انتهت بمكتبة الاسكندرية أعمال "المؤتمر الدولي الخامس للمخطوطات العربية" الذي نظمه مركز المخطوطات بالمكتبة بمشاركة علماء وباحثين وخبراء من عدة دول عربية وأجنبية. ورحب مدير مكتبة الاسكندرية الدكتور اسماعيل سراج الدين في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر بالنخبة المتميزة من المشتغلين بالتراث العربي ومن أساتذة الإعلام في الميادين التراثية المختلفة الذين يشاركون في المؤتمر ليقدموا للإنسانية عطاءهم الفكري الخلاق. وقال سراج الدين: ان المؤتمر يعد احياء لسمة أصيلة من سمات المكتبة القديمة الجديدة وهي اعادة احياء التراث القديم والاهتمام به مع العناية بالعلوم المعاصرة، مشيراً إلى أن مشاركة هؤلاء العلماء في المؤتمر يعد دليلاً على نجاحه في دورته الخامسة. وأشار إلى أن المؤتمرات السابقة كشفت عن كثير من جوانب التراث العربي، موضحاً أن هذا المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "المخطوطات المطوية" يأتي خطوة على المنوال نفسه ليكشف عن المخفي والمتواري من زوايا التراث العربي الممتد في الزمان لأربعة عشر قرناً. ومن جانبه، قال مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة الدكتور يوسف زيدان: إن المخفي أو الضائع من التراث والمخطوطات هو الجزء الأكبر الذي يمثل 95في المائة من التراث العربي - الإسلامي بينما الظاهر والمعلوم والمنشور من هذا التراث هو الجزء الأقل. وأكد أن التراث العربي الإسلامي في مجمله لم يزل مجهولاً وأن المنشور منه لا يزيد على 5في المائة من مجموعه العام، مشيراً إلى سعي المؤتمر الحثيث لإصلاح القصور في صناعة المعرفة العميقة بالتراث والمخطوطات أملاً في توجيه الأنظار إلى أهمية المطوي من هذه المخطوطات. وأضاف زيدان أن للعرب قبل الإسلام تاريخاً عظيماً كاملاً مطوياً بالكامل في معظمه، كما أن التراث العربي الإسلامي ذاته فيه طي لا حصر له مذكراً بانطواء مذاهب كاملة مثلما حدث مع المذهب المعتدلي الذي ظلت موسوعته الكبرى مطوية من زمن مؤلفها حتى تم اكتشاف نسختها الأصلية في اليمن قبل بضعة عقود.