"قد يكون الرجل دميماً، ولكن ما دام يملك المال فبوسعه أن يشتري لنفسه أجمل النساء، والمال أصل كل الشرور". أحداث السوق: رد فعل السوق (سوقنا أصبح فعلا ورد فعل في الغالب) بدخول الأجانب وفق ما أعلنت هيئة سوق المال، انعكس إيجابيا على المؤشر وأسعار الشركات "القيادية" والاستثمارية فقط، وظلت أسهم المضاربين في غالبها تحاول وتنازع الحراك ولكن حتى الآن تفتقد الزخم والرغبة في التعامل معها من خلال المتداولين، ولعل الاغراء الأكبر والآمن حتى الآن في أسهم استثمارية واعدة كمستقبل يدعم الاستثمار بها على حساب أسهم مضاربة مبالغ بأسعارها حتى الآن بنسب كبيرة جدا، فمثال بنك الانماء وكيان وزين ومعادن أصبح سيفا مسلطا على أسهم المضاربة، فهل الأفضل شراء سهم مضاربة في قطاع التأمين وخاسر بسعر 100أو 120ريالاً على حساب أسهم مثال ذكرنا الانماء وكيان وزين ومعادن؟ لا منطق هنا إلا مضاربة ومضاربين، فتأسيس المحافظ الاستثمارية حتى وان كانت قصيرة الأجل من 6- 12شهرا أفضل من أسهم مضاربة تتقلب وتتذبذب أسعارها بنسب 50و 60بالمائة؟ الفرص كبيرة في السوق وأسعار مغرية مع كل تراجع والزمن كفيل بها. خبر هيئة سوق المال رغم شروطه المحافظة على الاستثمار الأجنبي وهذا مميز جدا من هيئة سوق المال ويسجل لها، واستفادت من دروس الأسواق المجاورة ومعاناتها، وهذا ما سيعزز أن الدخول للشراء والاستثمار في السوق السعودي ليس بسهولة الخروج منه، فكل سهم يتحرك ببيع وشراء مرصود، ومن خلال شركات الوساطة، وتقارير تنشر، وهذا ما يميز هذا التغير الذي انتظر كثيرا، أي دخول مؤسسي لا كما يحدث في أسواق أخرى. هذا ما نفترضه ونطالب به، أن يطبق بالطبع بدقة وحزم وقوة لأن تبعات مثل هذه القرارات ذات حساسية عالية جدا، وهذه المحافظ أكثر هروبا وخروجا في حال ظهور أي بوادر سلبية في السوق أو السوق العالمي، أو أن تكون وجدت فرصة في أسواق أخرى، فهي أموال متنقلة (لا نقول ساخنة) وتبحث عن فرص، كما هو السوق الأمريكي أصبح يملك الفرص الكثيرة الفترة الماضية بسبب تراجع الأسواق وأزمة الأسواق لديها وفي العالم ككل. قطاع المصارف بقيادة سامبا والراجحي وسابك والاتصالات كان لها الأثر بارتفاع السوق ووصل لمستويات مقاومة قوية كانت تعتبر أكثر قوة كدعم في الفترة الماضية، وهذا ما يعزز قوة هذه المستويات كمقاومة ودعم، فإما استمرار صاعد وإيجابي وهذا ليس مفضلا الآن بعد الموجة الصاعدة القوية والسريعة، فيحتاج المؤشر للتهدئة وتخفيف قوة المؤشرات المتضخمة الآن، وحتى يستعد زخمه وقوته للاستمرار الصاعدة، وهذا ما يفترض أن يكون في حال الاستمرار أعلى من مستوى 8.856نقطة كمحور دعم مهم في هذه المستويات. وكثير من الشركات أثبتت قوتها ورد فعلها السريع حين وصلت لمستويات دعم رئيسية كسابك وسامبا وبنك الرياض والراجحي والاتصالات وزين واتحاد اتصالات، وهذا ما يعزز ثقة المستثمر أنها مغرية في هذه الأسعار، ولكن الأهم هل الأفضل الاحتفاظ أم البيع مع تحقيق أرباح مجزية تفوق 15% خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة، هذا ممكن لكن غير الممكن أن تكون بكميات كبيرة واستراتيجية ونهج مضاربي لا أكثر وغير مؤسسي، والدليل