اهتمت صحيفة "دي بريسه" النمساوية بجولة الرئيس الامريكي جورج بوش الحالية في أوروبا وكتبت في عددها الصادر أمس الثلاثاء:"طالما انقسمت أوروبا تجاه هذا الرئيس الامريكي الذي تسبب في نشر الغضب تجاه الولاياتالمتحدة حتى في أوروبا الصديقة والحليفة بسبب سياسته في العراق وفي التصدي للارهاب". وفي إشارة إلى موقف القيادات الاوروبية من بوش قالت الصحيفة: "في هذه الاثناء توجد قيادات متعاطفة للغاية مع الولاياتالمتحدة في برلين وباريس كما عاد صديق بوش (سيلفيو) برلسكوني إلى سدة الحكم في روما". وأضافت الصحيفة: "تعامل بوش طويلا مع انتقادات حادة من داخل بلاده كما غض الطرف عن (المهرج) الرئيس الفنزويلي (هوغو) شافيز" كما قالت الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى اهتمام بوش خلال فترة رئاسته الثانية بالحوار مع الاوروبيين على الرغم من تصرفاته أحادية الجانب في أول الامر وقالت: "ولذلك لا يمكنه (بوش) انتظار دعم كبير من أوروبا لانه الان مجرد بطة مشلولة ولان الجميع يتوقون لمعرفة خلفه". من جانبه قال وزير الخارجية الالماني الاسبق هانز ديتريش جينشر أمس الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تكبدت "خسارة كبيرة في الاحترام والنفوذ" تحت قيادة الرئيس جورج بوش. جاءت تصريحات جينشر بينما كان بوش يشارك في أعمال قمة الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في سلوفينيا وقبل زيارة الرئيس الامريكي الاخيرة إلى ألمانيا بصفته رئيسا للولايات المتحدة حيث من المقرر أن يغادر بوش البيت الابيض في كانون ثان - يناير المقبل. وأضاف وزير الخارجية الالمانية الاسبق أن آراء الاوروبيين السلبية في الرئيس الامريكي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وقال جينشر لاذاعة "إس دبليو آر" الاقليمية "حدث شيء ما جعل الاوروبيين الذين يعتبرون أصدقاء جيدين لامريكا يشعرون بالأسف الشديد ألا وهو فقدان الولاياتالمتحدة الكثير من النفوذ والاحترام". وأشار جينشر إلى تعهد الدول الاوروبية بدعم الولاياتالمتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر من عام 2001وأنها أعملت وللمرة الاولى في تاريخ حلف شمال الاطلسي (الناتو) بند الدفاع المشترك بين الدول الاعضاء. وأشار جينشر الذي كان تولى وزارة الخارجية الالمانية بين عامي 1974و 1992إلى أن معدلات شعبية بوش انخفضت بشكل قياسي داخل الولاياتالمتحدة. وقال جينشر إنه يجب أن ينظر إلى ترشيح الديمقراطي باراك أوباما لرئاسة الولاياتالمتحدة من هذا المنطلق حيث وصف نجاح أوباما بأنه "شكل من أشكال الثورة الثقافية".