يترأس اليوم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وفد المملكة إلى اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الثالث المنعقد في الكويت بحضور ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وأمريكا وبريطانيا وكندا والصين وألمانيا وايطاليا وفرنسا واليابان وروسيا والسويد ومصر والأردن وإيران وسورية وتركيا بالاضافة إلى مندوبي الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والناتو وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وقال مصدر دبلوماسي ل"الرياض" الاجتماع سيناقش مستجدات الساحة العراية وتقييمها على ضوء نتائج مؤتمرات دول الجوار والعهد الدولي، واضافة ستكون العملية السياسية في العراق على رأس جدول المناقشات والمباحثات اضافة إلى الجوانب الأمنية. ويأتي هذا الاجتماع وسط اعلان جامعة الدول العربية ارسال ممثل لها في العراق وذلك وسط نداءات من الدول الغربية والولايات المتحدةالامريكية ممثلة بسفيرها في بغداد رايان كروكر الذي بدء مستاءً من غياب التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق وجاء اعلان الجامعة متزامناً مع استعداد الكويت المشروط ارسال سفير لها في بغداد شريطة ارسال سفير لها في الكويت في وقت نفت فيه الاخيرة ان يكون اعلانها هذا مرتبطاً بضغوط امريكية. كما وصل وفد رفيع المستوى من منظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة السفير مهدي فتح الله المدير العام لإدارة الشؤون السياسية بالأمانة العامة للمنظمة إلى بغداد أمس الأول لمتابعة المشاورات والحوارات مع كبار المسؤولين العراقيين والمرجعيات الدينية، وللتحضير لزيارة وفد كبير من رؤساء ومديري المؤسسات والأجهزة التابعة للأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حيث سيجري بحث سبل التعاون مع المسؤولين العراقيين من اجل مساعدة العراق في عملية اعادة الاعمار. واوضح السفير فتح الله بأن هذه الزيارة تهدف إلى استكمال الترتيبات لفتح مكتب المنظمة في بغداد الذي يمثل حدثاً مهماً، إذ انه سيكون المكتب الاول للمنظمة في دولة عضو بها. واكد السفير فتح الله انه بعد اجراء عدة لقاءات مع مسؤولين عراقيين ومرجعيات دينية تم التشديد على تفعيل وثيقة مكة لعام 2006التي ساهمت بصورة كبيرة في اخماد الفتنة المذهبية في العراق، حيث دعت جميع العراقيين إلى نبذ العنف والتوحد حول الاهداف الوطنية المشتركة التي تجمع بين ابناء الشعب الواحد. وتتعلل الدول العربية بعدم ارسال مبعوثين لها في بغداد بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في بغداد حتى داخل المنطقة الخضراء التي تتعرض للقصف بين فينة واخرى وكان السفير المصري في العراق ايهاب الشريف قد خطف وقتل على يد القاعدة اواخر عام 2005كما اطلق سراح سفير الامارات في بغداد ناجي النعيمي من عملية اختطاف تبنتها احدى الجماعات المسلحة وتم اعادته إلى بلاده. وسيفتتح الاجتماع بكلمة لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد يعقبها كلمة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ثم تبدء جلسة الاجتماع المغلقه يتخللها كلامات رؤوساء الوفود، ثم اعتماد البيان الختامي، يلي ذلك مؤتمر صحفي لوزير الخارجيه الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح ونظيره العراقي هوشيار زيباري. وفي شأن متصل دعا العراق جيرانه العرب أمس إلى الانضمام إلى الدول الغربية في شطب ديون بغداد لهم التي تصل إلى 80مليار دولار. كما قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن عدة دول عربية مستعدة الان لاعادة فتح سفاراتها في بغداد مثلما سبق أن وعدت به. وقال لرويترز في البحرين "اعتقد أن المناخ افضل كثيرا ولدينا تعهدات ايجابية من عدد من الدول العربية باعادة فتح سفاراتها وتعيين سفراء". واضاف "اعتقد أن هذا الاجتماع سيكون علامة فاصلة لهم. هذا الاجتماع سيكون بمثابة تعهدهم". وكان زيباري يتحدث على هامش اجتماع لمجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر استضافته البحرين قبيل مؤتمر لجيران العراق سيعقد في الكويت اليوم الثلاثاء. وعانق زيباري الأمير سعود الفيصل بحرارة لدى دخوله الاجتماع الذي وصفه الوزير العراقي بانه "قفزة نوعية للعراق". وتحضر وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الاجتماعين. وقد قامت الاحد بزيارة مفاجئة للعراق. وتجادل واشنطن بان وجودا دبلوماسيا عربيا قويا في العراق سيعزز حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ويساعد في مواجهة نفوذ ايران في المنطقة. وقال زيباري "فيما يتصل بالخطر فان لدينا الان اكثر من 45بعثة اجنبية تعمل في ظل ظروف صعبة ولكن محتملة". وذكر ان بلاده ستطلب ايضا في اجتماع الكويت اليوم 7اعفاءها من سداد الديون. وقال "الاعفاء من الديون مطلب ثابت للعراق. وقد اعفت الدول الاجنبية غير العربية العراق من ديونه ولذا فان العراق يتوقع بالطبع من اشقائه عمل المزيد". واضاف "مع ذلك فانهم لم يقدموا بعد أي تعهد قاطع". وقد قالت رايس إنها ستضغط بقوة على جيران العراق العرب "للوفاء بالتزاماتهم" وزيادة الدعم المالي والدبلوماسي الذي تراجع منذ غزو العراق في عام 2003.ووفقا لتقديرات وزارة الخارجية الامريكية هذا الشهر فقد جرى شطب نحو 66.5مليار دولار من ديون العراق وجاء معظم شطب الديون من الدول الاعضاء في نادي باريس. وقالت الوزارة إن دول الخليج هي صاحبة أكثر من نصف باقي الديون المستحقة على العراق والتي تتراوح بين 56و 80مليار دولار. وفي حين تريد واشنطن أن يركز اجتماع البحرين على العراق يبدو الوزراء الخليجيون اكثر تركيزا على عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال مسؤول بحريني حضر اجتماع الصباح الذي وضع مسودة البيان الختامي إنه بالنسبة لمجلس التعاون فان المناقشات ستركز على الوضع الفلسطيني. واضاف "لا نشعر ان العراق على رأس جدول الاعمال". من جانبه استقبل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمس الاثنين رئيس وزراء العراق نوري المالكي والوفد المرافق له وبحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.ويزور المالكي الكويت للمشاركة في اجتماع دول جوار العراق الذي سيعقد اليوم الثلاثاء. وقالت وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) ان البحث خلال الاجتماع تناول العلاقات بين الكويت والعراق وسبل تعزيزها في المجالات كافة كما تم بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. إلى ذلك أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سيتم اجراء تقييم وتحليل شامل للوضع في العراق من جميع جوانبه خلال اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق المقرر انعقاده في الكويت اليوم الثلاثاء. وقال موسى في تصريحات للصحافيين أول من أمس الأحد:إن الجامعة العربية تعطي أهمية كبيرة لإجتماع دول الجوار العراقي بالكويت، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجتماعات تسهم في إيجاد جو من التفاهم بين الدول المجاورة للعراق. ولفت موسى إلى أن السياسة العربية إزاء العراق تنبع من الإهتمام والإلتزام العربي بدعم العراق الجديد الذي يقوم على الوفاق لكل أبنائه. وردا على سؤوال حول مطالب وزيرة الخارجية الأمريكية من الدول العربية الإسراع في فتح سفارات لها في بغداد، أكد موسى على أن المانع الأمني هو السبب الرئيس وراء احجام بعض الدول العربية عن فتح سفاراتها بالعراق، مشيرا إلى أن هذا المانع أعلن عنه بعض وزراء الخارجية العرب صراحة ولاتوجد اسباب سياسية أو استراتيجية. وقال موسى إن مكتب الجامعة العربية في بغداد مفتوح وسوف يتم تعيين شخصية رفيعة المستوى كرئيس له قريبا. وأكد موسى أن هناك فرصة حقيقية الآن لتحقيق المصالحة العراقية خاصة بعد تكوين أركان الحكومة العراقية من جيش وقوات أمن وطنية، لافتا إلى أن هذه الأمور ينظر إليها الجميع باطمئنان لأنها تحمي مصالح العراقيين.