هو عدم الاستمرار بتحقيق المكاسب أو الأرباح السعرية التي تتحقق. المؤشر العام حقق ارتدادا سريعا بطريقة حرف "V" وهذه معروفة فنيا، وكانت متوقعة دعما بخبر هيئة سوق المال، وكان الدور الأكبر للقطاع المصرفي (الحلقة الأسهل) وسابك (الأصعب). وهذا ما عزز قوة المؤشر بالارتداد، والأهم أن قيمة وحجم التداول ليست كبيرة فهل اما ضعيفة أو اقل من المتوسط، هذا منطقي لأنها ارتكزت على القطاع المصرفي الشحيح عروضا وطلبات عدية الراجحي والانماء، ولكن كان هناك دور كبير ساهم به سامبا وبنك الرياض، ضعف التداول وارتفاع السيولة أعلى من المؤشر (مرفق شارت) يبين ان حالة الضعف بدأت، وهي نتيجة لما حدث الأربعاء، وأن التهدئة هي السمة القادمة وهذا جيد، فدعم أول 8.857نقطة ثم مستوى 8.718نقطة ثم 8.313نقطة، فجوات كبيرة لحدة التذبذب، لا ننسى ان المؤشر العام تجاوز متوسط 50يوماً بشمعة واحدة ويوم واحد يوم السبت، وهذا تحد كبير ومحل اختبار ليس ليوم أو يومين بل للأيام القادمة، وهذا يعني صعوبة كبيرة أن تتجاوز متوسط ثقيل بشمعة وجلسة واحد، فهي تحتاج وهذا أفضل للاختبار أمنا بالارتداد والعودة صعودا أو كسرها والانخفاض وهي الآن عند مستوى 8.718نقطة حتى الأربعاء الماضي، فالشموع الطويلة بيوم واحد وتكسر مقاومات مهمة، تكون تحت النظر والدراسة والمتابعة، فهي لا تعني شيئا ان فقدت ما كسبته في الجلسات السابقة، ننتظر الأيام القادمة ما سيحدث ولكنها ستكون صعوبات كبيرة. بداية زين وقطاع الاتصالات: دخول المشغل الثالث، بحملة تسويقية عالية الكفاءة، ويكفي أن تجد نقاط بيع "زين" مزدحمة من أول الصباح، لم أكن اتصور أن تقوم "زين" بما قامت به، ولا أعتقد المنافسين توقعوا حملة "شهر عليك وشهر علينا" وهذا يعني أن "زين" ضمنت 100% ما يقارب 500ألف عميل من أول يوم، لدرجة يستحيل أن تجد خط الآن من "زين" وفق هذه الخدمة المميزة، وأيضا الشريحة الموحدة وغيرها من المميزات والخبرات التي ستأتي تباعا، حين نتحدث عن تحليل وماليا، يعني ذلك بداية قوية، ونتوقع خلال شهر أن يقارب مشتركو "زين" وفق هذا النمط من الحملات ما يقارب مليون عميل، ونفترض متوسط استهلاك 300ريال أي دخل شهري 300مليون، وغيره مما سيدخل من عملاء جدد من شريحة موحدة وغيرها، هذه الأرقام المالية هي اقتطاع من المشغلين الآخرين، أي تأثر دخل الآخرين بهذه الايرادات وسيكون أكثر وضوحا ليس الربع الثالث بل الرابع، والثالث قد يظهر شيئا من الأرقام لكن المحك هو الربع الرابع وما بعده، من ذلك سيكون هناك "حرب" أسعار رغم نفي الشركات حرب الأسعار. ولكن كيف سيكون استقطاب المشتركين بدون تميز سعري وعروض، وإلا لما قامت منافسة. سهم زين الآن بالعشرينات، ومن يقدر ويقرأ ماليا توقعات الشركة كمستثمر، وما تملك من عمق استراتيجي من خلال شركة أم تعتبر رابع شركة في العالم، والأولى في المنطقة من حيث التغطية والعدد، يعني وضع زين بالحسابات مهم، وتأثيرها على المشغلين الآخرين أيضا يعيد الحسابات ما لم يقوم المنافسون بمحاولة تعظيم إيراداتهم ومصادر دخل متجددة مستمرة. الأسبوع القادم : ارتداد حاد وسريع من خلال البنوك وسابك تزامن مع قرار هيئة سوق المال، استمر بوتيرة سريعة جدا، لم تستند على أرقام مالية كمحفز، بل استندت على منافسة وكسب سريع يتحقق، فهل تصمد هذه المكاسب؟ من خلال بعض المؤشرات الفنية، سيكون المؤشر اكثر هدوءا لكن لا يعني العودة للأسعار السابقة سريعا على الأقل الأسبوع القادم، فقد حقق مكاسب ممتازة للقيادية، وتراجعها سيكون إيجابيا في نطاق الحفاظ على المكاسب، لكي يمكن للمؤشر أن يحافظ على المكاسب، ويستمر دعم المؤشر تدريجيا. يواجه المؤشر الآن مقاومات "أسبوعية" مهمة، وهي أولا عند 9.074نقطة (متوسط 100يوم) ثم 9.274نقطة تعادل 165يوماً هذا من خلال المتوسطات وآخرها 9.400نقطة عند مستوى 200يوم. الدعم الآن يقف عند مستوى 8.718نقطة تعادل 50يوماً، و 8.550نقطة 30يوماً. أما بقراءة فيوناتشي فهي تتضح من خلال الرسم على الشكل الفني المرفق للمؤشر العام. ولكن هل المؤشر العام سيحافظ على المكاسب التي حققها؟ هنا تحد كبير، فلا أرقام مالية تدعم ذلك فأسهم المضاربة من تأمين وغيرها، هي في مستويات سعرية غير مستحقة أساسا، فهي تظل مضاربة ولا علاقة لها بالمستثمر الأجنبي، وهذا يعزز قوة الاستثمار على المضاربة على الأقل الفترة الحالية وعلى المدى المتوسط. سيواجه المؤشر تحديات الدعم والمقاومة في ظل عدم وجود محفزات رقمية مالية فقط قرار هيئة سوق المال وهذا سيكون محكا مهما خلال الأسابيع القادمة في القدرة على الصمود وتحقيق المكاسب. وبداية تداول رمضان الكريم بداية من الاثنين تقريبا، سيكون سيطرة الهدوء الغالب ولكن الأثر لا أجد له مبررا نهائيا كما يشاع كثيرا، فرمضان كبقية الشهور من عمل وانجاز ولا يعني شيئا آخر عدا العمل. أهم ما سيواجه المؤشر العام الأيام القادمة هي المحافظة على المكاسب، ولا يزال هناك شركات استثمارية جاذبة، وأيضا أكثر من ثلثي السوق أسعار مبالغ بها وغير مستحقة رغم وضع المؤشر والقيم المستحقة له والعادلة. التحليل الفني للسوق: المؤشر العام أسبوعي: على الأسبوع نلحظ المؤشر العام لازال داخل وتد أقرب للمثلث قاعه يقارب 7200- 7400نقطة ولم يخرج المؤشر من إطار هذا الوتد الهابط، وهذا يعني أن آخر شمعة أسبوعية كانت سجلت قمة وهي 9000نقطة تقريبا، وهي الآن مقاومة مهمة، وتجاوز هذا المثلث أو الوتد يعني اختراق صعودا مستوى 9000نقطة وهذا مهم والبقاء أعلى من هذا المستوى، ولكن المؤشرات الفنية الآن متضخمة نسبيا، ولتهدئة هي الأفضل واستئناف الموجة الصاعدة التي سيكون هدفها 9.411نقطة أن قدر له الاستمرار، فأي استمرار بالصعود بدون جني أرباح وتصحيح سيكون سلبي العواقب في حال حدوثه. ونلحظ الأسوأ هو القاع السابق الذي وصل له المؤشر الآن وهو 7.810نقاط تقريبا، وهذا قراءة أسبوعية، هذه يفترض الآن لا يصل لها هبوطا ويبدا بتكوين مسار صاعد جديد على اليومي والأسبوعي. دائما لا تكون مريحة "فنيا" الشموع الطويلة ويظهر أثرها خلال أسبوعين أو ثلاثة، نراقب ونشاهد ما يمكن أن يحدث. القطاع المصرفي: القطاع المصرفي كان بمسار هابط منذ بداية السنة كما نلحظ من الرسم الفني، ولكن الآن ومع قرار هيئة سوق المال، كان الأكثر حساسية، وخرج من المسار الهابط وحقق قفزات سعرية مهمة، ولكن السيئ هنا هو سرعة وحدة الارتفاع