جميع المستشفيات تعاني من عدم توفر الأسرّة لمرضى العمليات وللحالات الطارئة وللحالات التي تستدعي الدخول للعناية المركزة. وهذه تمثل هاجساً يومياً لجميع الإدارات. اجتماع طارئ يليه اجتماع آخر لمحاولة حل المشكلة بدون جدوى. وربما يفقد بعض المتنفذين من الإدارة صبرهم فيخرجوا عن طورهم من دون أن يدركوا أنهم جزء من المشكلة. ما هي المسببات وما هي الحلول؟! المسببات كثيرة ومنها: @ رغبة الإدارة في دخول بعض المرضى بغض النظر عن حاجتهم، ولأن هناك أكثر من مدير فهناك أكثر من أمر لإدخال المريض الفلاني على وجه السرعة مع العلم أن المريض إما ليس بحاجة للدخول إذ يمكن علاجه في العيادة، أو أن المستشفى لايستطيع أن يقدم له شيئا. وتسمى تلك الحالات حالات التنويم الإدارية (administrative admission) تمييزاً لها عن التنويم الطبي الذي يبنى على حاجة المريض وليس على أمر المدير. @ يجد بعض الأطباء راحة في تنويم مريض العيادة ليكملوا له الفحوصات خصوصا إذا كان من خارج المدينة التي فيها المستشفى. ولهذا تجد مريضا يرقد على سرير في الجراحة أو في الباطنة يعمل الفحص بعد الفحص مما يمكن عمله في العيادات الخارجية. تمر الأيام وهو ينتظر انتهاء فحوصاته التي قد تؤجل أكثر من مرة. بالإضافة إلى الهدر والكلفة المادية لمثل هذه الحالات (الكلفة اليومية للغرفة أكثر من تكلفة جناح في فندق 5نجوم)، فإن ذلك يحرم مرضى يحتاجون التنويم من حق العلاج لأن الأسرّة مشغولة بمرضى ينتظرون أشعة أو تنظيرا أو تصوير قلب أو غيرها. ومثل هذا السلوك يمثل كذلك إرهاقا للأطباء المناوبين، إذ ينشغل المناوب بحالات روتينية تشغله عن الحالات الطارئة. وفي تقديري أن السببين أعلاه يمثلان نسبة عالية من شغل الأسرة قد تصل إلى 40% على مدار السنة. @ يصر بعض المرضى أو أقرباؤهم على إطالة مدة التنويم عدة أيام بعد أن يقرر الطبيب خروج المريض. @ أن يشغل المريض أكثر من غرفة، وغرفتين وثلاث وأربع. @ هناك أسباب طبية لبقاء المريض منوما لفترة طويلة بعضها يمكن تلافيه وبعضها لايمكن تلافيه منها تدهور حالة المريض، أو التأخر في خروج المريض برغم تعافيه فيحرم غيره من المرضى من سرير هم بأمس الحاجة إليه. أو الاستعجال في إخراج المريض قبل استقراره، مما يؤدي إلى عودته مجددا إلى الطوارئ بحالة أسوأ من ذي قبل ويتسبب ذلك في شغل السرير لفترتين لذات المريض وذات المرض. ولا شك أن هناك أمراضاً من طبيعتها التدهور المتكرر كالتليف المستفحل والأورام المنتشرة وحالات الربو الشديدة وغيرها مما يحتاج إلى تنويم متكرر. قد يعتقد البعض أن حل عدم توفر الأسرة يكمن في زيادة الأسرة. وهذا اعتقاد خاطئ! هناك أكثر من مستشفى رفع عدد أسرة الطوارئ أو القسم إلى أضعاف مضاعفة فإذا بها تغص بالمرضى وإذا بقائمة الانتظار أطول من ذي قبل. الحل يكمن في: @ الحد من حالات التنويم الإدارية ، ورفع تقرير يومي إلى الإدارة بالأسرّة التي تشغلها تلك الحالات ليساعدوا في حل المشكلة. @ رفع فعالية الأطباء في أن يكون السرير للمريض الذي لايمكن علاجه إلا منوماً، وبالمبادرة بإخراج المرضى لدى تعافيهم. @ بعض الحالات لاتحتاج إلا إلى رعاية تلطيفية أو عناية تمريضية فيمكن التنسيق مع المستشفى المحول لإعادة استقبال الحالة لدى استيفاء سبب التحويل. @ أن تكون أي زيادة في عدد الأسرة مبنية على الحاجة وأن يصاحبها تقييم لفاعلية استغلال أسرّة التنويم. @ أن يكون هناك فريق مسؤول عن تنفيذ قرارات خروج المرضى.