الرّجم هذا المكان المرتفع الذي تناثرت على صخوره المرصوصة أعذب الأبيات الشعرية، هذا المكان الذي أجبر الشعراء على أن يكون في مقدمة قصائدهم وخصوصاً شعر المعناة والشكوى. وقد شكل الرجم من خلال إطلالته على الفضاء الواسع وعلى الصحارى الشاسعة من حوله محفزاً لإبدع الجميل من الشعر. وللرجم أوقات لصعوده وأهمها اللحظات التي تميل فيها الشمس للغروب فترسل خيوطها الذهبية على الشعاب والجبال ترسم لوحة نهاية اليوم فتشير بذلك الإحساس والقريحة لتدفع بعدها القدم نحو الصعود إلى المكان الذي يرتشف اللحظات الأخيرة من تلك الاضاءة ومن ذلك اليوم يقول الأمير محمد السديري: يقول من عدى على راس عالي رجم طويل يدهله كل قرناس وغالباً ما تكون هذه اللحظات وهذه الأجواء مثيرة للشخص العادي ولكن الشاعر يستطيع التنفس من خلال القصيدة. حولي بي عن الرجم يا رجلي قبل عيني تجيها طواريها ويعتبر الرجم أحد عناصر المكان التي شهدت ولادة العديد من الابداعات الشعرية وكان البادية سابقاً يتسابقون على المشراف القريب منهم لحظات غروب الشمس وتلك الإطلالة في حد ذاتها متنفس ومكان تنتثر عليه هموم ذلك اليوم ومجال للتأمل في الإبداع الكوني. يقول الشاعر الرثيع يا رجل سجيبي عن الهم والضيق مادامت الدنيا لأبوزيد وذياب