كشف المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني في حوار ل “المدينة” عن أن عدد المرضى، الذين راجعوا قسم الإسعاف والطوارئ بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض بلغ خلال العام الماضي 30096 مريضًا ومريضة، مشيرًا إلى أن حالات الإدمان التي راجعت الطوارئ بلغت 17762حالة بنسبة تعادل 59% من المجموع الكلي للمراجعين، وبلغ عدد الحالات النفسية 12334 حالة بنسبة تعادل 41% من مجموع تلك الحالات، كان عدد المرضى الذكور 6441 مريضا فيما عدد الإناث بلغ 5893 مريضة. وبلغ عدد المنوَّمين في المجمع خلال العام الماضي 2094 مريضًا ومريضة في أقسام النفسية وأقسام إدمان. فيما يلي نص الحوار: * ما الكادر الطبي الموجود بالمجمع لمعالجة المرضى النفسيين والمدمنين؟ ** علاج مرضى الإدمان والمرضى النفسيين يتم عن طريق فريق طبي متكامل وهو فريق متمرس وعلى أعلى مستوى من التدريب والتأهيل، وقد قام المجمع خلال السنوات الماضية باستقطاب العديد من الكفاءات الطبية والفنية والإدارية في سبيل خدمة المرضى، ومن ذلك استقطاب أطباء استشاريين متميزين في الطب النفسي وعلاج الإدمان وكذلك من الإخصائيين والإخصائيات النفسيين والاجتماعيين، وممرضين مؤهلين للتعامل مع الحالات النفسية وحالات الإدمان، وكذلك مرشدي علاج إدمان ومرشدين دينيين، وغيرهم من الفئات الفنية. * هل عدد الأسرة بالمجمع كافٍ لتنويم المرضى الذين تستقبلونهم؟ ** أولا لا بد من الوعي بأن ليس كل المرضى النفسيين والمدمنين في حاجة للتنويم وغالبية الحالات يفضل علاجها داخل الأسرة. وبالنسبة للأسرة فإننا نواجه في بعض الأوقات ضغطًا كبيرًا، مما دعا المسؤولين بوزارة الصحة إلى العمل لإنشاء مستشفى جديد بمدينة الرياض ومستشفى آخر في محافظة الخرج والذي سيساهم في تقليل العبء على المجمع. كما أن المجمع اتخذ العديد من الخطوات والإجراءات لتفادي هذه المشكلة، حيث يقدم المجمع خدمة الزيارات المنزلية، التي يتم من خلالها قيام فرق علاجية متكاملة من المجمع بزيارة المرضى النفسيين في منازلهم بعد توقيع عقود علاجية معهم يلزم من خلالها أسرة المريض بالتعاون مع المجمع بما فيه مصلحة المريض وتضم الخدمة منذ انطلاقها وحتى الآن 159 مستفيدا منهم 111 مريضا و48 مريضة، بالإضافة إلى برامج علاجية بديلة أخرى. * هل يتم استقبال جميع المرضى المقدمين على العلاج؟ ** يستقبل المجمع من خلال قسم الإسعاف والطوارئ وعلى مدى 24 ساعة جميع المرضى ويجري لهم الكشف الطبي النفسي وكذلك الفحوصات الطبية وصرف الأدوية المناسبة لكل حالة، ويتحدد ما إذا كان المريض يحتاج للتنويم أو يكتفي بالتحويل والمراجعة في العيادات الخارجية. * أيهما أكثر إقبالا على خدمات المجمع، المتعاطون أم المرضى النفسيون؟ ** هناك ارتباط وثيق بين الأمراض النفسية وإدمان المخدرات ويستقبل المجمع هذه الحالات ويتم الفرز من قبل أطباء الطوارئ. وبحسب إحصائية العام الماضي فإن عدد المرضى النفسيين الذين راجعوا الطوارئ 12334 ومرضى الإدمان 17762. * هل هناك أنشطة وبرامج تقدم لهم؟ ** نعم توجد أنشطة وبرامج علاجية وترويحية تشمل الأنشطة الدينية والتأهيلية والترفيهية، ومن ذلك الصالة الرياضية والمسبح واستراحة الإرشاد الديني والعلاج بالعمل والمشاركة في رحلات الحج والعمرة والرحلات البرية والأنشطة المسرحية وحضور المحاضرات الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية التي يقوم بها أفراد الفريق العلاجي من أطباء وإخصائيين نفسيين واجتماعيين ومرشدي علاج الإدمان ومرشدين دينيين. عدد المرضى النفسيين * كم عدد المرضى الذين تم استقبالهم العام الماضي؟ ** بلغ عدد المرضى الذين راجعوا قسم الإسعاف والطوارئ بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض خلال العام الماضي 30096 مريضا ومريضة، حالات الإدمان التي راجعت الطوارئ بلغت 17762حالة بنسبة تعادل 59% من المجموع الكلي للمراجعين، وبلغ عدد الحالات النفسية 12334 حالة بنسبة تعادل 41% من مجموع تلك الحالات، كان عدد المرضى الذكور 6441 مريضا، فيما عدد الإناث بلغ 5893 مريضة. وبلغ عدد المنوَّمين في المجمع خلال العام الماضي (2094) مريضًا ومريضة في أقسام النفسية وأقسام إدمان. كما بلغت حالات التنويم في أقسام الإدمان 1772 حالة بنسبة بلغت 84%، بلغ عدد الحالات الجديدة منها 844 حالة. بلغ عدد الذكور 1652 حالة، والنساء عددهن 16 حالة، فيما بلغ مجموع المنوَّمين في أقسام النفسية 322 مريضا ومريضة، منها 167 حالة جديدة، كان عدد المنومين الذكور 196 مريضا، والنساء 126 مريضة. وبلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية بالمجمع خلال نفس الفترة 36590 مريضًا ومريضة، حيث بلغ عدد مراجعي عيادات الإدمان 12805 مرضى بنسبة بلغت 35% من المجموع الكلي، فيما بلغ عدد مراجعي العيادات النفسية 23785 حالة من الذكور والإناث والأطفال بنسبة بلغت 65%، حيث بلغ عدد المراجعين الذكور 12149 مريضًا، والإناث 9806 مريضة، والأطفال 1830 حالة. * مدة علاج مرضى الإدمان والمرضى النفسيين كم تستغرق؟ ** مدة العلاج تتفاوت بحسب الحالة، فعند مرضى الإدمان العلاج لا يقتصر على الفترة التي يقضيها المريض داخل المستشفى ولكن المتابعة والعلاج قد يستغرق سنوات. ونفس الشيء ينطبق على المرضى النفسيين فمدة العلاج تختلف بحسب التشخيص وهل الحالة جديدة أو متكررة الانتكاسات أو مزمنة مع الأخذ بالاعتبار العوامل الأخرى سواء طبية أو نفسية أو اجتماعية وفي بعض الحالات قد يكون العلاج بصفة دائمة. * هل هناك نسبة استجابة للعلاج عند المتعاطين والمرضى النفسيين؟ ** في مرضى الإدمان ليست القضية قضية الاستجابة على المدى القصير إنما قضية توقف عن التعاطي ومنع الانتكاسات على المدى البعيد، فعند دخول المريض إلى المستشفى، حيث البيئة محمية تتحسن حالة المريض والأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن التعاطي، ولكن المشكلة الكبرى هي استمرار الاستقرار بعد خروج المريض، حيث رفقاء السوء من جهة والاشتياق للمخدر وتعرض المريض لضغوطات مختلفة نفسية واجتماعية قد تكون سبب في الانتكاسة لذلك تكامل الأدوار في مثل هذه الحالات غاية في الأهمية، فلا بد من تعاون الأسرة وبقية مؤسسات المجتمع مع وجود مراكز تأهيلية، كما هو الحال في منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة، ولا ننسى دور المراكز غير الحكومية مثل بيوت الشباب ومجموعة الخيمة والمدمن المجهول وغيرها. أما بالنسبة للمريض النفسي فالاستجابة متفاوتة من حالة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر حوالى 70% من حالات الاكتئاب الجديد تستجيب للعلاج الأولي، وليس العلاج هنا فقط الأدوية إنما هناك علاجات نفسية لا تقل أهمية مثل العلاج السلوكي المعرفي ولا بد من دراسة الحالة من كل الجوانب سواء الطبية أو النفسية أو الاجتماعية والدينية، ولذلك علاج المرضى يكون عبر فريق علاجي متكامل. استقبال المرضى الأجانب *هل يقوم المجمع باستقبال المرضى من الأجانب؟ ** يتم استقبال الحالات الطارئة عن طريق الإسعاف والطوارئ الذي يعمل على مدار 24 ساعة وتعطى العلاج اللازم. * كم تتراوح أعمار كل من المرضى النفسيين والمتعاطين للمخدرات؟ ** بالنسبة للتعاطي يغلب في سن الشباب والمراهقين ما بين 20 و29 عاما، وذلك يتفق مع المعدلات العالمية، وهذا لا يمنع من وجود متعاطين أعمارهم أصغر أو أكبر من هذه الفئة. أما الأمراض النفسية فالأمراض مختلفة ففي مرض الفصام متوسط السن عند الذكور هو 23 سنة وعند الإناث 26 سنة، أما في اضطراب المزاج ثنائي القطب فمتوسط السن هو 21 سنة وفي مرض الاكتئاب أواخر الثلاثينيات، علما بأن الأمراض النفسية يمكن أن تصيب جميع الأعمار. * ما مطالباتكم بالمجمع؟ ** أن يتفهم المجتمع دور المجمع العلاجي والتأهيلي والمساهمة معه في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى لاستمرارهم في رحلة العلاج والتعافي، وتقبل المرضى في المجتمع وبما يسهم بإذن الله في استمرارهم وعدم انتكاستهم، كما أن بعض المرضى موجودون في المجمع منذ فترات طويلة، ولم نستطع التوصل لذويهم وهو ما تسبب في شغل بعض الأسرة لفترات طويلة، التي قد يحتاجها مرضى آخرون، كما أود التوضيح بأن المجمع يقدم خدمة الزيارات المنزلية للمرضى النفسيين وهي خدمة رائدة في رعاية المرضى النفسيين وتعول عليها وزارة الصحة الشيء الكثير في تخفيف الضغط على المستشفيات، ويتم خلالها تقديم الرعاية الطبية والتمريضية للمريض في منزله وبين ذويه ونأمل من بعض الأسر التعاون التام معنا في نجاح الخدمة.