ماذا سيفعل الوطني في الدوري الممتاز؟ وهل سيكون لقمة سائغة في أفواه أندية الأضواء؟ ليعود أدراجه نحو الدرجة الأولى؟ كانت تلك الأسئلة حائرة في أعين جماهير الوطني قبل بدء الموسم الماضي وهي تترقب مشاركة فريقها وهو يخطو عامه الخمسين منذ تأسيسه ليدلف أبواب الدوري الممتاز (دوري الكبار) فكان دخول الفريق معترك الأضواء كفارس أصيل خاض صولات وجولات وتجاوز العديد من العقبات ليؤكد أنه فريق كبير بين الفرق الكبيرة. البداية وتعثر مفجع أمام (الزعيم) لم تكن بداية الفريق تواكب طموحات محبيه فكان السقوط مفجعاً أمام مستضيفه الهلال بخماسية نظيفة وبمستوى مخيب لكل الآمال لتأتي هذه الخسارة القاسية كضربة موجعة لبدايات حلم الفريق في الأضواء. القريبون فقط من النادي عرفوا أنها رهبة البداية وكبوة جواد أصيل في أول المشوار. أول الغيث (نقطة) أمام العميد جاء لقاء الوطني أمام ضيفه الاتحاد في ثاني مواجهات الفريق في الأضواء في ظروف صعبة وضغوط قوية على الوطني تطالبه بتعويض خماسية الهلال فكانت الفرحة بتعادل أشبه بالفوز أعاد معه الثقة من جديد في قلوب لاعبي الوطني وجماهيره. فرحة الفوز الأول أمام (العالمي) لن تنسى جماهير الوطني مباراة فريقها أمام ضيفه النصر في ثالث لقاءات الدوري فهو اللقاء الذي شهد تحقيق الفوز الأول للوطني بهدف وحيد في مشواره بالدوري الممتاز منذ صعوده ليعمق هذا الانتصار الثقة في نفوس لاعبي الوطني بالقدرة على مقارعة الكبار. ديربي الشمال يجهز الوطني لاقتحام (القلعة) سيطرت الندية والإثارة على لقاء ديربي الشمال بين الوطني الذي حل ضيفاً ثقيلاً على الطائي وانتهى اللقاء بتعادل مقنع للطرفين. ليعود الوطني من جديد ليواجه رابع الكبار (الأهلي) ويحقق فوزاً ثمنياً على أبناء القلعة بثلاثة أهداف لهدفين رسمت معها أولى خطوات الفريق نحو البقاء في الممتاز. مواصلة حصد النقاط ونتائج مميزة واصل الوطني بعد ذلك حصد المزيد من النقاط وحصد النتائج الايجابية كان أغلاها الفوز الذي حققه أمام رفيق دربه نجران على ملعب نجران في الدور الأول وبهدف وحيد وكان تعادل الوطني أمام الاتحاد بهدف لكليهما في جدة أهم النتائج التي أعلنت أن الوطني سيكون صعب المراس في بقية مشواره بالدوري. (9) خسائر أقساهام أمام الهلال والشباب كما أن مشوار الفريق مليء بالفرح والانتصارات كان من الطبيعي أن يتعردض الفريق الصاعد للخسارة فخسر الفريق (9) لقاءات في مشواره كانت الخسارة في سبع مباريات بهدف واحد إلا أن المفارقة العجيبة أن الفريق انهار دفاعياً مرتين الأولى في بداية الدوري أمام الهلال وبخماسية نظيفة والثانية أمام الشباب بسداسية نظيفة أيضاً. إصابات وإيقافات وتوقفات هددت الوطني تعرض الوطني للعديد من المثبطات في مشواره بالدوري كان أبرزها اصابات متلاحقة لأبرز نجوم الفريق وفي مراحل مهمة من الدوري إضافة إلى الايقافات التي طالت لاعبي الفريق كما جاء توقف الدوري هذا الموسم لأكثر من مرة مضراً للفريق وهو ما لم يتعوده لاعبو الوطني من قبل وساهم ذلك كثيراً في تخفيف وهج الفريق ونتائجه المميزة. استقرار فني وإداري مهد طريق البقاء تميز الوطني منذ صعوده بداية الموسم الماضي إلى دوري الأضواء باستقرار إداري برئاسة رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ محمد بن علي القاضي وبقية أعضاء مجلس الإدارة وقيادة جهاز فني كفء على رأسه المدرب المصري عبود الخضري الذي ارتبط اسمه بالوطني منذ مواسم عديدة فكان هذا الاستقرار الفني والإداري بمثابة بوصلة ناجحة حددت طريق البقاء للوطني. لاعبون محليون وأجانب دعموا الفريق ساهم الجهد الإداري الكبير الذي بذلته إدارة النادي في التوقيع مع أكثر من لاعب محلي لدعم صفوف الفريق مثل حمد أبو ربع وطارق المولد وحمد الحمدان وعبدالله حويس في تقوية صفوف الفريق إضافة إلى الثلاثي الأجنبي (ياسين هيما، عبدالله سيلفان، عثمان تراوري) حيث خلق هذ الدعم العناصري منافسة قوية بين لاعبي الفريق وهؤلاء اللاعبون الجدد جاءت نتائجهم بالتأكيد لمصلحة الوطني. نجوم أضواء مشوار الفريق في الدوري برز عدد من اللاعبين المميزين في صفوف الفريق خلال مشواره الموسم الماضي في الدوري ومن أبرزهم قائد الفريق موسى سنيد وحارس الفريق سلطان البلوي ومحمد الحمدان وعائد القاضي وياسين هيما وعيسى أبو قدعة. أرقام في مسيرة الوطني حقق فريق الوطني (25) نقطة كانت تكفي لبقاء الفريق في دوري الأضواء بعد أن استقر تاسعاً ففاز في (6) مباريات وتعادل في (7) مباريات فيما خسر (9) مباريات وسجل لاعبوه (20) هدفاً فيما استقبلت شباكه (32) هدفاً. هدافو الفريق برز هداف الفريق المهاجم عيسى أو قدعة بتسجيله (5) أهداف تلاه المهاجم طلال عواجي ب (3) أهداف وكل من عبدالله سليفان وموسى سنيد وفؤاد سنيد بهدفين لكل منهم. الأمير فهد بن سلطان والدعم الكبير للوطني كان للدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك للوطني ووقوفه خلف الفريق دور بارز في ما تحقق للفريق من نتائج مميزة وبقائه بين أندية الأضواء بدعم مادي ومعنوي من سموه في ظل عزوف رجال الأعمال عن دعم مسيرة الفريق. الموسم المقبل والمهمة الأصعب أمام الوطني إن كانت مهمة الوطني في الموسم الماضي صعبة وتوجها الفريق بانجاز البقاء فإن الأصعب سيواجه الفريق حتماً الموسم المقبل عندما يخوض موسمه الثاني في الممتاز لتأكيد بقائه بين الكبار وتحقيق المزيد من النتائج الأيجابية. ولعل ذلك يحتاج المزيد من الالتفاف الشرفي والإداري والفني داخل النادي وخارجه وبين جميع المنتمين للنادي الذي بات يمتلك جماهيرية كبيرة في منطقة تبوك بفضل نتائجه القوية الموسم الماضي.