اعلن السودان امس تعليق حركة الطيران المدني والاجنبي في اقليم دارفور المضطرب غربي البلاد بهدف تسهيل ملاحقة زعيم المتمردين خليل ابراهيم المطارد جوا وبرا من قبل القوات الحكومية. وأكد ان الهارب موجود الآن في احد الأودية الشرقية ذات التضاريس الجبلية الوعرة واستنجد بتشاد وجهات اجنبية اخرى لاجلائه عبر الطيران . واكد وزير الدفاع السوداني الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين الذي كان يرد على اسئلة صحافيين وجماهير عبر الاذاعة السودانية ان خليل شارك هو وشقيقه من امه عبد العزيز النور عشر في معركة جسر الانقاذ الذي منعت فيه قوات المتمردين من عبور النهر من امدرمان باتجاه العاصمة الخرطوم يوم السبت الماضي، كاشفا عن تدخل سيارة مدنية في تلك المعركة، هي التي قامت بانقاذ الرجلين . وقال الوزير السوداني ان خليل مايزال الى الآن في طريق عودته الي تشاد، مؤكدا ان الجيش بالفعل علق حركة الطيران بدارفور من اجل تسهيل مهمة طائراته المقاتلة في التعامل مع الهارب، وايضا لمنع أي محاولة للتدخل بطيران اجنبي من اجل اجلائه بعد ان طلب المساعدة . واتهم حسين قوى دولية لم يسمها، قال انها ساعدت المتمردين الدارفوريين عبر الاقمار الاصطناعية وهم في طريقهم الى مدينة امدرمان، معتبرا ان تشاد كانت منصة انطلاق للتدريب والاعداد والمأوى وعبرها تم السند والدعم اللوجستي للتحرك الى جانب بنوك اقليمية لم يسمها ساعدت بالمال في التسليح والسيارات، مؤكدا ان حكومته تمتلك مستندات تؤكد تورط بنوك اقليمية في تمويل العملية، معتبرا ان حركة العدل والمساواة كانت مجرد اداة لتحقيق اهداف تلك القوى، مشيرا الى ان الهدف الاساسي من العملية كان هو اسقاط الحكومة بالخرطوم .من ناحية أخرى، علمت "الرياض" أن السلطات الأمنية في السودان اعتقلت حسن برقو وهو مسؤول حكومي وقيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، على خلفية الهجوم الذي شنه متمردون من إقليم دارفور على العاصمة الخرطوم الأسبوع الماضي، لكن المصادر لم تفصح عن أسباب الاعتقال. وقالت حرمه إيمان برقو ل "الرياض" أمس إن برقو اقتيد من منزله في الثانية من صباح الأحد الماضي، وأن أسرته لا تعلم حتى الآن أسباب أو مكان اعتقاله، وأضافت حرمه أنها لم تتلق أية اتصالات بهذا الخصوص من الجهات المختصة، وناشدت الجهات الرسمية بأن تسمح لأسرته بمقابلته. وكان برقو الذي يشغل رئيس دائرة غرب ووسط أفريقيا بالمؤتمر الوطني، ومدير مكتب التوأمة بين الخرطوم وانجمينا، ورئيس شبكة منظمات دارفور، اعتقل في فبراير العام الماضي، على خلفية فشل هجوم تعرض له نظام الرئيس التشادي إدريس دبي من مسلحين معارضين. ويرتبط برقو الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة بدارفور، بعلاقات عائلية بالرئيس التشادي إدريس دبي والدكتور خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة المطلوب من قبل السلطات السودانية.