بالكتابات والأرقام . وعند البحث عن السكن المناسب داخل المنطقة ستبحث عن أفضل الشقق أو الفنادق أو الشاليهات ولن تجد أمامك سوى دفع آلاف الريالات خصوصا بالمواسم والأعياد ومع كل ذلك فالخدمات المقدمة لك متواضعة لا تصل للمستوى المطلوب أو تقاربه . وعند التنزه بأجواء حارة لن تجد بدا من الجلوس على الكورنيش الأنيق والتصبب عرقا فلا بديل لذلك شئت أم أبيت..فلا أماكن للترفيه راقية ولا صالات مغلقة للألعاب والطعام تستوعب الزحام بعدد كاف ولا خيارات متعددة تغريك بالدفع ومع ذلك ستدفع من أجل أن تمضي الرحلة على خير وتعود على خير . وعند الذهاب للمصايف فحدث ولا حرج أسعار خيالية بشقق مستهلكة ذات فرش قديم متواضع ومتنزهات بلا دورات مياه أو مطاعم وأماكن لا تليق بأسرة جربت ورأت دولاً عدة فأصبحت ذات وعي تميز الجيد من الردىء . لم نعد كما كنا ولا أنسى أول مرة سافرت بها للطائف عندما كنت صغيرة وكانت هي رحلتي الأولى ذات إجازة وكيف كنت مندهشة من روعة الأجواء وأشجار الصبار والبرشومي والرمان وبعض الخضرة بين الجبال وتناثر الغيمات . ولكن عندما رأيت ماعند الغير وقارنت وجدت بأننا نحبو على ساحة التطور وإن استمر بنا الوضع لن نجد حلا ولن نقف أمام تسرب المليارات كل عام للسياحة بالخارج . بيئتنا الصحراوية الملتهبة بالجفاف والحرارة وضغوط الحياة والعمل تدفع الكثير من الأسر للهرب بأقرب فرصة للتنزه والاستمتاع بما جمعته من مال مخصص للسفر والسياحة .وعندما لا تجد البديل بالداخل ستكون وجهتها بلا شك لبلاد أخرى تشد لها الرحال. ومع التطورات الأخيرة سياسيا والثورات التي ما تزال تلون الربيع العربي بالدم والقتل قلت الفرص والخيارات بالسفر وأصيب بعض الناس بالتردد والخوف من السفر للخارج وكانت تلك فرصة لم تستغل لتطوير بعض تلك الخدمات الضرورية ولا أقول الكمالية لصعوبة تحقيقها.. من نظافة للمرافق العامة وتعدد أماكن الترفيه وتنوعها وحسن توزيع الوجبات السريعة بكل مكان لتغطي الاحتياج. وما الذي يمنع من وجود محطات نموذجية على الطرق السريعة تجمع بين مطاعم الوجبات السريعة والمساجد النظيفة والتموينات المنظمة والجلسات الجانبية لتناول الطعام كي لا نصاب بالدهشة ونشهق كل مرة نقف بها على المحطات السريعة عند دخول دولة كالإمارات الشقيقة ..تلك المشاريع البسيطة تكسب ذهبا فلم لا يتم إيجادها احتراما لإنسانيتنا ومراعاة لظروف من اضطر للسفر عبر تلك الطرق البرية.