أكدت الأستاذة في معهد فليتشر بجامعة تفتس الأمريكية والباحثة في جامعة هارفارد بأمريكا الدكتورة كريستينا باسكا أن المستهلك هو صاحب القرار في اختيار المنتج وتحديد المناسب والمقبول للشراء من عدمه في إشارة إلى تخوف الشركات من ردة فعل المستهلكين السلبية على منتجاتها مستشهدة بتفوق شركة تويوتا ومنتجاتها على شركة جنرال موتورز في موطنها الأصلي أمريكا حيث بلغت مبيعات تويوتا 11بليون في عام 2006م حين تعاني جنرال موتور من ضعف المبيعات. وقالت ل "الرياض" إن اهتمام تويوتا بالبيئة ومراعاتها لذلك في تصميم السيارات والمنتجات واهتمامها بخدمة المجتمع من خلال برامجها الواسعة النطاق على مستوى العالم اعطاها الصدارة بين الشركات. وثمنت كريستينا دور الإعلام في كشف العديد من المخالفات البيئية والاجتماعية التي تضر المجتمعات واعتبرت الإنترنت ووسائل الإعلام خير وسيلة للتعبير عن الظلم وطلب العون في مواجهة الشركات المقصرة والمتخاذلة في خدمة المجتمع والحفاظ على سلامته مشددة على أهمية توعية وتطوير الشركات لمنسوبيها لضمان الجودة والتميز وتوعيتهم بأهمية البيئة والحفاظ عليها. وطالبت كرستينا المجتمعات بمواجهة الممارسات الخاطئة بيئيا واجتماعيا ودينيا من خلال الجمعيات والهيئات الدينية والسلطة السياسية التي لها اكبر الأثر في كثير من الدول كالمملكة التي يحظى ملكها بمحبة جارفة من شعبه مما يدعم أي توجيه له نحو الاهتمام بالبيئة ورعايتها. وأضافت أن العرض الأمثل لشكاوى المجتمع والأفراد من قضايا البيئة يكون عن طريق الجهات المختصة ثم الجهات النافذة والحكومية يلي ذلك الاستعانة بالإعلام والهيئات الحقوقية وبينت انه يمكن الاستفادة من المواقع العالمية في تحديد السلبيات والقضايا مشيرة إلى أن بعض الدول تحجب قضاياها البيئة عن العالم مما يؤكد وجود مخالفات. واعتبرت الدكتورة كرستينا أن استغلال بعض الدول الغنية للفقيرة بنقل المخلفات البيئة من السلبيات الكبرى غير أن نسبة هذا الاستغلال انخفضت في الفترة الحالية لوجود وسائل الإعلام والهيئات العالمية التي تحظى بدعم المجتمعات. واستنكرت تشغيل الأطفال دون السن القانونية في كثير من الدول واعتبرته نوعاً من الاستغلال والتجاوز الذي يجب مواجهته من الجميع . أشارت إلى أن السعودية تخطو خطوات مميزة في التوعية البيئية من خلال الجمعيات والبرامج البيئية التي ينفذها عدد من المختصين المميزين في هذا الجانب معتبرة أن العالم يواجه خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية. وقالت: التنمية المستدامة هي عملية اجتماعية تتسم بالوفاء بالاحتياجات الإنسانية مع الحفاظ على جودة البيئة الطبيعية، حيث إن الربط بين البيئة والتنمية كان معترفا به عالميا منذ عام 1980حسب اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية التي شكلتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.