مع أنه تمت منه استفادات عديدة وجوهرية إلا أنه لم يأخذ حقه في تداول المفاهيم الشعبية عنه معظم تاريخه.. أسود.. نعم.. لكنه استبدل حياة الرعي والاستظلال تحت النخلة انتظاراً لموسم الصرام.. بالبديل الحضاري في مقدرات البيئة والإنسان. عاش مجتمعنا في ظل الدولة السعودية الثالثة بدايتين هامتين للغاية.. وحَّد الملك عبدالعزيز معظم فئات سكان الجزيرة العربية في دولة واحدة، أكاد أقول إنه قضى حياته خلف هدف التوحيد فرَّوضَ القبلية المتنافرة ليس بما يلغيها، ولكن بما يوجهها نحو المصالح المشتركة وبدايات الانطلاق العلمي، فكانت المدرسة أول مشروع في برنامج التوطين وباشر تحويل القرى إلى مدن، حيث اتجه إليها كل المتجولين بحثاً عن الرزق البسيط لبناء مؤسسات الملكيات الخاصة التي بدأ بعضها بعصاميات عمل نادرة حيث كان الصفر بداية الانطلاقات لمجتمع مدني واحد وتصاعد بداية رأسماليات مستجدة.. لو لم يؤهل الملك عبدالعزيز .. الناس والبيئة ليكونا حاضنين قويين ضد أي استبداد أجنبي يمكن أن ينفرد بالثروة لما أمكن أن يعيش أكبر عدد سكاني خليجي مهمة الانفراد بثروة لم تكن معروفة ولا متوقعة بل هي معدومة الذكر في ثقافات الماضي.. أتى الجميل الأسود.. البترول.. لم يكن ثروة فقط ولكن أفرزت المجتمعات ضعيفة القيادات.. أو قصيرة النظر متاعب منه لا تزال مستمرة حتى الآن.. حتى الان على الأقل هناك أربع دول عربية وخامسة إسلامية لم تنطلق من آباره فيها ثروات تتصاعد وإنما أزمات وانقسامات تتصاعد.. لقد كانت هناك سياسات سَلسة التواصل والتعامل حتى انتهت الملكية المطلقة والإدارة المطلقة في أرامكو السعودية إلى حضور محلي متمكن يقود عالم هذه الثروة في العالم.. الملك عبدالله هو الرجل الأبيض نزاهة ومثلما كان يكافئ العامة سابقاً كل صاحب عمل خير أو جيد بقولهم: "بيض الله وجهك".. فمع التوالي المذهل لأسعار النفط في العالم وكوننا المستفيد الأول إلا أنه لم يتحجر على شكل تراكمات اقتصادية تزدهر بها عمولات البنوك الأجنبية، حيث انطلق الملك عبدالله بالبترول مالاً أمام أنظار كل الجميع يرسي تجذير تصاعد أهميات اقتصادية وصناعية تلازمهما أهمية سياسية لمجتمع تتجه إليه إيماءات الاحترام.. سأحتاج إلى أوراق كثيرة لو أردت أن أعدد تنوعات الكم الذي أنجزه وهو معروف لدى الجميع.. ميلاد يتعملق بسرعة لنشر وجود حضاري سعودي جديد.. ويذهلنا في الرجل الذي نطلب أن .. يبيض الله وجهه بالخير وطول العمر،أن مهماته الكبيرة - التي لا تحدث في أي بلد من دول العالم الثالث - لا تصرفه عن الاستجابة لحسه الإنساني المعروف، فحين يأتي خبر مرض طفل أو عجز أسرة تكون الدقائق هي الفاصل بين ميلاد الخبر ومبادرته للمساندة..