صدر مؤخراً الجزء الثالث من كتاب (سالفة وقصيدة) للراوي المعروف محمد الشرهان، وقد واصل في هذا الجزء توثيق الكثير من القصص والأشعار الشعبية بذات الأسلوب الذي اتبعه في الجزأين السابقين؛ وتضمن هذا الإصدار قصص العديد من شعرائنا الكبار الذين لم تنل أشعارهم ما تستحقه من الاهتمام كعبدالمعين بن ثعلي العتيبي، وحاضر بن حضير العازمي، وعلي بن عبدالرحمن أبو ماجد،وعلي القري وغيرهم. وتميّز هذا الجزء بوجود تصحيحات وإضافات على بعض القصص والقصائد المشهورة، إذ نجد فيه تصحيحاً لنسبة القصيدة التي يقول مطلعها: البارحة يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا كل مكنون حيث يُثبت الشرهان بأن القائل الحقيقي لهذه القصيدة هو الشاعر محمد بن مسلم وليس نمر بن عدوان؛ كذلك نجد في هذا الجزء معلومات إضافية عن الشاعر راشد بن عبدالله الدباس وقصيدته المشهورة. ولم يخلُ هذا الإصدار من إشارات الشرهان واستطراداته الجميلة والممتعة، كإشارته إلى الراوي الكبير عبدالرحمن الربيعي الذي قال عنه: "كتب بخط يده 24مخطوطة حسب المعلومات التي سمعتها من كبار السن، ومعه كتاب ثاني كبر دليل الهاتف دايم يحطه في ابطه، هذا إذا بغى يسيّر لأحد يقرأ منه، لأن بعض الرواة ما يحفظ لازم يقرا قرايه، وهالمخطوط مهوب يعيره لأحد، ومُسميه (المحرول) يعني ماله رجلين، وإذا جاء في المجلس قالوا له يالله يابو ابراهيم سمّعنا، وأكثر تسميعه يرحمه ا لله كان ديونه يعني يجيب القصيدة بلحن".