لم يتوقع سكان حي الدريهيمة الشرقية في جنوبالرياض أن تكون إحدى الحدائق المخصصة لراحة المنتزهين والسكان كابوساً ومحل رعب للجميع، خصوصاً أن قاطنيها في الفترات الأخيرة هم من الشباب المراهق الذيي اعتادوا على قصدها في ساعات متأخرة من الليل دون مراعاة لعامل الوقت واحترام الجيرة والبعد عن إثارة المشاكل التي يحدثونها داخل الحديقة، مما أثر تخوف السكان وتذمرهم من الأمر الذي بدأ قبيل شهر ونصف الشهر. "الرياض" التقت بعدد من السكان وتجاذبت معهم أطراف الحديث عن تلك المعاناة التي يعانيها السكان والمطالبات التي يرون تنفيذه للحد من عامل الخوف والسرقات التي طالت منازلهم ووضع الحلول لمشكلة تكدس الكثير من الشباب من بعد صلاة العشاء حتى الساعات المتأخرة من الليل داخل الحديقة التي يفترض إغلاقها في تمام الساعة 12مساء. بداية كشف خالد بن عجيان (أحد سكان الحي) عن أستيائه الشديد حيال ما يحدثه أولئك الشباب من أمور تخرج عن المألوف آخر ساعات من الليل نظير تجمعهم في الحديقة، وأن ذلك أمر غير مرغوب فيه ويحتاج لمراقبة شديدة من قبل رجال الأمن للتصدي لمثل تلك المشكلة، حيث أن هذا الأمر أصبح في ازدياد. وقال منذ شهر ونصف الشهر ونحن نعاني من قدوم بعض الشباب من خارج الحي الذي نسكنه وهم في الحقيقة كبار في السن يقصدون تلك الحديقة التي كانت من قبل يسودها الهدوء والسكون، ونحن في هذا الأمر لا نمانع إلا أن الأمر تطور لجلوسهم حتى ساعات متأحرة إلى وقت الفجر وبرفقتهم مجموعة من الشباب الصغار من داخل الحديقة ولا نعلم ماذا يعملون هناك هذا مما أثار كثيراً من التساؤلات، كما أن السرقات التي ظهرت مؤخراً تجعلنا نوجه التهم لمثل هؤلاء، ليتم وضع حد لهذا الأمر حيث أن خطر هؤلاء الشباب متوقع في أي وقت على سكان الحي وأعراضهم. ويستطرد ابن عجيبان "لقد تعرضت وأخي المجاور للسرقة قبل فترة ليست بالقصيرة كانت حصيلة تلك السرقة مجموعة من أجهزة الحاسب الآلي المحمولة والمكتبية وبعض مقتنيات المنزل الخفيفة"، مؤكداً أو أولئك الشباب يقصدون الحديقة بالمعسلات ويعلمون الصغار شرب الدخان ولا يؤدون الصلوات، مطالباً ومجموعة من السكان بإزالة السور المحيط بالحديثة أو إزالة الحديقة بكاملها ونقلها لمكان آخر أو إزالتها ووضع مكانها مركز اجتماعي للحي، أو وضع حارس سعودي للحديقة بخلاف الحارس الموجود حالياً الذي لا حول له ولا قوة. ومن جانبه أوضح عمر سعد العامر بأن الجهات الأمنية بذلت قصارى جهدها في القبض على بعض الشباب الموجودين داخل الحديقة في أوقات سابقة خلال فترات متأخرة من الليل إلا أننا نريد المزيد من الرقابة الأمنية حتى لا يتسنى لأولئك المجئ مرة أخرى للحديقة نهائياً. وأردف العامر بأن ظاهرة سرقات المنازل في الحي أصبحت في ازدياد، والخوف على الأعراض أصبح كبيرا، حيث أنه فقد قبل يومين اسطوانتي غاز من قبل مجهولين، مطالباً بوجود مكثف من قبل الجهات الأمنية لتفرض سيطرتها الكاملة على الحي. وذكر العامر بأن الحديقة كانت مقصداً للأسرة وبعد تعرضهم لأنواع المضايقات من أولئك الشباب أهملت وأصبحت ملاذاً لكل شاب غير سوي وعاطل، مبيناً بأن حارس الحدثقة قد تعرض لأصناف الضرب من قبل مجهولين لعدم فتحه باب الحديقة في ساعة متأخرة من الليل. من جانبه أكد فهد سعد بن عجيبان أن موقع الحديقة غير صحيح نظير ما حدث للعوائل الساكنة من مشاكل من قبل الشباب، الذي يتواجد فيها بشكل يومي، وأن غالبية سيارات السكان قد تعرضت للتخريب من قبل أشخاص مجهولين، موضحاً بأن بعض السكان أصبح يراقب منزله وكل ما يخصه في ساعات متأخرة من الليل تخوفاً من حدوث سرقات أخرى، وأن الحدائق في الوقت الحالي ليس لها فائدة ما دامت متروكة ومهملة دون مراقبة. ويتفق عبدالمحسن العبدالقادر مع ما تقدم بأن تجمعات الشباب المتكررة في أواخر الليل في الحديقة وغيرها في الحي أصبحت مصدر ازعاج، وأنهم يتعلمون بينهم بعض السلبيات غير المقبولة، مشيراً بأن اختلاط أبناء الحي الصغار بشباب فاسد أفسد عقولهم فهناك صغار بالسن تعلموا شرب الدخان ممن هم أكبر منهم وأن الحديقة أصبحت ملاذاً لكل شاب يهرب من المدرسة. هذا ويصف عبدالعزيز الفهيد وضع الحديقة التي يحتضنها الحي بأنها غير مؤهلة للراحة والاستجمام بل أصبحت مصدراً للازعاج والأيذاء وتجمع للشباب في أوقات غير مناسبة، مناشداً بتغيير طريقة بنائه وتشييدها وتهيئتها، أو الاستفادة منها بمرافق أخرى للدولة. تجدر الإشارة إى أن حارس الحديقة يعمل على غسل السيارات ويترك الحديقة بدون مراقبة.