مدخل للشاعر راشد الخلاوي: من قابل المشراق.. والكن.. والذرى يموت ما حاشت يديه الفوايد بيت جميل في غاية الروعة والأبعاد الهادفة فهو يحثنا على طلب الرزق، ويدعونا للعمل كي يحفظ الإنسان عزته من الهوان... والمشراق كما هو معروف مكان يجتمع فيه الناس في الزمن القديم في فصل الشتاء وقت الصباح الباكر عندما تبدأ الشمس تشرق لكي يستمدون الدفء من حرارة الشمس، ولأن من يقابل هذا المشراق يفوته السعي لطلب الرزق لذا حذرنا الشاعر من هذا المكان الذي لايفيد، وديننا الإسلامي يحثنا أيضاً على طلب العمل المشروع، وينهانا عن الكسل وألا يسأل الرجل الناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحداً ، فيعطيه أو يمنعه». وليس في الحياة شيء بدون ثمن، وكل يكسب على قدر جهده المبذول، ونجد أن الشعر الشعبي له دور في حياة الناس فهو يرفع من معنويات الرجال ويشجعهم للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم النبيلة كما قال الشاعر جعفر بن جمل بن شري: من لابدا المشراف من واطي السهل عده مع أهل البيت ببارد ظلايله مايكسب المقصود من كان همه كثر الرقاد وجلسةٍ مع حلايله فلاشك أن التقاعس عن العمل يؤدي بصاحبه إلى الهوان، وعدم تحقيق ما يصبو إليه من طموحات وأمنيات.. لذلك نجد أن الكثير من الشعراء يكتبون قصائدهم الشعرية في ذم الكسل، ومحاربة كثرة النوم، والبعد عن الرخاء، وأن من يتصف بذلك لا يتقدم وفي هذا الشأن يقول الشاعر بديوي الوقداني عز الفتى رأس ماله من مكاسبها يا مرتضى الهون لا عزاً ولا مالي والعمل.. هو طلب الرزق وكسبه بالطرق المشروعة التي أباحها لنا الدين الإسلامي الحنيف فالعمل الشريف سمة من سمات الإنسان المؤمن الذي يعمل بحيوية ونشاط لكي يستطيع الظفر بنيل غاياته المرجوة وهدفه المقصود -فلا ثمار بدون عناء- وتحقيق المستقبل المشرف لا يمكن أن يأتي من فراغ بل بقوة العزيمة والجد والاجتهاد والإصرار، وعدم اليأس.. فبذلك تتحقق الطموحات والآمال بعد توفيق الله -سبحانه وتعالى- فعلى الإنسان أن يطلب رزقه بكل جد واجتهاد وأن يبتعد كل البعد عن الرخاء ويبذل المجهود الأقصى فأجمل اللحظات في حياة الإنسان عندما يجني ثمار جهده... ويتضح لنا ذلك من خلال قول الشاعر محمد بن عبدالله العسيلي وتجاربه في الحياة: من نام ما يرفع مقامه تمنيه ولا ياصل العليا حليف المخده ولا غرابة أن يشبه الشعراء في الكثير من أشعارهم الإنسان الذي يسعى ويشقى ويكسب رزقه من عرق جبينه ب«الصقر الحر» ذلك الطائر العجيب الذي يعتبر من أفضل سلالة الصقور فقد وهبه الله سبحانه وتعالى قوة المخالب، وحدة النظر، وسرعة الانقضاض على فريسته والظفر بها.. وقالوا من يتصف بذلك هو أحرى بأن يكون شبيهاً بالصقر الحر الذي يضرب به المثل يقول الشاعر محمد حمد هتفر الحبابي: صحيح الصقور عيالها في اللزوم صقور وصدق من يقول الحر صيده بمخلابه ويجب ألا ننسى ان الإنسان مهما كانت قوته وقدرته على التحمّل لن يستطيع العمل بدون راحة يجدد فيها نشاطه وحيويته، وتذهب فيها المتاعب، بعد ذلك يستطيع أن يعلم بدون كلل أو ملل، ومثال ذلك لو أن أحدنا أراد أن يعمل وهو لم يأخذ الوقت الكافي من الراحة لن يستطيع كسب قوته اليومي بالشكل الصحيح، مع إيماننا الكبير بأن الأرزاق مقدرة ومكتوبة ولكن فعل الأسباب شيء واجب على الإنسان. أخيراً .. يقول الشاعر حمد هادي المسردي رحمه الله ترى لرزاق ما تأتي بقوّه ودنيانا تراها خذ وهات ورزق الحي مضمون وجاري إليا حتى تلاقيه الوفات ولكن التسبب شي واجب ومن يزرع سيجني الثمرات