تتجاوز زاوية 60درجة وهذا غير جيد، حيث يجب أن يشكل مسارا صاعدا مابين 35و 45درجة وليس أكثر من ذلك لأنه سيعقبه تصحيح حتى ولو بعد حين، فأي تجاوز للمسار والترند الصاعد يتجاوز 18% سيكون مصيره التصحيح حتى وأن ارتفع ويكون بحدة بالطبع. تراجع القطاع المصرفي كأنه كان ينتظر القرار من هيئة سوق المال، فبعدها عكس بحدة عالية وكان بعد تراجعات حادة. المؤشر العام والسيولة والكميات: نلحظ من هذا الرسم الفني أن المؤشر العام وصل مع مستوى السيولة لمستويات مرتفعة الآن وتشكيل قمة، وأن حدث ارتداد للأعلى ثم تراجع أي قمتين مترادفتين سيكون مؤشرا سلبيا، فمستوى السيولة الآن مرتفع، لدرجة يضعف معها الزخم بقوة الصعود والحاجة لتهدئة وتخفيف المؤشرات المرتفعة فنيا، وهذا ما أكدنا عليه سابقا أي تضخم المؤشرات. فنلحظ حين تصل السيولة لمستوى 80مع الكميات يب\أ الضعف وأي تجاوز لمستوى 80يعني مع تراجع الكميات يعتبر مؤشرا سلبيا، وهي تعني خروجا للسيولة للمضاربات اليومية. نلحظ قبل الوصول للقمم في المؤشر تبدأ الضعف في الكميات، وحين نربطها بالمتوسطات أيضا نجد تأكيدا وضعفا ومؤشر RSI يعطي انحرافات سابقة قبلها، فالتحليل الفني يسبق التراجعات وهذا مؤكد من خلال التحليل الفني الصحيح وليس التحليل الفني الخاطئ. الأشكال هنا ارتفاع في مستوى السيولة وثبات وتراجع للكميات، وهذا غير داعم للسوق حتى الآن .و تركز النشاط في القياديات فقط، هذا محل قراءة وتحليل وأصبح السوق الآن تم تجزئته وفرزه. أيضا نلحظ المؤشر العام بمسار هابط حتى الآن ولم يخرج من الترند الهابط الكبير حتى الآن، أي الخروج من حالة الضعف للسوق، فهي مهمة هذه المستويات للمضاربين. وذكر الهدف السابق وهو 9.411وهي قمة الترند ويصعب تجاوزها واختراقها حتى الآن وسيكون تحديا مهما، ولكن ان لم يتم الأسبوع القادم سيقل الهدف الأسبوعي للأسبوع التالي، وهذا جيد، للبحث عن مستوى أضعف للاختراق. المؤشر العام والوتد: وضعنا وتدا أسبوعيا، وهو امتداد لليومي، والآن قمة المؤشر اليومية خلال الأسبوع الماضي 9.001نقطة وهي مقاومة الآن، وتجاوز هذا الوتد يعني الإغلاق أعلى من مستوى 9.50نقطة على الأقل، وهذا يعزز أن الحاجة لتجاوز الوتد لازال مبكرا نسبيا، والمؤشر بحاجة للتهدئة واكتساب زخما جديدا لاختراقه وهذا ما سيكون مراقبته ومتابعته خلال الأسبوعين القادمين. نلحظ الارتداد الحاد لم يشكل مسارا أو ترند صاعدا حتى الآن، وهذا يعني الحاجة لتشكيل مسار صاعد جديد بعد التراجعات الحادة خلال الفترة الماضية. والمؤشر على اليوم شكل دعما الآن إيجابي وهو مستوى 8.777نقطة وهي تعادل مستوى 61.80فيبوناتشي، والمقاومة الأخرى هي الآن تقف عند مستوى 9.370نقطة. مستوى RSI حتى الآن إيجابي على اليومي فلا زال أعلى من مستوى 50ولكن الأسوأ هو تشكيل قمم هابطة أو مترادفة وهذا يعني حالة ضعف للمؤشر العام. وبالتالي التراجع، وهذا سيحتاج وقتا وزمنا، نلحظ مسارا صاعدا إيجابيا (اللون الأحمر) قاعة القاع السابق وهو 7.810نقاط رغم أن ملامسة هذه الترند مرتين وهذا ما يضعه ليس المسار الصاعد الذي يمكن الوثوق به مالم يكن هناك تقارب بين الترند والمسار وليس بالفجوات التي تتم.