هاهي أربع سنوات تمر كأنها أربعة أيام على وفاة الشيخ حمد بن ابراهيم الحقيل - رحمه الله تعالى - ذكريات كانت مع شيخنا جميلة حافلة بكل طريف ومفيد من الأدب القديم الفصيح والشعبي المليح كانت هذه ومازالت هذه الذكريات الممتعة والأيام الحلوة منقوشة في ذاكرة الاصدقاء ومرتادي مجالس الشيخ ابي عبدالكريم رحمه الله ذهبت تلك الايام بدون رجعة والماضي لايعود واصبحت تاريخاً قديماً ازلياً ولكن في كل مناسبة ارى فيها من يلتصق بالشيخ فلا بد أن تأتي ذكرى الشيخ الطيبة وليست فقط ذكريات بل سوف يذكر قصة او طرفة كانت له مع الشيخ او حدثه الشيخ بهذا الموقف مع اشخاص آخرين وما اكثر مواقف وطرائف الشيخ؟ فالشيخ حمد - رحمه الله - احد المراجع في الأدب الشعبي ومن الساطين الرواية الشعبية وقد عاصر رواة كثيرين من اهالي نجد الحاضرة والبادية والتقى كذلك بالشعراء ولعل اشهر الشعراء المشهورين الذي اخذ عنهم وروى عنهم مثل شاعر سدير المشهور ابراهيم بن جعثين - رحمه الله - الذي كان يزور المجمعة ويرتاد منزل والد الشيخ حمد ابراهيم الحقيل وقد طلب من شيخنا حمد ان ينسخ له كتاب وصايا الملوك ونسخه شيخنا احتراما لهذه الشاعر ومودة ومن بعض ما روي عنه أبياتاً وهي طريفه. يا ما حل القيل يا هندي قرب شدادي ودلاقه تشيل عود قعد عندي خلوه ربعه على الساقه صر صاحي لا تصير وندي مع الرسن حط خناقه ولها قصة طريفه ملخصها كما يروي شيخنا حمد انه جماعة كانوا يريدون الذهاب الى الغاط فتأخر عليهم ابن جعثين فلما وصل تفاجأ انهم رحلوا عنه فاستفزع ابن جعثين بأمير المجمعة المشهور عبدالله بن عسكر فأمر خادمه هندي أن يوصله الى رفقته فلما ركب ابن جعيثن قال هذه الأبيات طربا وفرحاً والقصة لها تكمله لعل في عدد قادم نذكرها وهذه القصة مما يستدرك على جامع ديوان ابن جعيثن صديقه عبدالعزيز الأحيدب رحمه الله فهو لم يذكر القصة ولا الأبيات وهي مشهورة لدى الرواة من اهالي سدير خصوصاً أهالي الغاط وهذا جزء يسير وواحد في المائة مما استفدته من شيخنا ومما استفاده غيري كثير كان شيخنا حمد ملأوا السمع والبصر في مجتمعه ويبين اصدقائه واقرانه. وكما قلت ان شيخنا حمد احد اساطين رواة الشعر الشعبي وهاهي كتبه التي اصدرها فيها الكثير من الشعر الشعبي وأول كتاب قدمه الى المكتبة السعودية هو زهر الأدب وأنساب ومفاخر العرب الذي كان ميلاده للوجود وعالم المشاهدة سنة 1384ه وعقد فيه فصلاً كاملاً يحتوي على نخب من الشعر الشعبي القديم . كنز الانساب ومجمع الآداب هو الاصدار الثاني اضاف اليه مختارات شعرية نبطية وكتابة الموسوم بعبدالعزيز في التاريخ الذي طبع اربع طبعات لم ينسى شيخنا ان يحليه من مخفوظاته الشعرية الشعبية بل أنه قد نثر قصائد شعبية له السبق في نشرها مثل قصيدة حويصر العازمي - رحمه الله - في معركة السبلة وبعض القصائد في مدح الملك عبدالعزيز. وبعض ما نسب اليه من الشعر الشعبي وقصائد اخرى لبعض شعراء المجمعة وحرياً بابنه الأستاذ والمؤلف المعروف عبدالكريم الحقيل ان يبادر الى طباعة هذه المؤلفات وأخراجها أخراجاً جميلاً فإنه والله من البر بالوالد بعد وفاته واحياء لتراث هذه العالم الضليغ بالأدب والشعر. وهو نداء خالص وصادق اليه ولى أمل كبير ان يستجيب لدعوتي هذه وأختم مقالتي هذه بقول أبي تمام - رحمه الله -. أعوام ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام